د. سامي ناصر خليفة / شمس النتائج... وغرابيلهم!

تصغير
تكبير
مع الزحف الشعبي المليوني نحو صناديق الاقتراع لإعادة انتخاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لولاية ثانية، في انتخابات رئاسية لافتة للنظر، لابد من إعادة تقييم العلاقة مع الجارة المسلمة إيران والنظر إلى هذا البلد ضمن الاستحقاق الشعبي الجديد الذي تميزت فيه عملية الاقتراع هناك، بل لابد من الاستجابة إلى إرادة الشارع الإيراني في تعزيز منهجه وأسلوبه في التعاطي مع سياسات حكومته الداخلية والخارجية. وأمام أكثر من 24 مليون صوت يحصل عليها نجاد وبمعدل يزيد على 62 في المئة من نسبة المقترعين لا نملك إلا النظر لتلك الشخصية بشيء من الاحترام والتقدير مادامت حظيت باحترام وتقدير وثقة الشعب الإيراني الجار.
نجاد يطرح اليوم، وهو في موقع الاقتدار والقوة، مفاهيم قيمية تتعلق بتسامٍ وعزة وكرامة شعبه عاملاً على صيانة تلك المفاهيم والقيم وحفظها وحمايتها. وتلك مفردات لا يمكن أن نختلف معها مادامت مستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف وتقرها فطرة بني البشر. وأمام حجم المشاركة الكبيرة التي تدل على وعي الإيرانيين السياسي وعزمهم الثوري والزخم الكبير الذي أنتجه الحراك السياسي هناك لا يمكن إلا تأكيد مجموعة من الحقائق المهمة التي علينا جميعاً إدراكها والتعامل معها على أنها أمر واقع لا مناص منه، ومنها أن الشعب الإيراني ملتف حول قيادته ومقتنع بنظامه الإسلامي يميناً كان أو يساراً.
وبالتالي سينعكس الأمر إيجاباً على حضور إيران في ساحة الممانعة والمقاومة كلاعب أساسي، مما يفرض علينا جميعاً التعاطي مع هذا الحضور بروح إيجابية مادامت تأسست بشفافية كاملة على انطلاقة شعبية بدرجة امتياز. فإيران حاضرة اليوم بقوة في ترتيب الملف الأفغاني، وفي رسم العراق الجديد، وفي استمرار صمود جبهة المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة، وهي داعم رئيس لقضايا العرب والمسلمين والحلقة المركزية الأهم التي تحول دون نجاح أي مخطط أميركي في المنطقة، ولا مناص من قبولها رقماً صعباً لا يمكن تجاهله.

وأمام استماتة بعض وسائل الإعلام العربية والغربية - ممن أحزنتها النتائج - وتسعى إلى توجيه الرأي العام العربي من خلال التركيز على سلوك بضع مئات من الصبية في أجنحة المعارضة، والتقليل من حضور عشرات الملايين في ساحة المشاركة السياسية والعرس الديموقراطي الشعبي هناك، نقول إن تغييب الحقيقة الناصعة أو التقليل من شأنها قد يحرف الرأي العام موقتاً، ولكن الأمر لن يستمر طويلاً، لأن ضوء شمس المشاركة المليونية لا يمكن أن تغطيها غرابيل الإعلام الموجه، وحقيقة تأييد الشعب الإيراني لمنهج الممانعة والمقاومة والذوق السياسي الذي جاء به الرئيس أحمدي نجاد لا يمكن إلا اعتباره أمراً واقعاً على العالم التعاطي معه بمسؤولية. وحسبي أنه آن الأوان اليوم للنظر إلى إيران كونها عاملاً مسانداً لقضايا العرب والمسلمين ونموذجاً جديداً للعالم النامي تتوافق فيه الديموقراطية والمشاركة الشعبية والاستقلال والحرية مع التنمية والتطور.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي