لماذا السفر... ومفهوم السياحة

تصغير
تكبير
للسياحة فوائد قد يعجز الانسان على تعدادها او حصرها لانها عالم متغير ومتجدد. وما نراه اليوم ربما يرى افضل منه اولادنا واحفادنا غداً، لتبقى سنة التطور عبر التاريخ والأجيال.
والسفر من مكان لآخر تتعرف من خلاله على أماكن جديدة وأجناس الناس وألوانهم وألسنتهم في عاداتهم وتقاليدهم، في أفكارهم وثقافاتهم، وفي طباعهم وأمزجتهم، في ميولهم وهواياتهم بلغات مختلفة ولكن اذا نظرت لهم ستجدهم يشاركونك فى كل شيء بداية من المشاعر الى الطعام، ولا يقتصر الامر على ذلك لان عالم السياحة والسفر له اكثر من لون وشكل ومضمون لكن في النهاية الهدف المرتجى من الترحال التعرف على ما لدى الآخرين من علوم وفنون ومستجدات ومبتكرات وأساليب. فالحياة تضيق وتتسع بقدر اتساع أو ضيق دائرة تعرف الانسان عليها ظرفاً ومكاناً وزماناً، وشتان بين من اغلق عليه باب وطنه وهو محيطه الضيق ومن كسر هذا الدائرة الضيقة وفتح عقله وبصيرته عبر السفر في أرض الله الواسعة، يلتمس العبر، ويقلب الفكر، ويستطلع الأحوال والثقافات والمعارف والأعراف والتقاليد والتجارب
واذا كان السفر للترويح عن النفس في بلاد الجمال فان الهدف الاساسي يكون الخروج من أسر الروتين المضني للجسم الممل للنفس لان تغير المكان يجدد النشاط, ويبعث الحيوية, ويشحذ الارادة, ويصقل النفس, فيعود المسافر الى وطنه بطاقات لم يكن ليشعر بها. ولتحقيق الفائدة الكبرى يجب ان يكون السفر على اساس متين وعلى ضوء المعرفة التامة بالبلد التي سيذهب اليها وقوانينها وطبائع اهلها ومعالمها السياحية حتى يستطيع منح نفسه لحظة يبتعد فيها عن مجريات العمل وغيرها من متاعب الحياة، من خلال الخلوة مع النفس، ومراجعة الاحداث التي مرت به في العمل

والسياحة والسفر تعيش عصراً ذهبياً حيث أصبحت التكنولوجيا الجديدة مثل الانترنت وأجهزة الاتصالات النقالة تتيح، وتعزز، امكانية الحصول على المعلومات، وزيادة القدرة على التحرك، وتشاطر التجارب الثقافية على نطاق لم يُعرف أبداً من قبل. وتشكل هذه الابتكارات الخطوة الأخيرة في قوس الرحلات الذي بدأ قبل قرون عندما واجه المستكشفون أخطار البحار لاكتشاف عوالم جديدة ولم يتركوا وراءهم سوى مذكرات يومية كثيراً ما كان يتم اكتشافها بعد سنوات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي