إيطاليا تواجه خطر الخروج في لقائها والبرازيل... ومصر على موعد مع المجد في بطولة كأس القارات اليوم
من ينجو حيّاً من «مجموعة الموت»؟



العين على شحاتة... وعين شحاتة على نصف النهائي (رويترز)





جوهانسبورغ - ا ف ب - تواجه ايطاليا بطلة العالم خطر الخروج من الدور الاول لبطولة كأس القارات المقامة حاليا في جنوب افريقيا عندما تلتقي البرازيل بطلة اميركا الجنوبية في بريتوريا، في حين تستطيع مصر ان تضرب موعدا مع المجد ببلوغ نصف النهائي شرط فوزها على الولايات المتحدة في جوهانسبورغ اليوم.
وتملك البرازيل التي لم تضمن تأهلها بعد الى نصف النهائي 6 نقاط، وكل من مصر وايطاليا 3 نقاط والولايات المتحدة من دون رصيد.
وتبدو الحسابات معقدة في هذه المجموعة لامكانية ان تجمع المنتخبات الثلاثة الاولى ست نقاط في حال فوز ايطاليا على البرازيل، ومصر على الولايات المتحدة، وفي هذه الحال ينظر اولا الى فارق الاهداف، ثم الى المواجهات المباشرة، فسحب القرعة اذا كان المنتخبان متعادلين في كل شيء.
ما هو اكيد بأن البرازيل تحتاج الى التعادل لكي تضمن تأهلها، او حتى خسارتها بفارق هدف واحد لانها تتفوق على ايطاليا حاليا بفارق 3 اهداف وعلى مصر بفارق 4 اهداف.
المبادرة «الزرقاء»
طالب مدرب ايطاليا مارتشيلو ليبي من لاعبيه اخذ المبادرة عندما يواجهون ابطال اميركا الجنوبية في مباراة حاسمة سيتحدد على ضوئها مصير «الازوري».
وكان المنتخب الايطالي تعرض لخسارة مفاجئة امام نظيره المصري هي الاولى له امام منتخب افريقي في تاريخه، فتعقدت مهمته في بلوغ الدور نصف النهائي لانه ليس في مأمن من الخسارة امام البرازيل صاحبة العروض القوية في الآونة الاخيرة.
والتقى المنتخبان في مباراة دولية ودية في فبراير الماضي على «استاد الامارات» في لندن وتفوق المنتخب البرازيلي لعبا ونتيجة وخرج فائزا 2 - صفر.
وقال ليبي: «مجموعتنا صعبة للغاية وكنا نتوقع هذا الامر خصوصا انني حذرت قبل انطلاق البطولة بأن منتخب مصر هو بطل افريقيا في النسختين الماضيتين ويجب ان نكن له الاحترام»، وتابع: «لم نبرهن عن روح قتالية في مواجهة المنتخب المصري، لم نلعب بالطريقة التي كنا نتوقعها. بعد ان سجل الفريق المصري هدفه لم نتمكن من الرد عليه رغم الفرص التي سنحت لنا خصوصا في ظل تألق حارس المرمى عصام الحضري»، واوضح: «لا بديل لنا عن الفوز، سنحاول ان نلعب بايجابية منذ الدقيقة الاولى واخذ المبادرة لكن في الوقت ذاته يتوجب علينا ان نكون حذرين لاننا نواجه منتخب البرازيل»، وكشف: «اعتقد بأن مشكلتنا الحالية تكمن بأننا ننتظر دائما رد الفعل بدل ان نبادر الى اخذ المبادرة، دائما ما ننتظر حتى تتلقى شباكنا اهدافا لكي نرد، نجحنا في هذا الامر في مواجهة الولايات المتحدة، ولم يكن الامر كذلك في مواجهة مصر»، وختم: «يجب ان نبرهن عن قدرتنا في منافسة منتخب مرشح بقوة لاحراز اللقب العالمي العام المقبل».
اما البرازيل فقدمت وجها مختلفا في مواجهة الولايات المتحدة عما فعلت امام مصر ولخص المدرب كارلوس دونغا الامر بقوله: «الفارق بين المباراتين ان لاعبي المنتخب البرازيلي حصلوا على قسط من الراحة بين المباراتين لم يحصلوا عليه في الفترة التي فصلت بين وصولهم الى هنا والمواجهة ضد مصر».
والامر اللافت لدى البرازيليين ان اربعة من اصل الاهداف السبعة التي سجلوها حتى الان في البطولة جاءت من ركلات حرة وقد اكد دونغا بأن فريقه يعمل كثيرا في التمارين على تحسين الضربات الرأسية وقد اتى الامر بثماره في الاونة الاخيرة.
في المقابل، اعتبر مهاجم البرازيل روبينيو بأن فريقه بدأ يلعب بمستوى عال وقال: «لعبنا جيدا امام الولايات المتحدة، لكننا سنقدم مستوى افضل امام ايطاليا».
إنجاز كبير
يريد المنتخب المصري ان يتوج عرضيه الرائعين امام البرازيل وايطاليا في مباراتيه السابقتين بالتأهل الى نصف النهائي عندما يلتقي الولايات المتحدة في راستنبرغ ليحقق بالتالي انجازا كبيرا ربما يرفع من معنويات لاعبيه في التصفيات الافريقية المؤهلة الى كأس العالم حيث يحتل المركز الاخير في مجموعته.
ونالت مصر احترام واشادة العالم بأسره في الاسبوع الاخير بفضل المستوى الرفيع الذي قدمته خلال البطولة، فبعد ان وقف المنتخب المصري ندا عنيدا امام البرازيل وخسر امامه بصعوبة 3-4 في الوقت بدل الضائع بركلة جزاء علما بأنه تفوق عليه في بعض مراحل اللعبة، فانه نجح في تحقيق مفاجأة مدوية تمثلت بالتغلب على ايطاليا بهدف للاشيء في مباراة كان نجمها من دون منازع الحارس الحضري الذي ابعد اكثر من محاولة خطرة.
ويقول مدرب المنتخب المصري شوقي غريب: «منطقيا، الامور في متناولنا لاننا اذا خرجنا بفوز عريض على الولايات المحتدة، سنتأهل الى نصف النهائي بغض النظر عن نتيجة مباراة البرازيل وايطاليا»، وتابع: «العروض التي قدمناها خلال البطولة جعلت معنوياتنا ترتفع كثيرا وسنخوض المباراة ضد الولايات المتحدة وكلنا ثقة في تحقيق الفوز الذي نأمل ان يكون جواز سفرنا الى نصف النهائي».
وأكد الجهاز الطبي للمنتخب المصري عدم قدرة محمد زيدان على خوض المباراة المرتقبة اليوم.
وأكد أحمد ماجد، طبيب الفريق، ان اصابة زيدان ليست كبيرة لكن الجهاز التدريبي يرفض المجازفة بأي لاعب واشراكه في المباريات الا عندما يكون سليما ومستعدا تماما.
ورفض اللاعب التحدث الى وسائل الاعلام، العربية والعالمية، لشعوره بالاحباط خصوصا وأنه كان يتمنى المشاركة اليوم.
وكان زيدان تألق في المباراة الاولى ضد البرازيل وسجل هدفين، لكنه اصيب بتقلص عضلي في العضلة الخلفية لساقه اليمنى.
وسيشكل غياب زيدان ضربة قوية لامال المنتخب المصري الذي يعاني اصلا من غياب مهاجميه الاصليين عمرو ذكي وأحمد حسام «ميدو» المصابين.
وبالنسبة الى الحضري ورغم انه لم تمض سوى أسابيع قليلة على العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم بحقه فانه نجح سريعا في الخروج من الأزمة وأعلن عن «التحدي الجديد» له من خلال بطولة كأس القارات.
ورغم الأهداف الأربعة التي اهتزت بها شباك الحضري في المباراة الأولى أمام البرازيل، الا انه كان من العناصر الأساسية التي ساهمت في فوز فريقه على ايطاليا.
ولم يكن غريبا أن يتلقى الحضري اشادة من متابعي المباراة كافة بل اعتبره البعض أبرز نجومها.
وفي الوقت الذي توقع فيه كثيرون قبل بداية البطولة أن ينحصر الصراع على جائزة أفضل حارس مرمى بين الاسباني ايكر كاسياس والايطالي جانلويجي بوفون، مع وجود مناوشات فقط من الحارس الأميركي هوارد والبرازيلي جوليو سيزار، دخل الحضري في الصراع مع العمالقة.
بوفون يشيد
وأثنى بوفون على الحضري عقب المباراة بين فريقيهما مشيرا الى أنه لعب دورا كبيرا في هزيمة المنتخب الايطالي وقال لوسائل الاعلام: «أعتقد أن حارس المرمى المصري كان رائعا، فقد تألق في التصدي للانفرادات. واذا شاهدتم اعادة للمباراة ستلاحظون أنه كان من الصعب للغاية أن نسجل أهدافا في هذه المباراة».
ويسعى الحضري في البطولة الحالية الى تحقيق هدف آخر وهو استعادة مكانته في قلوب الجماهير والتي أفسدتها الظروف التي أحاطت بانتقاله للاحتراف الخارجي في نادي سيون السويسري العام الماضي.
وقبل أسابيع قليلة، وبالتحديد في منتصف أبريل الماضي، عاقب الاتحاد الدولي الحضري على رحلة احترافه المثيرة للجدل، بايقافه أربعة اشهر على مستوى الأندية والمنتخب وتغريمه 900 ألف يورو بخلاف العقوبة المفروضة على سيون بعدم التعاقد مع أي لاعب على مدار فترتين للانتقالات.
وفي الوقت الذي رأى فيه البعض أن العقوبة هي صفحة النهاية في مسيرة الحضري في الملاعب وأنها ستحرمه بلا شك من المشاركة في كأس القارات، جاءت الفرصة مجددا للاعب لاستعادة بريقه من خلال البطولة ذاتها حيث تأكد أن عقوبة الايقاف ستطبق عليه ابتداء من أغسطس أي بعد أكثر من شهر من مشاركته في كأس القارات. وتمثل البطولة الحالية عنق الزجاجة بالنسبة للحضري خصوصا في ظل غيابه عن المباريات الثلاث الأخيرة للمنتخب في تصفيات كأس العالم 2010 بسبب الايقاف.
عناصر مؤثرة
ويقول أحمد سليمان مدرب حراس المرمى في المنتخب المصري: «مشكلة الحضري تزعج الجميع بالفعل لأنه من العناصر المؤثرة في صفوف الفريق وغيابه يمثل مشكلة حقيقية نظرا الى عنصر الخبرة التي يتميز بها عن باقي الحراس»، وأضاف: «مشاكل اللاعبين مع الأندية يجب ألا تؤثر على علاقتهم بالمنتخب، فالجهاز الفني للمنتخب يسعى دائما لاختيار الأفضل من بين العناصر المتاحة أمامه طالما لم تكن هناك أسباب جوهرية تمنع ظهور هذه العناصر».
ولدى سؤاله عما اذا كان الحضري استعاد مستواه العالي في البطولة الحالية خصوصا أمام ايطاليا، قال سليمان ان مستوى اللاعب لم يتراجع وأن الجهاز الفني على ثقة كبيرة به لكن كل مباراة لها ظروفها وطبيعتها «فلا يمكن أن تكون الأهداف التي دخلت مرماه في مباراة البرازيل نتيجة تراجع مستواه ثم يتألق بهذه الصورة أمام ايطاليا في غضون 72 ساعة فقط».
أما الحضري نفسه فأكد أنه لا يهمه في المقام الأول أن يحصد الجوائز، بل ما يهمه هو تألق الفريق، مشيرا الى أنه لم يواجه المنتخب الايطالي بمفرده وانما كان لاعبا ضمن مجموعة كبيرة أدت ما عليها داخل المستطيل الأخضر.
وبالانتقال الى المنتخب الاميركي فهو يأمل بمغادرة البطولة بفوز شرفي بعد خسارتين قاسيتين امام ايطاليا 1-3 والبرازيل صفر - 3 علما بأنه لم يكمل اياً من المباراتين بصفوف مكتملة لان الحكم طرد له احد لاعبيه في كل مباراة.
والجدير ذكره ان المنتخب الاميركي لم يودع حتى الساعة البطولة لأن حظوظه ما زالت قائمة في التأهل غير انها صعبة التحقيق.
من هنا وهناك
أبواق التشجيع
ردت وسائل الاعلام في جنوب أفريقيا بعنف على الانتقادات الأجنبية حول استخدام الجماهير أبواق التشجيع (فوفوزيلا) أثناء مباريات كأس القارات.
وذكر تقرير صحيفة «ويك اندر» أن انتقادات اللاعبين والصحافة الأجنبية لاستخدام هذه الأبواق بدعوى أنها تثير الازعاج والقلق للاعبين والمشاهدين ليس لها أساس من الصحة، وأضاف: «يبدو أن الأوروبيين لم يدركوا بعد أن عهد الاستعمار قد ولى»، وأشار الى وسائل التشجيع «الغريبة» في الملاعب الأوروبية.
في الوقت نفسه، أفردت وسائل الاعلام في جنوب أفريقيا مساحات كبيرة للرد على الانتقادات حول أصوات الأبواق وأكدت أنها تعبر عن جزء من الفلكلور في البلاد وأبرزت الصحف استبعاد السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي امكان حظر استخدام أبواق (فوفوزيلا) خلال كأس العالم 2010.
أحمال زائدة
اعترف كارل هاينتس رومينيغه، رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني، بأنه ليس من المؤيدين لبطولة كأس القارات بسبب الأحمال الزائدة على اللاعبين في أعقاب انتهاء الموسم، وقال ان كأس القارات قللت من فترة راحة اللاعبين قبل بداية موسم جديد وأشار الى أن لاعبي الفريق البافاري، الايطالي لوكا توني والبرازيلي لوسيو سيضطران الى اختصار فترة الراحة.
في الوقت نفسه، أبدى رومينيغه تفهما لتنفيذ بطولة كأس القارات قبل عام من بطولة كأس العالم وأوضح: «الطبيعي أن يهتم الاتحاد الدولي بهذه البطولة وينظر اليها على أنها اختبار حقيقي لكأس العالم والوقوف على الاستعدادات بشكل كامل».
وفي المقابل، أعرب أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الألماني، عن حزنه لعدم مشاركة ألمانيا في كأس القارات وقال ان الفرق الكبرى مثل البرازيل واسبانيا وايطاليا ستستفيد من التجربة وسينعكس ذلك ايجابيا على منافستها في مونديال 2010.
رحلة سفاري
استعد لاعبو المنتخب البرازيلي لمباراتهم الثالثة والأخيرة في الدور الاول أمام ايطاليا بالقيام برحلة سفاري والتنافس في لعبة الأرقام الشيقة «بينغو».
ويبدو أن لعبة الأرقام التي انشغل بها نجوم البرازيل كانت مثيرة للغاية لدرجة أنها أدت الى تأخير انعقاد مؤتمر صحافي للفريق ساعة كاملة.
وكان من المقرر أن يظهر مايكون وجيلبرتو سيلفا أمام الصحافيين للتعليق على توقعاتهما وتطلعاتهما قبل لقاء ايطاليا لكن رودريغو بايفا، المتحدث الرسمي باسم الفريق، قال لعدد من الصحافيين: «سيتأجل المؤتمر الصحافي لأن اللعبة (بينغو) لم تنته بعد».
ووضعت لعبة «بينغو» النهاية السعيدة ليوم رائع للاعبي البرازيل، فبعدما أمضوا نحو ثلاثة أسابيع في انغلاق وعزلة داخل غرف فندقية مختلفة، تحقق الحلم القديم للعديد منهم عندما قاموا برحلة سفاري شاهدوا خلالها الأسود والزرافات والحمير الوحشية من مسافة قريبة.
وقال مايكون، لاعب انترميلان الايطالي: «كان أمرا رائعا ان نقوم برحلة السفاري، فقد كانت حلم حياتي، حتى أنني أرسلت الصور لأسرتي ليعرفوا أنني حققت أمنيتي بمشاهدة هذه الحيوانات».
كما أبدى جيلبرتو سيلفا، لاعب باناثينايكوس اليوناني، سعادته البالغة بهذه الرحلة التي قام بها لاعبو منتخب البرازيل في سيارتين خاصتين، وقال: «انها حلم تحول الى حقيقة بالنسبة لي أيضا. فقد تعتاد على مشاهدة صور الأسود في التلفزيون أو السينما ولكن من الرائع أن تحظى بفرصة مشاهدتها عن قرب. وقد أرسلت الصور الى أسرتي حتى لا يعتقدون أنني أكذب».
وكان روبينيو هدفا لنكات أخرى من باقي زملائه خلال الرحلة حيث تحداه زملاؤه بأن يترك السيارة المجهزة أمنيا ويحاول مراوغة الأسود بحركاته المميزة مع الكرة.
كرة راقية
أكد الحارس الايطالي جانلويجي بوفون أن المنتخب الايطالي لا يقدم كرة راقية ولم يسبق له وأن فعل ذلك، وأوضح: «اذا أردت مشاهدة كرة قدم راقية فعليك الذهاب لمشاهدة البرازيل أو برشلونة».
وجاء حديث بوفون بعد الهزيمة المفاجئة أمام مصر.
وأشار بوفون أن طريقة اللعب الايطالية تعتمد على الناحية البدنية والخصائص الذهنية للاعبين، وأضاف: «أننا نحقق انتصارات متواصلة، لم يسبق لنا تقديم كرة راقية، انها طريقة البرازيل وبرشلونة، جذورنا مختلفة».
وأوضح: «أننا أقرب الى طريقة لعب فريق مثل ألمانيا أكثر من الدول اللاتينية، ألمانيا لم يكن لديها نجم حقيقي لأعوام طويلة، ورغم ذلك فانها دائما ما تتأهل الى المربع الذهبي للبطولات الكبرى».
وتحدث بوفون عن الانتقادات التي تعرض لها الفريق بعد الهزيمة أمام مصر: «كان بامكاننا الفوز 4-1 بكل سهولة، وحينها لن يتجرأ أحد وينتقدنا، لقد خسرنا وتعرضنا لانتقادات قاسية»، واضاف: «الجماهير غاضبة أيضا لاننا خسرنا من مصر. لو خسرنا من غانا أو السنغال أو الكاميرون فهل كانت الجماهير ستكون غاضبة بهذا القدر؟ مصر فازت على جميع هذه الفرق».
وأكد بوفون (31 عاما) أن اللاعبين لا يشعرون بقلق بالغ ازاء امكانية الخروج من البطولة.
وتملك البرازيل التي لم تضمن تأهلها بعد الى نصف النهائي 6 نقاط، وكل من مصر وايطاليا 3 نقاط والولايات المتحدة من دون رصيد.
وتبدو الحسابات معقدة في هذه المجموعة لامكانية ان تجمع المنتخبات الثلاثة الاولى ست نقاط في حال فوز ايطاليا على البرازيل، ومصر على الولايات المتحدة، وفي هذه الحال ينظر اولا الى فارق الاهداف، ثم الى المواجهات المباشرة، فسحب القرعة اذا كان المنتخبان متعادلين في كل شيء.
ما هو اكيد بأن البرازيل تحتاج الى التعادل لكي تضمن تأهلها، او حتى خسارتها بفارق هدف واحد لانها تتفوق على ايطاليا حاليا بفارق 3 اهداف وعلى مصر بفارق 4 اهداف.
المبادرة «الزرقاء»
طالب مدرب ايطاليا مارتشيلو ليبي من لاعبيه اخذ المبادرة عندما يواجهون ابطال اميركا الجنوبية في مباراة حاسمة سيتحدد على ضوئها مصير «الازوري».
وكان المنتخب الايطالي تعرض لخسارة مفاجئة امام نظيره المصري هي الاولى له امام منتخب افريقي في تاريخه، فتعقدت مهمته في بلوغ الدور نصف النهائي لانه ليس في مأمن من الخسارة امام البرازيل صاحبة العروض القوية في الآونة الاخيرة.
والتقى المنتخبان في مباراة دولية ودية في فبراير الماضي على «استاد الامارات» في لندن وتفوق المنتخب البرازيلي لعبا ونتيجة وخرج فائزا 2 - صفر.
وقال ليبي: «مجموعتنا صعبة للغاية وكنا نتوقع هذا الامر خصوصا انني حذرت قبل انطلاق البطولة بأن منتخب مصر هو بطل افريقيا في النسختين الماضيتين ويجب ان نكن له الاحترام»، وتابع: «لم نبرهن عن روح قتالية في مواجهة المنتخب المصري، لم نلعب بالطريقة التي كنا نتوقعها. بعد ان سجل الفريق المصري هدفه لم نتمكن من الرد عليه رغم الفرص التي سنحت لنا خصوصا في ظل تألق حارس المرمى عصام الحضري»، واوضح: «لا بديل لنا عن الفوز، سنحاول ان نلعب بايجابية منذ الدقيقة الاولى واخذ المبادرة لكن في الوقت ذاته يتوجب علينا ان نكون حذرين لاننا نواجه منتخب البرازيل»، وكشف: «اعتقد بأن مشكلتنا الحالية تكمن بأننا ننتظر دائما رد الفعل بدل ان نبادر الى اخذ المبادرة، دائما ما ننتظر حتى تتلقى شباكنا اهدافا لكي نرد، نجحنا في هذا الامر في مواجهة الولايات المتحدة، ولم يكن الامر كذلك في مواجهة مصر»، وختم: «يجب ان نبرهن عن قدرتنا في منافسة منتخب مرشح بقوة لاحراز اللقب العالمي العام المقبل».
اما البرازيل فقدمت وجها مختلفا في مواجهة الولايات المتحدة عما فعلت امام مصر ولخص المدرب كارلوس دونغا الامر بقوله: «الفارق بين المباراتين ان لاعبي المنتخب البرازيلي حصلوا على قسط من الراحة بين المباراتين لم يحصلوا عليه في الفترة التي فصلت بين وصولهم الى هنا والمواجهة ضد مصر».
والامر اللافت لدى البرازيليين ان اربعة من اصل الاهداف السبعة التي سجلوها حتى الان في البطولة جاءت من ركلات حرة وقد اكد دونغا بأن فريقه يعمل كثيرا في التمارين على تحسين الضربات الرأسية وقد اتى الامر بثماره في الاونة الاخيرة.
في المقابل، اعتبر مهاجم البرازيل روبينيو بأن فريقه بدأ يلعب بمستوى عال وقال: «لعبنا جيدا امام الولايات المتحدة، لكننا سنقدم مستوى افضل امام ايطاليا».
إنجاز كبير
يريد المنتخب المصري ان يتوج عرضيه الرائعين امام البرازيل وايطاليا في مباراتيه السابقتين بالتأهل الى نصف النهائي عندما يلتقي الولايات المتحدة في راستنبرغ ليحقق بالتالي انجازا كبيرا ربما يرفع من معنويات لاعبيه في التصفيات الافريقية المؤهلة الى كأس العالم حيث يحتل المركز الاخير في مجموعته.
ونالت مصر احترام واشادة العالم بأسره في الاسبوع الاخير بفضل المستوى الرفيع الذي قدمته خلال البطولة، فبعد ان وقف المنتخب المصري ندا عنيدا امام البرازيل وخسر امامه بصعوبة 3-4 في الوقت بدل الضائع بركلة جزاء علما بأنه تفوق عليه في بعض مراحل اللعبة، فانه نجح في تحقيق مفاجأة مدوية تمثلت بالتغلب على ايطاليا بهدف للاشيء في مباراة كان نجمها من دون منازع الحارس الحضري الذي ابعد اكثر من محاولة خطرة.
ويقول مدرب المنتخب المصري شوقي غريب: «منطقيا، الامور في متناولنا لاننا اذا خرجنا بفوز عريض على الولايات المحتدة، سنتأهل الى نصف النهائي بغض النظر عن نتيجة مباراة البرازيل وايطاليا»، وتابع: «العروض التي قدمناها خلال البطولة جعلت معنوياتنا ترتفع كثيرا وسنخوض المباراة ضد الولايات المتحدة وكلنا ثقة في تحقيق الفوز الذي نأمل ان يكون جواز سفرنا الى نصف النهائي».
وأكد الجهاز الطبي للمنتخب المصري عدم قدرة محمد زيدان على خوض المباراة المرتقبة اليوم.
وأكد أحمد ماجد، طبيب الفريق، ان اصابة زيدان ليست كبيرة لكن الجهاز التدريبي يرفض المجازفة بأي لاعب واشراكه في المباريات الا عندما يكون سليما ومستعدا تماما.
ورفض اللاعب التحدث الى وسائل الاعلام، العربية والعالمية، لشعوره بالاحباط خصوصا وأنه كان يتمنى المشاركة اليوم.
وكان زيدان تألق في المباراة الاولى ضد البرازيل وسجل هدفين، لكنه اصيب بتقلص عضلي في العضلة الخلفية لساقه اليمنى.
وسيشكل غياب زيدان ضربة قوية لامال المنتخب المصري الذي يعاني اصلا من غياب مهاجميه الاصليين عمرو ذكي وأحمد حسام «ميدو» المصابين.
وبالنسبة الى الحضري ورغم انه لم تمض سوى أسابيع قليلة على العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم بحقه فانه نجح سريعا في الخروج من الأزمة وأعلن عن «التحدي الجديد» له من خلال بطولة كأس القارات.
ورغم الأهداف الأربعة التي اهتزت بها شباك الحضري في المباراة الأولى أمام البرازيل، الا انه كان من العناصر الأساسية التي ساهمت في فوز فريقه على ايطاليا.
ولم يكن غريبا أن يتلقى الحضري اشادة من متابعي المباراة كافة بل اعتبره البعض أبرز نجومها.
وفي الوقت الذي توقع فيه كثيرون قبل بداية البطولة أن ينحصر الصراع على جائزة أفضل حارس مرمى بين الاسباني ايكر كاسياس والايطالي جانلويجي بوفون، مع وجود مناوشات فقط من الحارس الأميركي هوارد والبرازيلي جوليو سيزار، دخل الحضري في الصراع مع العمالقة.
بوفون يشيد
وأثنى بوفون على الحضري عقب المباراة بين فريقيهما مشيرا الى أنه لعب دورا كبيرا في هزيمة المنتخب الايطالي وقال لوسائل الاعلام: «أعتقد أن حارس المرمى المصري كان رائعا، فقد تألق في التصدي للانفرادات. واذا شاهدتم اعادة للمباراة ستلاحظون أنه كان من الصعب للغاية أن نسجل أهدافا في هذه المباراة».
ويسعى الحضري في البطولة الحالية الى تحقيق هدف آخر وهو استعادة مكانته في قلوب الجماهير والتي أفسدتها الظروف التي أحاطت بانتقاله للاحتراف الخارجي في نادي سيون السويسري العام الماضي.
وقبل أسابيع قليلة، وبالتحديد في منتصف أبريل الماضي، عاقب الاتحاد الدولي الحضري على رحلة احترافه المثيرة للجدل، بايقافه أربعة اشهر على مستوى الأندية والمنتخب وتغريمه 900 ألف يورو بخلاف العقوبة المفروضة على سيون بعدم التعاقد مع أي لاعب على مدار فترتين للانتقالات.
وفي الوقت الذي رأى فيه البعض أن العقوبة هي صفحة النهاية في مسيرة الحضري في الملاعب وأنها ستحرمه بلا شك من المشاركة في كأس القارات، جاءت الفرصة مجددا للاعب لاستعادة بريقه من خلال البطولة ذاتها حيث تأكد أن عقوبة الايقاف ستطبق عليه ابتداء من أغسطس أي بعد أكثر من شهر من مشاركته في كأس القارات. وتمثل البطولة الحالية عنق الزجاجة بالنسبة للحضري خصوصا في ظل غيابه عن المباريات الثلاث الأخيرة للمنتخب في تصفيات كأس العالم 2010 بسبب الايقاف.
عناصر مؤثرة
ويقول أحمد سليمان مدرب حراس المرمى في المنتخب المصري: «مشكلة الحضري تزعج الجميع بالفعل لأنه من العناصر المؤثرة في صفوف الفريق وغيابه يمثل مشكلة حقيقية نظرا الى عنصر الخبرة التي يتميز بها عن باقي الحراس»، وأضاف: «مشاكل اللاعبين مع الأندية يجب ألا تؤثر على علاقتهم بالمنتخب، فالجهاز الفني للمنتخب يسعى دائما لاختيار الأفضل من بين العناصر المتاحة أمامه طالما لم تكن هناك أسباب جوهرية تمنع ظهور هذه العناصر».
ولدى سؤاله عما اذا كان الحضري استعاد مستواه العالي في البطولة الحالية خصوصا أمام ايطاليا، قال سليمان ان مستوى اللاعب لم يتراجع وأن الجهاز الفني على ثقة كبيرة به لكن كل مباراة لها ظروفها وطبيعتها «فلا يمكن أن تكون الأهداف التي دخلت مرماه في مباراة البرازيل نتيجة تراجع مستواه ثم يتألق بهذه الصورة أمام ايطاليا في غضون 72 ساعة فقط».
أما الحضري نفسه فأكد أنه لا يهمه في المقام الأول أن يحصد الجوائز، بل ما يهمه هو تألق الفريق، مشيرا الى أنه لم يواجه المنتخب الايطالي بمفرده وانما كان لاعبا ضمن مجموعة كبيرة أدت ما عليها داخل المستطيل الأخضر.
وبالانتقال الى المنتخب الاميركي فهو يأمل بمغادرة البطولة بفوز شرفي بعد خسارتين قاسيتين امام ايطاليا 1-3 والبرازيل صفر - 3 علما بأنه لم يكمل اياً من المباراتين بصفوف مكتملة لان الحكم طرد له احد لاعبيه في كل مباراة.
والجدير ذكره ان المنتخب الاميركي لم يودع حتى الساعة البطولة لأن حظوظه ما زالت قائمة في التأهل غير انها صعبة التحقيق.
من هنا وهناك
أبواق التشجيع
ردت وسائل الاعلام في جنوب أفريقيا بعنف على الانتقادات الأجنبية حول استخدام الجماهير أبواق التشجيع (فوفوزيلا) أثناء مباريات كأس القارات.
وذكر تقرير صحيفة «ويك اندر» أن انتقادات اللاعبين والصحافة الأجنبية لاستخدام هذه الأبواق بدعوى أنها تثير الازعاج والقلق للاعبين والمشاهدين ليس لها أساس من الصحة، وأضاف: «يبدو أن الأوروبيين لم يدركوا بعد أن عهد الاستعمار قد ولى»، وأشار الى وسائل التشجيع «الغريبة» في الملاعب الأوروبية.
في الوقت نفسه، أفردت وسائل الاعلام في جنوب أفريقيا مساحات كبيرة للرد على الانتقادات حول أصوات الأبواق وأكدت أنها تعبر عن جزء من الفلكلور في البلاد وأبرزت الصحف استبعاد السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي امكان حظر استخدام أبواق (فوفوزيلا) خلال كأس العالم 2010.
أحمال زائدة
اعترف كارل هاينتس رومينيغه، رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني، بأنه ليس من المؤيدين لبطولة كأس القارات بسبب الأحمال الزائدة على اللاعبين في أعقاب انتهاء الموسم، وقال ان كأس القارات قللت من فترة راحة اللاعبين قبل بداية موسم جديد وأشار الى أن لاعبي الفريق البافاري، الايطالي لوكا توني والبرازيلي لوسيو سيضطران الى اختصار فترة الراحة.
في الوقت نفسه، أبدى رومينيغه تفهما لتنفيذ بطولة كأس القارات قبل عام من بطولة كأس العالم وأوضح: «الطبيعي أن يهتم الاتحاد الدولي بهذه البطولة وينظر اليها على أنها اختبار حقيقي لكأس العالم والوقوف على الاستعدادات بشكل كامل».
وفي المقابل، أعرب أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الألماني، عن حزنه لعدم مشاركة ألمانيا في كأس القارات وقال ان الفرق الكبرى مثل البرازيل واسبانيا وايطاليا ستستفيد من التجربة وسينعكس ذلك ايجابيا على منافستها في مونديال 2010.
رحلة سفاري
استعد لاعبو المنتخب البرازيلي لمباراتهم الثالثة والأخيرة في الدور الاول أمام ايطاليا بالقيام برحلة سفاري والتنافس في لعبة الأرقام الشيقة «بينغو».
ويبدو أن لعبة الأرقام التي انشغل بها نجوم البرازيل كانت مثيرة للغاية لدرجة أنها أدت الى تأخير انعقاد مؤتمر صحافي للفريق ساعة كاملة.
وكان من المقرر أن يظهر مايكون وجيلبرتو سيلفا أمام الصحافيين للتعليق على توقعاتهما وتطلعاتهما قبل لقاء ايطاليا لكن رودريغو بايفا، المتحدث الرسمي باسم الفريق، قال لعدد من الصحافيين: «سيتأجل المؤتمر الصحافي لأن اللعبة (بينغو) لم تنته بعد».
ووضعت لعبة «بينغو» النهاية السعيدة ليوم رائع للاعبي البرازيل، فبعدما أمضوا نحو ثلاثة أسابيع في انغلاق وعزلة داخل غرف فندقية مختلفة، تحقق الحلم القديم للعديد منهم عندما قاموا برحلة سفاري شاهدوا خلالها الأسود والزرافات والحمير الوحشية من مسافة قريبة.
وقال مايكون، لاعب انترميلان الايطالي: «كان أمرا رائعا ان نقوم برحلة السفاري، فقد كانت حلم حياتي، حتى أنني أرسلت الصور لأسرتي ليعرفوا أنني حققت أمنيتي بمشاهدة هذه الحيوانات».
كما أبدى جيلبرتو سيلفا، لاعب باناثينايكوس اليوناني، سعادته البالغة بهذه الرحلة التي قام بها لاعبو منتخب البرازيل في سيارتين خاصتين، وقال: «انها حلم تحول الى حقيقة بالنسبة لي أيضا. فقد تعتاد على مشاهدة صور الأسود في التلفزيون أو السينما ولكن من الرائع أن تحظى بفرصة مشاهدتها عن قرب. وقد أرسلت الصور الى أسرتي حتى لا يعتقدون أنني أكذب».
وكان روبينيو هدفا لنكات أخرى من باقي زملائه خلال الرحلة حيث تحداه زملاؤه بأن يترك السيارة المجهزة أمنيا ويحاول مراوغة الأسود بحركاته المميزة مع الكرة.
كرة راقية
أكد الحارس الايطالي جانلويجي بوفون أن المنتخب الايطالي لا يقدم كرة راقية ولم يسبق له وأن فعل ذلك، وأوضح: «اذا أردت مشاهدة كرة قدم راقية فعليك الذهاب لمشاهدة البرازيل أو برشلونة».
وجاء حديث بوفون بعد الهزيمة المفاجئة أمام مصر.
وأشار بوفون أن طريقة اللعب الايطالية تعتمد على الناحية البدنية والخصائص الذهنية للاعبين، وأضاف: «أننا نحقق انتصارات متواصلة، لم يسبق لنا تقديم كرة راقية، انها طريقة البرازيل وبرشلونة، جذورنا مختلفة».
وأوضح: «أننا أقرب الى طريقة لعب فريق مثل ألمانيا أكثر من الدول اللاتينية، ألمانيا لم يكن لديها نجم حقيقي لأعوام طويلة، ورغم ذلك فانها دائما ما تتأهل الى المربع الذهبي للبطولات الكبرى».
وتحدث بوفون عن الانتقادات التي تعرض لها الفريق بعد الهزيمة أمام مصر: «كان بامكاننا الفوز 4-1 بكل سهولة، وحينها لن يتجرأ أحد وينتقدنا، لقد خسرنا وتعرضنا لانتقادات قاسية»، واضاف: «الجماهير غاضبة أيضا لاننا خسرنا من مصر. لو خسرنا من غانا أو السنغال أو الكاميرون فهل كانت الجماهير ستكون غاضبة بهذا القدر؟ مصر فازت على جميع هذه الفرق».
وأكد بوفون (31 عاما) أن اللاعبين لا يشعرون بقلق بالغ ازاء امكانية الخروج من البطولة.