قائد الجيش اللبناني أكد التعاون في مكافحة الإرهاب

قهوجي: تمكنا من تفكيك شبكة تهدف لنسف الاستقرار في لبنان والكويت ودول عربية وخليجية أخرى

تصغير
تكبير
| كتبت غادة عبدالسلام |
اعتبر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ان «الحرب الجديدة التي يواجهها العالم هي حرب الارهاب الذي يستهدف جميع المناطق»، لافتا إلى «وجود تنسيق لبناني مع الدول الشقيقة وفي مقدمها الكويت في محاربة الارهاب الذي اندحر في لبنان».
وشدد العماد قهوجي في كلمة له خلال حفل العشاء الذي اقامه السفير اللبناني لدى الكويت الدكتور بسام النعماني مساء اول من امس في مقر اقامته في الدعية على شرف قائد الجيش والوفد المرافق لمناسبة زيارته إلى الكويت بحضور رجال الاعمال وفعاليات وشخصيات من ابناء الجالية اللبنانية في الكويت، شدد على تبنيه لامور ثلاثة منذ توليه قيادة الجيش قبل 9 اشهر تتمثل في «الدفاع عن الوطن ومحاربة الارهاب اضافة إلى مساعدة قوى الامن في الداخل».

واشار إلى «قيام الجيش اللبناني بالدفاع عن الوطن بالدرجة الاولى ضد اسرائيل التي هي عدو لبنان والحفاظ على بقية الحدود»، موضحا ان «الجيش كان مستنفرا في حرب غزة وخلال فترة المناورات الاسرائيلية اخيرا وكان على استعداد للدفاع عن الوطن رغم التفاوت الاستراتيجي بين الجانبين»، مضيفا «رغم حزننا على ما يجري لاهالي غزة، الا أننا حاولنا الحفاظ على حدودنا وارضنا ضد اسرائيل وضد اي شخص يحاول ان يدخلنا في حرب لم نضع لها توقيتا»، مشددا على أننا «مسؤولون عن ارضنا في الجنوب ولا احد يستطيع ان يدفعنا لشيء لا نريده، وحاولنا منع اطلاق الصواريخ من الجنوب ونجحنا في ذلك»، لافتا إلى ان «قيام الجيش باجراء مراقبة لجميع الحدود اللبنانية، حيث بدأنا بمراقبة الحدود الشمالية ونجحنا، والان نحضر لمنطقة البقاع الشرقي بالتعاون والتنسيق مع الجيش السوري لمنع تهريب الاشخاص والممنوعات والارهابيين»، مؤكدا «اشيد في مهمة ضبط الحدود والدفاع عنها بالرغم من جميع الصعاب».
وتحدث قائد الجيش اللبناني عن الارهاب ومحاربته مذكرا بالانفجارات التي تسبب بها من يسمون انفسهم فتح الاسلام والذين هم شريط من القاعدة ولديهم الطريقة ذاتها في القتل والتخريب والتمويه... وهم تتمة لفتح الاسلام الذين قاتلوا الجيش في مخيم نهر البارد»، مشددا على أنني «قطعت عهدا بالا يفلت قاتل عسكري من المحاسبة، ومنذ ذلك اليوم تم ضبط الكثيرين وملاحقتهم وكشف المتسببين في الانفجارات وتم إلقاء القبض على 85 في المئة من الذين شاركوا في وضع التفجيرات».
وبين ان الارهاب «اندحر في لبنان ولوحق واستطعنا كسر شوكته وكشف المتعاملين معه وتفكيك شبكة كانت تهدف إلى العمل على نسف الاستقرار في لبنان وسورية والعراق امتدادا لدول الخليج بما فيها الكويت»، مؤكدا انه «تم القاء القبض على اشخاص مهمين وتم بذلك كسر شبكة ضخمة كانت تركب من القاعدة»، لافتا إلى «وجود تنسيق مع الكويت والدول الشقيقة القريبة والبعيدة في ذلك، لان الارهاب يستهدف جميع المناطق وهو الحرب الجديدة التي تواجهها الدول وان ذلك يتم بالتعاون مع الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين والكويتيين وغيرهم».
وفي حين اعتبر العماد قهوجي ان «مخيم عين الحلوة الفلسطيني مازال بؤرة»، أكد انه «حتى المختبئ داخل المخيم في هذه الايام اصبحنا نعرف اين هو وماذا يعمل وكيف يتم تمويله»، مشيرا إلى «قدرة الجيش على التمييز ما بين السرقة المرتبطة بالارهاب والسرقة التي هي لمجرد السرقة»، موضحا ان ذلك «اصبح مستطاعا نظرا لوجود نظام معين لديهم اصبح واضحا بالنسبة لنا».
اما في ما يتعلق بمساعدة قوى الامن في الداخل فقال قهوجي ان «الوضع السائد بوجود انقسام حاد بين اللبنانيين ما يدفعهم للقتال بسبب او بغير سبب لا نرضى به، ولذلك اصبحنا ندخل في المشاكل وقام الجيش بدوره (مثل السكين) وبكل حيادية ونسعى إلى ايجاد حل لاي حادث من دون ارتباط في اي مفهوم وليس من اجل اشخاص وانتماءات انما من اجل انهاء المشاكل ما اعطانا المصداقية».
وتطرق العماد قهوجي إلى مشكلة سرقة السيارات التي كانت قائمة في منطقة بعلبك اللبنانية، مشيرا إلى انه «تم تجهيز حملة كبيرة للجيش وصل فيها إلى اماكن لم تصلها الدولة منذ اكثر من 30 عاما، وتم القبض فيها على الرؤوس المدبرة للسرقات اضافة إلى تجار المخدرات وتم توقيف عدد كبير منهم ونجحنا في المهمة إلى حد كبير»، مستدركا «لكنهم اقاموا لنا كمينا قتلوا فيه اربعة من العسكريين ما دفعنا إلى تجهيز حملة ثانية استطعنا من خلالها القبض على شخصين من الذين شاركوا في الكمين، والذين قتلوا افراد الجيش استطاعوا الهرب عبر سورية باتجاه تركيا الا انه تم الكشف عن جوازات سفرهم المزورة فتمت اعادتهم إلى سورية، حيث تم القاء القبض على احدهم ومازال الاخر طليقا»، كاشفا «وجود وعد من رئيس اركان الجيش السوري العميد علي حبيب بتسليم الموقوف إلى الجيش اللبناني لتتم محاكمته».
واوضح قائد الجيش اللبناني ان جميع الامور السابقة «ادت إلى اجراء انتخابات نيابية في يوم واحد»، مشيرا إلى «نزول نحو 42 الف عسكري خلال فترة الانتخابات من دون اي كلفة للدولة»، لافتا «نريد ان تقوم الدولة وتحكم كل شيء»، معبرا عن قناعاته ان الجيش هو «العمود الفقري للدولة الذي نستطيع تركيب كل شيء عليه طالما هو جيد»، ومؤكدا ان الجيش «وضعه جيد جدا ومتماسك ومتحد ولا خوف على الدولة طالما الجيش كذلك»، داعيا السياسيين إلى «التخفيف من حدة الخطاب السياسي»، لافتا «تعبنا ونريد فترة راحة والعسكر بحاجة إلى تدريب واعادة تجهيز وتنظيم ولا نستطيع القيام بذلك ما دام الخطاب السياسي مرتفعا، بل عندما تنخفض حدة الخطاب وتهدأ الامور نستطيع سحب الجيش وتدريبه واعادة تنظيمه».
واضاف «كما نطلب من الدولة بعد ما ادينا واجبنا مئة في المئة، وحافظنا عليها وعلى الدستور بكل تجرد، نطلب ان تقوم الدولة بواجباتها تجاهالجيش والعسكر من ناحية العتاد و«فتح الأيدي» لأننا غير مضطرين لأن نستعطي من الدول الأخرى طالما باستطاعة الدولة ان تعطي وليعتبروا ذلك جزءاً من المال الذي وزع خلال الانتخابات».
وفي ما يتعلق بالكشف عن شبكات التجسس المتعاملة مع إسرائيل قال قهوجي: «بالنسبة للعملاء دائماً كنا نلقي القبض على العملاء الذين يعملون لصالح اسرائيل»، معتبراً ان «العميل يشترى عبر وسيلتين اما المال وإما بإغراء النساء»، موضحاً ان «اسرائيل اتبعت الطريقتين»، مؤكداً ان العميل «لا يمثل سوى نفسه وليس منطقته أو قريته وحتى الذي يوظفه. لايخدمه»، مشيراً إلى انه اذا «كان الجيش اخترق بعميل أو اثنين فهذا يحدث في العالم كله (ما حدا معصوم) ولن يؤثر ذلك علينا»، مصارحاً الحضور بأن «هذا الأمر سبب لي أزمة في البداية ولكن يجب ان نقتنع بأن أي جسم يمكن أن تظهر فيه شوائب والمهم قوته على التخلص منها».
ووجه العماد قهوجي كلمة اخيرة للحضور اكد فيها ان «الجيش في الوسط وبين الجميع وليس بحاجة لأحد ونحاول تغليفه حتى لا تمتد اليه اصابع السياسيين»، مشدداً «مادام الجيش بعيدا عن السياسة يبقى قوياً، والجيش سيبقى هكذا، اما حول انتخاب العسكريين فأنا مع ذلك ولكن ليس في لبنان، لأنه في الوضع الذي نحن فيه لا أريد ان يهان عسكري أو يذل بأن احداً دفع له مالاً أو اسدى له خدمة أو يقال انه تحدث بالمذاهب، وطالما هذه الأمور موجودة، لن اسمح بانتخاب العسكريين».
وخاطب قائد الجيش الحضور بالقول «اخبركم بهذا لأني اعرف ان لدى المغتربين حنينا للوطن ويريدون ان يطلعوا على الاخبار من مصادرها، وأؤكد لكم ان الجيش في الوسط بين كل الناس».
وكان السفير اللبناني لدى الكويت الدكتور بسام النعماني القى كلمة رحب فيها بالعماد قهوجي والوفد المرافق موجها تحياته لهم بالانجاز الكبير الذي شهده لبنان باجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في يوم واحد «وبدون ضربة كف» مؤكداً ان «الجيش كان العامود الفقري الذي ادار الانتخابات بكل امانة وشفافية».
وأضاف: «نهنئكم ونهنئ الجيش ومخابراته في كشفه عن شبكات التجسس الإسرائيلية التي كانت مسؤولة عن عمليات اغتيالات لقادة لبنانيين كبار ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد»، مضيفاً «كما نحيي الجيش وقائده في انتصاره على القوى المتطرفة التي تدعي الإسلام في مخيم نهر البارد حيث حاربوا بأجسادهم وأرواحهم وبقلة العتاد».
وأكد السفير النعماني ان «الجيش هو لبنان ومن دونه لا وجود لبلدنا، فلبنان يستمر طالما الجيش مستمر وقوي وموجود وفاعلا على الأرض». وكل الشعب اللبناني مؤيد للجيش».
وقال: «أنا في الكويت منذ 6 أشهر احاول ان اجمع اركان الجالية واليوم حضروا جميعهم، ولم يجتمعوا الا دعماً وتأييداً للجيش اللبناني».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي