أصبوحة / الشغب

وليد الرجيب





| وليد الرجيب |
الشغب أو «Riot» باللغة الإنكليزية، تعني خروج مجاميع غير منظمة إلى الشوارع، تدفعها مشاعر غضب أو رغبة بالانتقام، أو ردة فعل أشبه بالعشوائية، وغالباً ما يصاحب أعمال الشغب، تخريب متعمد للممتلكات الخاصة والعامة، وكذلك السرقة والجريمة.
ومن أعمال الشغب المعروفة، تلك التي تكون نتيجة للتعصب الرياضي، أو ما يسمى بشغب الملاعب، وتلك التي تكون بسبب تعصب ديني أو عرقي أو طائفي أو قبلي.
وتختلف أعمال الشغب عن مطالبات الحقوق المدنية، التي كفلتها دساتير الدول المتقدمة، مثل حق التجمع والاعتصام والتظاهر السلمي، وهو حق أصيل للشعوب باعتبارها مصدر السلطات جميعاً، وباعتبار أن حقوقها العادلة هو ما يصيغ القوانين، فلا قانون يجب أن يكون ضد حقوق الناس، وهو ما يسمح للناس بمراقبة تطبيق هذه القوانين.
فتجمعات ومظاهرات المطالبة بالحقوق السياسية والمدنية، ليست مطالبات فئوية أو ضيقة أو خاصة بقبيلة أو طائفة، ولكنها مطالبات تنظمها مؤسسات المجتمع وقوى الضغط المدني، وتشمل كل أفراد المجتمع بفائدتها، وباختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية، ومثل هذه المطالبات لا تلجأ إلى الشغب والتدمير لأنها منطلقة من دوافع وطنية، ولا تنطلق من عداءات مع فئات المجتمع الأخرى، وتحدث هذه المطالبات لأسباب لا حصر لها، مثل تحسين المستوى المعيشي، أو المطالبة بالحقوق السياسية، أو حتى التصدي للأطماع الخارجية.
لكن هذه المطالبات السلمية تزعج الأنظمة الدكتاتورية، والفاسدة، وتسميها أعمال شغب، وتلجأ لا إلى الاستماع إلى رأي الناس كما حدث مع حركة «نبيها خمس»، بل تلجأ إلى قمع حركة الجماهير السلمية، وأحياناً بطريقة وحشية، وتستخدم كل وسائل الإعلام والدين، لكي تدين هذه المطالبات والتحركات، مثلما قال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، عن حركة يناير 1979م، «دي انتفاضة حرامية، مش انتفاضة شعبية»، كما خرج وقتها الشيخ الشعراوي الذي كان وزيراً للأوقاف في ذلك الوقت- على ما أظن- وأدان هذه الانتفاضة.
وبالطبع تستغل هذه المطالبات السلمية، من بعض المستفيدين من الأزمات لإثارة الفوضى وحرف هدف الجماهير، وإعطاء صورة مشوهة لتحركها، كما أن من السلوكيات المألوفة للأنظمة الفاسدة في مثل هذه الظروف، هو إرسال من يبث الفوضى ويمارس التخريب المتعمد بين هذه الجماهير، لإعطائها العذر لقمعها.
ومن صفات أعمال الشغب، أنها تنتهي بسرعة دون تأثير إيجابي، بينما أعمال المطالبة بالحقوق المدنية، فتأتي بثمارها ولو بعد حين، كما أن جماهير الشغب تتناقص مع الوقت، بينما جماهير المطالبة تتزايد مع الوقت، ولنا في تحرك أيام الاثنينات في الكويت خير مثال للمطالبة بالحقوق السياسية، ولنا في الشغب القبلي ضد رجال الأمن وضد المؤسسات الأمنية، مثال آخر لم نحصل على نتائجه النهائية بعد.
لكن هل الشغب يقتصر على مجموعات كثيرة من الناس فقط؟ بالطبع لا، فالطلبة المشاغبون عادة يكونون أعدادا قليلة، ليس لهم تأثير في مسيرة التاريخ، كما أن أعضاء مجلس الأمة المشاغبين، يخسرون كل يوم مؤيدين لهم، ومثلما يخرج المشاغبون إلى الشارع، مستغلين حقوق الشعوب بالتظاهر، يستغل أعضاء مجلس الأمة المشاغبين الحق الدستوري بالاستجواب، من أجل الانتقام وتحقيق التكسب بطريقة طفولية، لكن مثله مثل أي شغب لن يكون له تأثير إيجابي على مسيرة الشعب الكويتي.
[email protected]
www.alrujaibcenter.com
www.osboha.blogspot.com
الشغب أو «Riot» باللغة الإنكليزية، تعني خروج مجاميع غير منظمة إلى الشوارع، تدفعها مشاعر غضب أو رغبة بالانتقام، أو ردة فعل أشبه بالعشوائية، وغالباً ما يصاحب أعمال الشغب، تخريب متعمد للممتلكات الخاصة والعامة، وكذلك السرقة والجريمة.
ومن أعمال الشغب المعروفة، تلك التي تكون نتيجة للتعصب الرياضي، أو ما يسمى بشغب الملاعب، وتلك التي تكون بسبب تعصب ديني أو عرقي أو طائفي أو قبلي.
وتختلف أعمال الشغب عن مطالبات الحقوق المدنية، التي كفلتها دساتير الدول المتقدمة، مثل حق التجمع والاعتصام والتظاهر السلمي، وهو حق أصيل للشعوب باعتبارها مصدر السلطات جميعاً، وباعتبار أن حقوقها العادلة هو ما يصيغ القوانين، فلا قانون يجب أن يكون ضد حقوق الناس، وهو ما يسمح للناس بمراقبة تطبيق هذه القوانين.
فتجمعات ومظاهرات المطالبة بالحقوق السياسية والمدنية، ليست مطالبات فئوية أو ضيقة أو خاصة بقبيلة أو طائفة، ولكنها مطالبات تنظمها مؤسسات المجتمع وقوى الضغط المدني، وتشمل كل أفراد المجتمع بفائدتها، وباختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية، ومثل هذه المطالبات لا تلجأ إلى الشغب والتدمير لأنها منطلقة من دوافع وطنية، ولا تنطلق من عداءات مع فئات المجتمع الأخرى، وتحدث هذه المطالبات لأسباب لا حصر لها، مثل تحسين المستوى المعيشي، أو المطالبة بالحقوق السياسية، أو حتى التصدي للأطماع الخارجية.
لكن هذه المطالبات السلمية تزعج الأنظمة الدكتاتورية، والفاسدة، وتسميها أعمال شغب، وتلجأ لا إلى الاستماع إلى رأي الناس كما حدث مع حركة «نبيها خمس»، بل تلجأ إلى قمع حركة الجماهير السلمية، وأحياناً بطريقة وحشية، وتستخدم كل وسائل الإعلام والدين، لكي تدين هذه المطالبات والتحركات، مثلما قال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، عن حركة يناير 1979م، «دي انتفاضة حرامية، مش انتفاضة شعبية»، كما خرج وقتها الشيخ الشعراوي الذي كان وزيراً للأوقاف في ذلك الوقت- على ما أظن- وأدان هذه الانتفاضة.
وبالطبع تستغل هذه المطالبات السلمية، من بعض المستفيدين من الأزمات لإثارة الفوضى وحرف هدف الجماهير، وإعطاء صورة مشوهة لتحركها، كما أن من السلوكيات المألوفة للأنظمة الفاسدة في مثل هذه الظروف، هو إرسال من يبث الفوضى ويمارس التخريب المتعمد بين هذه الجماهير، لإعطائها العذر لقمعها.
ومن صفات أعمال الشغب، أنها تنتهي بسرعة دون تأثير إيجابي، بينما أعمال المطالبة بالحقوق المدنية، فتأتي بثمارها ولو بعد حين، كما أن جماهير الشغب تتناقص مع الوقت، بينما جماهير المطالبة تتزايد مع الوقت، ولنا في تحرك أيام الاثنينات في الكويت خير مثال للمطالبة بالحقوق السياسية، ولنا في الشغب القبلي ضد رجال الأمن وضد المؤسسات الأمنية، مثال آخر لم نحصل على نتائجه النهائية بعد.
لكن هل الشغب يقتصر على مجموعات كثيرة من الناس فقط؟ بالطبع لا، فالطلبة المشاغبون عادة يكونون أعدادا قليلة، ليس لهم تأثير في مسيرة التاريخ، كما أن أعضاء مجلس الأمة المشاغبين، يخسرون كل يوم مؤيدين لهم، ومثلما يخرج المشاغبون إلى الشارع، مستغلين حقوق الشعوب بالتظاهر، يستغل أعضاء مجلس الأمة المشاغبين الحق الدستوري بالاستجواب، من أجل الانتقام وتحقيق التكسب بطريقة طفولية، لكن مثله مثل أي شغب لن يكون له تأثير إيجابي على مسيرة الشعب الكويتي.
[email protected]
www.alrujaibcenter.com
www.osboha.blogspot.com