ندوة «حوار الحضارات» نظمتها السفارة المصرية في الكويت

محطة / محمد سيد سليم: المجتمع الإسلامي يعاني الازدواجية

تصغير
تكبير
">|حنان عبد القادر|
برعاية وحضور السفير المصري لدى دولة الكويت السفير طاهر فرحات، قدم المكتب الثقافي المصري ندوة بعنوان: «حوار الحضارات بين العالمين الإسلامى والغربى»، حاضر فيها أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الأستاذ الدكتور محمد سيد سليم، وقدمه فيها رئيس المكتب الثقافي الدكتور عمرو الباز.
أوضح سليم في بداية حديثه اللبس في اعتقاد ظهور مصطلح حوار الحضارات ردا على صامويل هنتجتون صاحب كتاب صدام الحضارات مؤكدا ظهور هذا المصطلح في عام 1992 بعد نهاية الحرب الباردة في المؤتمر البرلماني الأوروبي - المتوسطي، الذي عقد للفصل بين اتجاهين من الكتابة، الأول كان يتحدث عن الخطر الأخضر، ويعنون به الإسلام، والثاني يروج لفكرة العدو الغربي، واختار سليم أربعة نماذج للحديث عنها مما رأى فيها لونا من الحوار الحقيقي بين العالمين الإسلامي والغربي هي:
- حوار حضارات العالم القديم والذي ضم كلا من: مصر وإيران إيطاليا واليونان، عام 1994م بدعوة من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، والذي اقتصر على اجترار الماضي.
- الحوار الأوروبي - المتوسطي عام 1995م قدمه الاتحاد الأوروبي في برشلونة.
- حوار الحضارات بين المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي عام 2002 م في تركيا أعقاب أحداث سبتمر 2001، واعتبرت تركيا معبرا بين العالم الإسلامي والغربي.
- منتدى تحالف الحضارات الذي بدأ بمبادرة إسبانية، وتبنته الأمم المتحدة في أبريل الماضي بتركيا والذي كان مقررا أن يحضره الرئيس أوباما لكنه فضل الذهاب إلى العراق، رغم أنه أشار إليه في خطابه بجامعة القاهرة وكأنه كان حاضرا.
وأرجع سليم أسباب إخفاق تلك الحوارات إلى عدم صلاحية مصطلح «الحضارة» للتحليل السياسي، فهي ليست كيانا واحدا متجانسا، ونحن عندما نتحدث إنما نتحدث عن ثقافات وليس حضارات تتمثل في أبلغ تمثيل لها في الحرف والصنائع، وتشير للإنجازات والقيم، ولننظر... هل هناك حضارة غربية واحدة؟، أو حتى إسلامية واحدة؟، وقد اختلف حولها المحللون أيضا. وأن الحوار يتم تحت شروط تفتقد التوازن بين الحضارات، وغياب الممثلين غير الرسميين من مثقفين وأعضاء في المجتمع المدني عن تلك الحوارات، وغياب تبادل الرأي الذي يثريها.
بالإضافة إلى ما يعانيه المجتمع الإسلامي من ازدواجية بين النخبة والعوام الذين لا يشاركون في الحوار فلا يتعدى أن يكون مجرد استعراض لغوي.
وفي مواجهة كل ذلك... اقترح سليم عدة أمور يراها من وجهة نظره قد تسهم في إنجاح مثل هذه الحوارات منها، تكافؤ الوحدات المتحاورة وتماثلها، واشتراك المنظمات الحكومية الرسمية والمؤسسات العامة والمجتمع المدني في الحوار، مع وجود مؤسسة مستقلة تشرف على ذلك، وأن ينطلق الحوار من مفهوم التعددية الثقافية، وأن يتعامل الحوار مع قضايا جديدة منتجا معارف جديدة، كما تعد أجهزة الإعلام، والكتب المدرسية أهم مصدرين لسوء الفهم بين العالمين الإسلامي والغربي.
وأضاف الحضور تصوراتهم لتلك الحوارات عقب الندوة، وألقوا بأسئلتهم التي جاء أبرزها على لسان الناقد والشاعر مختار عيسى الذي أشار إلى تحكم النخب السياسية في مسار الحوارات، خصوصاً بالنسبة للمجتمعات التي تفتقد لتجانس الحضارة، وتناول الفرق بين تناولنا لمصطلح الحضارة، والمدنية، وأجاب سليم: «أتفق معك، فالحضارة الإسلامية ليست متجانسة، فهي تضم الطوائف والمذاهب والمدارس المختلفة»، وعقب دكتور نادر القنة: «أختلف معك في تفاؤلك دكتور سليم، وأعتقد أن تلك الحوارات تسويق غربي يدخل أطر الوهم الذي يسوق لنا مثل قضية السلام، وعلينا الانتباه لها، والحوار وجدليته لن نتعلمها منهم، فقد تعلمناها من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ورجالاته أمثال عمر بن الخطاب، وأوروبا تحاول عبر مدارس التحليل النفسي أن تخترقنا وتتعامل معنا».
وأكد الدكتور محمد سيد سليم في نهاية الحوار، على أن وجود الصحوة الدينية الهائلة التي ظهرت بعد انتهاء الحرب الباردة، هي ما أوجدت تلك الموجة من الاتجاه نحو حوار الحضارات، وأن الافتراض المسكوت عنه هو أن الظاهرة الإسلامية هي الخطر المقبل الذي ينبغي مواجهته؛ لتقديمها مفاهيم تعد من وجهة نظر الآخرين، مؤثرة في منظومة الحكم.


* شاعرة وكاتبة مصرية


[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي