مسفر النعيس / صوت القلم / وزير الكهرباء والعقليات القديمة

تصغير
تكبير
لو دعوت لأي وزير من الحكومة الموقرة بان الله يعينه على وزارته ومصائبها، خصوصاً في هذا الوقت بالذات فإنني سأدعو لوزير الكهرباء والماء الدكتور بدر الشريعان، فدعوتي له لن تكون لأنه يمثل جيلي في الحكومة العتيقة، والتي تذكرت بأن هناك شباباً يريدون فرصة حقيقية لرد الجميل لهذا البلد المعطاء، وليس لأنه جديد ولا يعرف ما يدور في هذه الوزارة، ولكن لحجم التحديات التي ستواجهه في فترة الصيف، فالكهرباء والماء هما عصب الحياة، ولا يمكن أن تسير من دونهما، فالصيف حرارته لا ترحم ومشاكله لا تنتهي، والوزارة بقيادييها الموقرين تحاول جاهدة ألا تحدث مشاكل كانقطاع التيار الكهربائي أو ضعف المنسوب المائي، فالكل يعمل في وزارة الكهرباء، خصوصاً المهندسين والفنيين في محطات القوى وتقطير المياه. ولكن أموراً عدة ستؤثر لا محالة في انقطاع التيار الكهربائي، رغم الجهود الحثيثة من قبل جميع العاملين، فهناك مشكلة زيادة الأحمال الكهربائية على محطات التحويل الرئيسية والفرعية، بسبب زيادة قوة التيار الكهربائي للكثير من المنازل من دون زيادة حجم واستيعاب تلك المحولات. وهذه المشكلة يشترك فيها كل من المجلس البلدي والكهرباء، وبالطبع من بعض أصحاب العقار، خصوصاً المخالفين. أما الأمر الآخر فهو استهلاك البنية التحتية لمحطات القوى الكهربائية وتقطير المياه وعدم مراقبة الصيانة والتعاقد مع شركات لا تجيد عملها. وهناك أمر آخر يتمثل في عدم قدرة بعض القيادات على استخدام تقنيات حديثة وخطط عمل وبرامج تحد من الاستهلاك الكبير، وذلك لأمور عدة، لعل أولها وأهمها الاستمرار في العقلية القديمة وعدم التطور ومواكبة العصر وعدم إصدار قرارات صارمة في حق المتسبب في إهدار هذين المرفقين. كما أن صراع الأجيال وصراع الكراسي له دور كبير في التخلف الإداري في الوزارة، فلابد من تجديد الدماء، لأن الكثير من المسؤولين قد تجاوزت خدمتهم أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، وهذا مخالف لقرار الخدمة المدنية، فلابد من إنهاء خدماته وفتح المجال للشباب الطموح في الوزارة لتسلم المسؤولية.
لا شك أن هناك مشاكل كثيرة في هذه الوزارة، ولكن الأمل موجود ومعقود على وزيرها الجديد، والبركة في الشباب خصوصاً في محطات القوى الذين يستحقون الدعم كله، فهناك فئة مظلومة لابد من إنصافها من قبل معالي الوزير، وهم الفنيون الأجانب في محطات القوى الذين لا تتعدى رواتبهم ثلاثمئة دينار، ويعتبر عملهم مهماً وخطراً، علاوة على تمتعهم بخبرة كبيرة، فهم يعتبرون ثروة حقيقة بجانب الشباب الكويتي، ولا يمكن الاستغناء عنهم.
نتمنى أن ينصفهم الوزير ويحل مشاكلهم، فهذه دعوة من القلب لمعالي وزير الكهرباء والماء الدكتور بدر الشريعان بأن يكون الله في عونه، وأن يمر الصيف على خير من دون انقطاع للكهرباء والماء، فأعانه الله على حمل الأمانة، ونتمنى أن تكون له بصمة واضحة وإصلاحية في الوزارة التي تُعتبر من أهم الوزارات. والله من وراء القصد.

مسفر النعيس
كاتب كويتي
mesfir@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي