حوار / السفير خليفة بن حمد لـ «الراي»: قرارات قادة مجلس التعاون تلامس حاجات المواطن الخليجي وتوفر أسباب الرخاء والتنمية

خليفة بن حمد (تصوير مرهف حورية)

خليفة بن حمد (تصوير مرهف حورية)




| حوار محبوب العبدالله |
وتناول السفير الخليفة بن حمد احتفالات المملكة بالذكرى 36 للعيد الوطني، وما شهدته من انجازات يفخر بها كل مواطن بحريني، وخصوصا المشروع الحضاري لجلالة الملك المتجسد في الميثاق الذي أرسى قواعد الحوار الداخلي والمشاركة الشعبية في إدارة دفة الحكم. واعطاء المرأة حقوقها السياسية، وتأكيد التواصل والنسيج الاسري الخليجي الواحد، فضلا عن انفتاح المملكة على العالمين العربي والدولي، وفي شكل انعكس في تولي الشيخة هيا آل خليفة رئاسة الجمعية العامة للامم المتحدة تقديرا للقيادة الرشيدة في البحرين، واعترافا بالنظام المؤسس في المملكة.
وإلى نص الحوار:
• بداية... ماذا عن الجديد في الاحتفال بالعيد الوطني السادس والثلاثين لمملكة البحرين هذا العام؟
- لا شك انها مناسبة مجيدة وسعيدة وكريمة تعجز مفردات الحديث عن التعبير عنها، لكننا في الوقت نفسه نفخر بالمنجزات التي تحققت من العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، وما تمثل وما تم انجازه في هذه الفترة القصيرة من عمر الشعوب والتي تعتبر قفزة حضارية وليست تحقيق منجزات محدودة شهد بها العالم أجمع، واخص بالذكر المشروع الحضاري لجلالة الملك المتجسد في الميثاق الذي أرسى به قواعد الحوار الداخلي بين القيادة والشعب، وادى إلى المشاركة الشعبية في إدارة دفة الحكم، والذي من مبادئه الاساسية الكبيرة اعطاء المرأة حقوقها السياسية، حيث اننا نرى اليوم المرأة البحرينية وهي تتبوأ المناصب القيادية والتنفيذية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وهي عضو منتج في المجتمع.
وتضمنت حضارية الميثاق الوطني احترام الرسالات السماوية وتجسدت في زيارة الملك إلى الفاتيكان، وحضارية مملكة البحرين برموزها الكبيرة تعطي انطلاقة للفضاء الارحب في اقامة الحوار الإسلامي - المسيحي على ارض البحرين، والميثاق كذلك يحترم أئمة المذاهب الإسلامية جميعاً، وكذلك حرص جلالة الملك على التواصل الحضاري مع جميع دول العالم المتحضرة، واعطاء الصورة المشرقة والارتقاء بمملكة البحرين في هذا المشروع الحضاري ما جعل البحرين دولة مؤسسات حيث جسد الميثاق فصل السلطات الثلاث، وقال للمواطن البحريني ارفع رأسك كمواطن بحريني مع زخم الارث التاريخي والحضاري لمختلف الحضارات التي مرت على البحرين.
• عندما تولت الشيخة هيا آل خليفة رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة كيف رأيتم مثل هذا الحدث؟
- اعتقد بأن شهادتي في الشيخة هيا آل خليفة مجروحة لأنها ابنة عمي، ولكن أرى ان العالم في اجماعه وقبوله برئاسة الشيخة هيا آل خليفة للجمعية العامة للامم المتحدة فإن هذا يدل على قبوله بالدور الحضاري للقيادة الرشيدة في البحرين، واعترافه بالنظام المؤسسي في المملكة، حيث ان قيادة البحرين هي التي اعطت للمرأة هذا المنصب الرفيع والاسمى، وهي نتيجة للمشروع الحضاري وللميثاق.
• وكيف هي طبيعة العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والكويت في مختلف المجالات؟
- أقول في هذا الشأن من دون مجاملة أو تصنع أو تزييف ان العلاقات البحرينية - الكويتية هي علاقات وثيقة وأزلية لها غرسها الخاص ولها مذاقها الخاص، فهي نموذجية سواء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي أو على المستوى العربي والاسلامي أو الدول المتحضرة.
وهذه العلاقات تتميز بخصوصية غرس غرسه الاباء والاجداد بين البحرين والكويت، ومن خصوصية الغرس والمحبة انني وجدت إيثارا من الكويت ابهرني ان الاخوان في الكويت يقدموننا على أنفسهم، وهذا رصيد حضاري بين الشعوب، كما تتجسد العلاقة النموذجية فيما بين صاحب السمو وصاحب الجلالة وبين الحكومتين الرشيدتين وبين الأسرتين الحاكمتين، وبين الشعبين الشقيقين، لذلك فإننا اليوم مطالبون بأن نرعى وننمي خصوصية هذا الغرس في العلاقات الثنائية واعتقد ان حرص القيادتين والحكومتين والاسرتين والشعبين هم خير من يرعى
وينمي هذا الغرس الخاص بين الكويت والبحرين.
• وهل ترى بأن هذه العلاقات الخاصة بين البحرين والكويت لها انعكاس أيضاً على العلاقات الشاملة مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي؟
- هذا أكيد لاننا اليوم ومن خلال التواصل الحضاري والنسيج الأسري الخليجي الواحد، وتبني القيادات السياسية الحكيمة في دول مجلس التعاون لقيام السوق الخليجية المشتركة له دلالة على اننا مشتركون أسرياً ووحدوياً، ومشتركون فكريا واقتصاديا وأمنياً وسياسياً وبأن مصيرنا واحد.
• وكيف هي العلاقة في مملكة البحرين بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتي أرساها الميثاق الوطني... وهل حققت انجازات في مسيرته الحكيمة؟
- هذا أكيد انها حققت انجازات لأن هناك قرارات من قبل مجلس الشورى ومجلس النواب، وهناك تفاعلات، وهو متمثل من حسن اختيار جلالة الملك في سبيل ارتقاء التجربة الديموقراطية لنظام الغرفتين، حيث اننا نرى ان في اعرق الديموقراطيات في بريطانيا نظام الغرفتين، وفي الولايات المتحدة نظام الغرفتين.
كما ان خصوصية البحرين لتقبلها واستيعابها لنظام الغرفتين هو الذي أثرى المسيرة الديموقراطية بسعة أفق جلالة الملك، والمنجزات الحضارية التي يشارك فيها مجلس النواب ومجلس الشورى وتفاعل وتفعيل الحكومة برئاسة الشيخ خليفة بن سليمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء نراها ماثلة امام العيان، وحصول البحرين على جائزة الأمم المتحدة للتنمية البشرية هو جائزة حضارية في تفعيل الميثاق الوطني، وفي التفاعل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية المتمثلة في مجلس الشورى والنواب ومجلس الوزراء، والارتقاء بالمواطنة والمواطن البحريني إلى مصاف الدول المتحضرة.
وكيف رأيتم قرارات القمة الأخيرة في الدوحة غير انجاز قيام السوق الخليجية المشتركة؟
- ان القرارات الصادرة من القيادات الحكيمة في دول المجلس خصوصا التي تمس حاجات المواطن في هذه الدول، وهو ما تحرص عليه دائماً هذه القيادات من ضرورة توفير أسباب الرخاء والتنمية والازدهار لدول المجلس فإننا دائماً نشيد بمثل هذه القرارات ونكبرها.
وإلى جانب انجاز قيام السوق الخليجية المشتركة في العام 2008 فإنني أضيف لها مشروع العملة الخليجية الموحدة والذي مقرر له ان شاء الله في عام 2010، ونحن نرى اليوم دول الاتحاد الأوروبي كنموذج بعد أن أطلقت عملتها الموحدة، ويمكن بريطانيا لديها نوع من الخصوصية والرأي ونحترم رأيها في عدم الانضمام لمشروع العملة الموحدة، وفي هذا الجانب فإن هناك بعض دول مجلس التعاون الخليجي والتي قد لا تشترك في مشروع العملة الموحدة فإننا نحترم خصوصيتها ونحترم رأيهم، ولكن نتمنى أن نرى اليوم وحدة خليجية مشتركة، ويجب أن نرقى إلى ثقافة الاحترام المتبادل.
• يلاحظ ان مملكة البحرين لعبت أدوارا عدة في ظل انفتاحها السياسي الجديد على العالم العربي والأجنبي ودعت إلى مؤتمرات ومنتديات سياسية وحوارات حول الديموقراطية والمذاهب والأديان، كيف ترون مثل هذا الدور الذي تقوم به مملكة البحرين؟
- أرى ان هذا يتمثل ويتجسد في سعة أفق جلالة الملك، وهو بعد أن أرسى الميثاق الوطني فإنه أرسى قواعد الحوار الداخلي ورتب البيت من الداخل على قواعد صلبة من الحوار والمشاركة السياسية الشعبية في ادارة دفة الحكم، وهذا أعطى البحرين فرصة للانطلاقة إلى الفضاء الأرحب حيث عقدت مؤتمرات للحوار الاسلامي المسيحي، ومؤتمرات للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وكأنها اشارة ورسالة حضارية في فكر جلالة الملك بأن البحرين وقيادتها تحترم الرسالات السماوية وتحترم أئمة المذاهب، وتدعو وتطبق التعايش الإنساني وتفعل التعايش الحضاري، وهذا متجسد في المشروع الحضاري وفكر جلالة الملك ويتم تطبيقه وتفعيله على أرض الواقع، لذلك فإن القبول للبحرين اليوم في المحافل الدولية له، وزن وشأن، وترأست الجمعية العامة للأمم المتحدة سيدة من البحرين، وهذا نتيجة لحضارية البحرين في قبول الآخر.
• وكيف هي العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية إيران الاسلامية خصوصا بعد زيارة الرئيس الإيراني للبحرين أولاً... وحضوره القمة الخليجية في الدوحة ثانيا، وهل لاتزال هذه العلاقات تشوبها بعض الهزات والتوترات أحياناً؟
- أمانة أقول ان علاقتنا مع جمهورية إيران الاسلامية علاقة أخوة وجوار، وهي علاقة قديمة، وان زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد إلى البحرين قبل القمة في الدوحة، بل وأثناء وجوده في مؤتمر القمة أبرزت حضارية البحرين في تعاملها السياسي مع جميع دول العالم خصوصا دول الجوار حيث حظيت بمثل هذه الزيارات نتيجة لرشد القيادة السياسية في البحرين.
وتظل العلاقات بين البحرين وايران علاقات اخوة وجوار، وهناك اتفاقات ثنائية بيننا سواء كانت اقتصادية أو سياسية، وستظل علاقات حسن جوار، والقيادتان حريصتان على تنمية وتطوير هذه العلاقات إلى آفاق أوسع.
• ماذا بعد منتدى المنامة الرابع الذي عقد أخيراً حول الأمن والمتطلبات الأمنية لدول المنطقة... كيف ترون في البحرين منظور الأمن في دول المنطقة؟
- لو لم يكن للبحرين نظرة ومنظور خاص أو عام حول هذا الجانب لما وجهت الدعوة لعقد مثل هذا المنتدى، ويكفي ان المنتدى انعقد في المملكة، وحينما يكون الحديث عن الأمن بين دول المنطقة فإن أمن الكويت هو من أمن البحرين وأمن دول مجلس التعاون الخليجي لأنه مرتبط ولا ينفصل، ونحن نتحدث عن وجود لا عن حدود، لان المصير والوجود مشترك، والنسيج الاسري مشترك، ومثل هذه المعايير الكبيرة هي التي دعت البحرين لاقامة مثل هذا المنتدى، وحينما تلتقي قيادات هذه المنظومة وتجتمع وتقترح وتناقش وتثري فإننا في النهاية سنصل إلى نتائج مرجوة وطيبة.
أكد سفير مملكة البحرين لدى الكويت الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة على خصوصية العلاقات الثنائية ما بين المملكة والكويت سواء على مستوى القيادتين والاسرتين والشعبين، وحرص صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على رعاية هذه العلاقات وتنميتها دائما في جميع المجالات.
وقال سفير المملكة في حديث خاص إلى «الراي» ان «خصوصية العلاقات الكويتية - البحرينية هي غرس غرسه الآباء والأجداد منذ قديم الزمن، وهو يمثل رصيداً حضارياً يعبر عن وجود ومصير مشترك وليس عن حدود».
وتناول السفير الخليفة بن حمد احتفالات المملكة بالذكرى 36 للعيد الوطني، وما شهدته من انجازات يفخر بها كل مواطن بحريني، وخصوصا المشروع الحضاري لجلالة الملك المتجسد في الميثاق الذي أرسى قواعد الحوار الداخلي والمشاركة الشعبية في إدارة دفة الحكم. واعطاء المرأة حقوقها السياسية، وتأكيد التواصل والنسيج الاسري الخليجي الواحد، فضلا عن انفتاح المملكة على العالمين العربي والدولي، وفي شكل انعكس في تولي الشيخة هيا آل خليفة رئاسة الجمعية العامة للامم المتحدة تقديرا للقيادة الرشيدة في البحرين، واعترافا بالنظام المؤسس في المملكة.
وإلى نص الحوار:
• بداية... ماذا عن الجديد في الاحتفال بالعيد الوطني السادس والثلاثين لمملكة البحرين هذا العام؟
- لا شك انها مناسبة مجيدة وسعيدة وكريمة تعجز مفردات الحديث عن التعبير عنها، لكننا في الوقت نفسه نفخر بالمنجزات التي تحققت من العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، وما تمثل وما تم انجازه في هذه الفترة القصيرة من عمر الشعوب والتي تعتبر قفزة حضارية وليست تحقيق منجزات محدودة شهد بها العالم أجمع، واخص بالذكر المشروع الحضاري لجلالة الملك المتجسد في الميثاق الذي أرسى به قواعد الحوار الداخلي بين القيادة والشعب، وادى إلى المشاركة الشعبية في إدارة دفة الحكم، والذي من مبادئه الاساسية الكبيرة اعطاء المرأة حقوقها السياسية، حيث اننا نرى اليوم المرأة البحرينية وهي تتبوأ المناصب القيادية والتنفيذية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وهي عضو منتج في المجتمع.
وتضمنت حضارية الميثاق الوطني احترام الرسالات السماوية وتجسدت في زيارة الملك إلى الفاتيكان، وحضارية مملكة البحرين برموزها الكبيرة تعطي انطلاقة للفضاء الارحب في اقامة الحوار الإسلامي - المسيحي على ارض البحرين، والميثاق كذلك يحترم أئمة المذاهب الإسلامية جميعاً، وكذلك حرص جلالة الملك على التواصل الحضاري مع جميع دول العالم المتحضرة، واعطاء الصورة المشرقة والارتقاء بمملكة البحرين في هذا المشروع الحضاري ما جعل البحرين دولة مؤسسات حيث جسد الميثاق فصل السلطات الثلاث، وقال للمواطن البحريني ارفع رأسك كمواطن بحريني مع زخم الارث التاريخي والحضاري لمختلف الحضارات التي مرت على البحرين.
• عندما تولت الشيخة هيا آل خليفة رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة كيف رأيتم مثل هذا الحدث؟
- اعتقد بأن شهادتي في الشيخة هيا آل خليفة مجروحة لأنها ابنة عمي، ولكن أرى ان العالم في اجماعه وقبوله برئاسة الشيخة هيا آل خليفة للجمعية العامة للامم المتحدة فإن هذا يدل على قبوله بالدور الحضاري للقيادة الرشيدة في البحرين، واعترافه بالنظام المؤسسي في المملكة، حيث ان قيادة البحرين هي التي اعطت للمرأة هذا المنصب الرفيع والاسمى، وهي نتيجة للمشروع الحضاري وللميثاق.
• وكيف هي طبيعة العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والكويت في مختلف المجالات؟
- أقول في هذا الشأن من دون مجاملة أو تصنع أو تزييف ان العلاقات البحرينية - الكويتية هي علاقات وثيقة وأزلية لها غرسها الخاص ولها مذاقها الخاص، فهي نموذجية سواء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي أو على المستوى العربي والاسلامي أو الدول المتحضرة.
وهذه العلاقات تتميز بخصوصية غرس غرسه الاباء والاجداد بين البحرين والكويت، ومن خصوصية الغرس والمحبة انني وجدت إيثارا من الكويت ابهرني ان الاخوان في الكويت يقدموننا على أنفسهم، وهذا رصيد حضاري بين الشعوب، كما تتجسد العلاقة النموذجية فيما بين صاحب السمو وصاحب الجلالة وبين الحكومتين الرشيدتين وبين الأسرتين الحاكمتين، وبين الشعبين الشقيقين، لذلك فإننا اليوم مطالبون بأن نرعى وننمي خصوصية هذا الغرس في العلاقات الثنائية واعتقد ان حرص القيادتين والحكومتين والاسرتين والشعبين هم خير من يرعى
وينمي هذا الغرس الخاص بين الكويت والبحرين.
• وهل ترى بأن هذه العلاقات الخاصة بين البحرين والكويت لها انعكاس أيضاً على العلاقات الشاملة مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي؟
- هذا أكيد لاننا اليوم ومن خلال التواصل الحضاري والنسيج الأسري الخليجي الواحد، وتبني القيادات السياسية الحكيمة في دول مجلس التعاون لقيام السوق الخليجية المشتركة له دلالة على اننا مشتركون أسرياً ووحدوياً، ومشتركون فكريا واقتصاديا وأمنياً وسياسياً وبأن مصيرنا واحد.
• وكيف هي العلاقة في مملكة البحرين بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتي أرساها الميثاق الوطني... وهل حققت انجازات في مسيرته الحكيمة؟
- هذا أكيد انها حققت انجازات لأن هناك قرارات من قبل مجلس الشورى ومجلس النواب، وهناك تفاعلات، وهو متمثل من حسن اختيار جلالة الملك في سبيل ارتقاء التجربة الديموقراطية لنظام الغرفتين، حيث اننا نرى ان في اعرق الديموقراطيات في بريطانيا نظام الغرفتين، وفي الولايات المتحدة نظام الغرفتين.
كما ان خصوصية البحرين لتقبلها واستيعابها لنظام الغرفتين هو الذي أثرى المسيرة الديموقراطية بسعة أفق جلالة الملك، والمنجزات الحضارية التي يشارك فيها مجلس النواب ومجلس الشورى وتفاعل وتفعيل الحكومة برئاسة الشيخ خليفة بن سليمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء نراها ماثلة امام العيان، وحصول البحرين على جائزة الأمم المتحدة للتنمية البشرية هو جائزة حضارية في تفعيل الميثاق الوطني، وفي التفاعل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية المتمثلة في مجلس الشورى والنواب ومجلس الوزراء، والارتقاء بالمواطنة والمواطن البحريني إلى مصاف الدول المتحضرة.
وكيف رأيتم قرارات القمة الأخيرة في الدوحة غير انجاز قيام السوق الخليجية المشتركة؟
- ان القرارات الصادرة من القيادات الحكيمة في دول المجلس خصوصا التي تمس حاجات المواطن في هذه الدول، وهو ما تحرص عليه دائماً هذه القيادات من ضرورة توفير أسباب الرخاء والتنمية والازدهار لدول المجلس فإننا دائماً نشيد بمثل هذه القرارات ونكبرها.
وإلى جانب انجاز قيام السوق الخليجية المشتركة في العام 2008 فإنني أضيف لها مشروع العملة الخليجية الموحدة والذي مقرر له ان شاء الله في عام 2010، ونحن نرى اليوم دول الاتحاد الأوروبي كنموذج بعد أن أطلقت عملتها الموحدة، ويمكن بريطانيا لديها نوع من الخصوصية والرأي ونحترم رأيها في عدم الانضمام لمشروع العملة الموحدة، وفي هذا الجانب فإن هناك بعض دول مجلس التعاون الخليجي والتي قد لا تشترك في مشروع العملة الموحدة فإننا نحترم خصوصيتها ونحترم رأيهم، ولكن نتمنى أن نرى اليوم وحدة خليجية مشتركة، ويجب أن نرقى إلى ثقافة الاحترام المتبادل.
• يلاحظ ان مملكة البحرين لعبت أدوارا عدة في ظل انفتاحها السياسي الجديد على العالم العربي والأجنبي ودعت إلى مؤتمرات ومنتديات سياسية وحوارات حول الديموقراطية والمذاهب والأديان، كيف ترون مثل هذا الدور الذي تقوم به مملكة البحرين؟
- أرى ان هذا يتمثل ويتجسد في سعة أفق جلالة الملك، وهو بعد أن أرسى الميثاق الوطني فإنه أرسى قواعد الحوار الداخلي ورتب البيت من الداخل على قواعد صلبة من الحوار والمشاركة السياسية الشعبية في ادارة دفة الحكم، وهذا أعطى البحرين فرصة للانطلاقة إلى الفضاء الأرحب حيث عقدت مؤتمرات للحوار الاسلامي المسيحي، ومؤتمرات للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وكأنها اشارة ورسالة حضارية في فكر جلالة الملك بأن البحرين وقيادتها تحترم الرسالات السماوية وتحترم أئمة المذاهب، وتدعو وتطبق التعايش الإنساني وتفعل التعايش الحضاري، وهذا متجسد في المشروع الحضاري وفكر جلالة الملك ويتم تطبيقه وتفعيله على أرض الواقع، لذلك فإن القبول للبحرين اليوم في المحافل الدولية له، وزن وشأن، وترأست الجمعية العامة للأمم المتحدة سيدة من البحرين، وهذا نتيجة لحضارية البحرين في قبول الآخر.
• وكيف هي العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية إيران الاسلامية خصوصا بعد زيارة الرئيس الإيراني للبحرين أولاً... وحضوره القمة الخليجية في الدوحة ثانيا، وهل لاتزال هذه العلاقات تشوبها بعض الهزات والتوترات أحياناً؟
- أمانة أقول ان علاقتنا مع جمهورية إيران الاسلامية علاقة أخوة وجوار، وهي علاقة قديمة، وان زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد إلى البحرين قبل القمة في الدوحة، بل وأثناء وجوده في مؤتمر القمة أبرزت حضارية البحرين في تعاملها السياسي مع جميع دول العالم خصوصا دول الجوار حيث حظيت بمثل هذه الزيارات نتيجة لرشد القيادة السياسية في البحرين.
وتظل العلاقات بين البحرين وايران علاقات اخوة وجوار، وهناك اتفاقات ثنائية بيننا سواء كانت اقتصادية أو سياسية، وستظل علاقات حسن جوار، والقيادتان حريصتان على تنمية وتطوير هذه العلاقات إلى آفاق أوسع.
• ماذا بعد منتدى المنامة الرابع الذي عقد أخيراً حول الأمن والمتطلبات الأمنية لدول المنطقة... كيف ترون في البحرين منظور الأمن في دول المنطقة؟
- لو لم يكن للبحرين نظرة ومنظور خاص أو عام حول هذا الجانب لما وجهت الدعوة لعقد مثل هذا المنتدى، ويكفي ان المنتدى انعقد في المملكة، وحينما يكون الحديث عن الأمن بين دول المنطقة فإن أمن الكويت هو من أمن البحرين وأمن دول مجلس التعاون الخليجي لأنه مرتبط ولا ينفصل، ونحن نتحدث عن وجود لا عن حدود، لان المصير والوجود مشترك، والنسيج الاسري مشترك، ومثل هذه المعايير الكبيرة هي التي دعت البحرين لاقامة مثل هذا المنتدى، وحينما تلتقي قيادات هذه المنظومة وتجتمع وتقترح وتناقش وتثري فإننا في النهاية سنصل إلى نتائج مرجوة وطيبة.