وبقيت ملاحظة / عمرو... «يا أ ديب!»

تصغير
تكبير
أسوأ ما أفرزته الخسارة المذلة لمنتخب مصر أمام اميركا صفر/3 في كأس القارات لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب افريقيا وخروجه من الدور الاول للبطولة التي كان قريبا جدا من التأهل لدورها قبل النهائي هو شهادة الاثبات المزيفة بأن العاهرات كان لهن دور فيما آلت اليه النتيجة بحسب ما بثته وكالات الأنباء قبل المباراة وصدقها بعض ضعاف النفوس ومرضى القلوب.
وهذا ما دفع الإعلامي المصري عمرو أديب الى الدخول في المنطقة المحظورة، عندما تلفظ ليلة الهزيمة في إحدى القنوات الفضائية بألفاظ يعف اللسان عن ذكرها واصفاً لاعبي جلدته المصريين بأوصاف لا تليق بهم أبدا من دون أي دليل، مستندا الى صور مفبركة غير واضحة ومتناسيا في الوقت ذاته ان هذا الاسلوب من شأنه أن يهدم البيوت!
وحسنا فعل اللاعبان احمد حسن ومحمد أبوتريكة عندما أعلنا انهما وزملاءهما لن يلعبوا باسم مصر مرة أخرى ما لم يصدر اعتذار رسمي من الجهات المسؤولة يبرئ ساحتهم من هذه التهمة الظالمة.

وما هكذا تعالج الأمور يا عمرو... يا أديب!
شخصيا لا أميل لتصديق هذه الشبهات التي طالت كل لاعبي منتخب مصر الذين قيل عنهم ان عاهرات شبه عاريات شاركن معهم الاحتفال ليلة الفوز على ايطاليا، وهذا كلام مأخوذ خيره لعدة اسباب.
أولها: أن نجوم مصر المشاركين في هذه البطولة يعلمون جيدا ان حركاتهم وسكناتهم مسجلة عليهم من كافة وسائل الاعلام واجهزة الاستخبارات (خوفا بالتأكيد على حياتهم)، ومن غير المعقول ان يشاركوا جميعا في احتفال تتقدمه عاهرات كما قيل!
ثانيا: ان معظم هؤلاء اللاعبين يصطحبون معهم عائلاتهم وزوجاتهم، فكيف يمكن ان ترتكب هذه الحماقات في هكذا تجمعات؟
ثالثا: ان منتخب مصر الحالي يضم من بين صفوفه أحمد حسن، وأحمد فتحي، وأحمد عيد عبدالملك، وأحمد سعيد، وأحمد خيري، وأحمد سمير، وأحمد عبدالرؤوف، وأحمد عبدالغني، وأحمد المحمدي، ومحمد صبحي، محمد حمص، محمد شوقي، محمد محسن ابو جريشه، محمد زيدان، ومحمد محمد محمد محمد أبو تريكة، وما أدراك ما هو أبوتريكة؟
الاداء السيئ امام اميركا في واقع الامر كانت له اسبابه ومن اهمها:
أولا: الارهاق الشديد الذي عانى منه اللاعبون في مباراتين غاية في الصعوبة أمام البرازيل اولا ثم ايطاليا ثانيا وكان كل ذلك في 72 ساعة فقط، وقد لاحظنا السقوط المتتالي للاعبي مصر في مباراة ايطاليا وهذا كله بسبب الارهاق، وضعف اللياقة البدنية التي يفتقد اليها اللاعبون بالمقارنة بلاعبي المنتخبات التي نافسوها.
ثانيا: الركون إلى الاستهتار واللامبالاة، خصوصا ان فرص مصر للتأهل للدور قبل النهائي كانت متعددة، حتى لو خسرت امام اميركا بهدفين في ظل التفوق البرازيلي على ايطاليا 3/صفر.
ثالثا: انتشار فكرة ان المنتخب الاميركي ليست له الفرصة للتأهل قبل المباراة وأكد على ذلك كل وكالات الانباء العالمية، مشيرين إلى ان المنتخب الاميركي سيلعب هذه المباراة تحصيل حاصل، وهو غير صحيح فالمنتخب الاميركي كانت لديه الفرصة في التأهل وأمله لم يتوقف ومدربهم حسبها صح ولعبها عدل ولم يكتف بهدفين وسجل الثالث الذي اهله للعب مع البرازيل واسبانيا وجنوب افريقيا في النصف النهائي.
المنتخب المصري ادى مباراتين غاية في الروعة امام البرازيل وايطاليا ووقتها كل وسائل الاعلام امتدحت اللاعبين والجهازين الفني والاداري، ورفعتهم إلى السماء وكانوا يستحقون ذلك.
الآن وبعد خسارة مصر امام اميركا لا يجب ان يتحول هذا الاعجاب والفخر إلى سخط وزجر، بل يجب تأكيد الثقة في المدرب حسن شحاتة ورجاله ولاعبي مصر، اذا كان الهدف هو العودة إلى جنوب افريقيا مرة اخرى العام 2010 والمشاركة في كأس العالم لكرة القدم فهذا هو منتهى أمل كل المصريين، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
محمود صالح
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي