«إش حادك يا المسمار؟ قال المطرقة»... مثل كويتي
- 1 -
في كلمة ألقاها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح خلال منتدى الكويت العالمي الأول يوم 18 ديسمبر الجاري، روج سموه لمقومات الكويت كمركز مالي واقتصادي في منطقة جنوب غرب آسيا وكبوابة للتجارة الدولية بين الشمال والجنوب، وعدد هذه المقومات التي ترتكز عليها الكويت بالإنسان الكويتي ثم الأرض، فالاستقرار السياسي والثروة الطبيعية والمالية.
لا بد أولاً من الإشادة بفكرة المنتدى وأهدافه التي نتمنى أن تتحقق، لكن هناك بعض الملاحظات والمآخذ على ما قاله سموه في كلمته خلال المنتدى الذي اختيرت بروكسل مكاناً له، وهي المدينة المتوافقة مع ثقافة سموه الفرنكوفونية، النادرة الانتشار في الكويت، يبررها كونها المدينة المقر للاتحاد الأوروبي.
في كلمته شرح سموه واستفاض بالشرح في التاريخ والسياسة والاقتصاد والجغرافيا، لكن سموه صور الشعب الكويتي كله وكأنه مجموعة من التجار، وكأننا جميعاً أعضاء في غرفة التجارة، وقد نقبل تبرير ذلك أنه يتكلم في منتدى تجاري واقتصادي، لكن أين كلام سموه عن الكويتيين من ذوي الدخل المحدود في غير هذا المنتدى؟
- 2 -
من المؤكد أن سموه لم يخطر بباله عندما ذكر الإنسان الكويتي كمرتكز أول في استراتيجية الكويت أن هذا الإنسان يعاني الأمرين، فالغلاء المعيشي وتراكم القروض وفوائدها تحرمه من التمتع بثروات بلاده التي تتوزع كهبات هنا وهناك، كمساعدات تتقاسمها «دول المع» وصولاً إلى «دول الضد» مع المرور طبعاً بدول «البين بين»، وهي التقسيمة المعتمدة كويتياً، استناداً للمواقف من القضية الوطنية الأكثر قداسة في التاريخ الكويتي، والمتعلقة بالاحتلال العراقي للكويت.
فالازدواجية الحكومية التي تتراوح بين توزيع الهبات والمساعدات على من هب ودب في الخارج بكل كرم حاتمي يقابل «تقتير» على المواطن الكويتي في الداخل، وكأنها رغبة عنيدة في استمرار معاناة الكويتيين وحرمانهم من الاستمتاع بثروات بلادهم لا سيما الفوائض النفطية الحالية.
- 3 -
لقد أصبحت الكويت يا سمو الرئيس بحق عين عذارى التي تسقي البعيد وتحرم الأقربين، حتى أن زيادة الخمسين ديناراً التي تستكثرها حكومتك علينا لا تكفي في ظل الغلاء الفاحش لتسديد فاتورة زيارة واحدة للجمعية، ومع ذلك مازالت حكومتك تستكثر علينا هذه الزيادة!
كما أن كلمتك في المنتدى ستفتح علينا عيون من لم يصبه شيء من ثرواتنا أخيراً، فانتظر سموك قوائم جديدة من الطلبات والمطالبات بالهبات والمساعدات والمشاريع التنموية. ومع أننا لسنا ضد ممارسة الكويت لدورها التنموي في الخارج ومساعدة الأشقاء والأصدقاء، إلا أننا ضد أن يكون ذلك على حساب المواطن الكويتي الذي هو الأحق بثروات بلاده ونعمها.
فسياسة الهبات والمساعدات تستقطع الكثير من الدخل الوطني، ولا يحاول أحد أن يقنعنا انعدام تأثير ذلك على ميزانية الدولة ومشاريعها التنموية، فالصورة واحدة وإن كانت مركبة، فمثلاً تخيل سموك صورة لأزمة الكهرباء التي نعانيها مقابل صورة بناء محطات الكهرباء للدول الشقيقة والصديقة، فلا تلمنا إن تذمرنا أو تأففنا فسياسة حكومتك تزيد التذمر والتأفف، ولأن هناك إجماعاً على أنك «رجل إصلاح» فأصلح وابتدأ الإصلاح بالأقربين، مواطني الكويت، وأول الغيث مشروعي زيادة الرواتب وشراء فوائد الديون، وإذا حضر الماء بطل التيمم!
ماسيج
- أليس غريباً أن يناقش البرلمان المصري مئة استجواب دفعة واحدة من دون أن يؤثر ذلك في سير البلاد بكل سلاسة، مقابل استجواب واحد يوقف كل شيء في الكويت؟
- بعض مكاتب الخدم تجبر الخدم الجدد على الهروب من كفلائهم بعد شهر أو شهرين من وصولهم، وذلك لإعادة توظيفهم، ولا نقول بيعهم كي لا يتهمونا بالاتجار بالبشر، عند كفيل جديد بربح أكبر ومن دون كفالة، أليس هذا نصباً واحتيالاً يا وزارة التجارة؟
- يقال إن الممرضة التي تسببت بالحريق في مستشفى الجهراء حصلت على 800 دينار مكافأة أعمال ممتازة، غريب وعجيب وما نقول أكثر!
- غريب أن يردد مسؤول أنه أكبر من كرسيه، وأنه يجب أن يكون في منصب أكبر، خل الناس تقيمك ورؤساؤك يقدرون المكان المناسب لك، وإن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب...
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@yahoo.com