كثيراً ما تتهمهم الحكومة ومؤيدوها بأنهم نواب تأزيم، فالشعب الكويتي يعرفهم جيداً، ويعرف كيف يدافعون عن قضاياه وحقوقه، فهم وصلوا بدعمه لهم إلى البرلمان مرة أخرى، وقد استطاعت الحكومة بمساعدة حلفائها، الذين قوتهم بدعمها اللامحدود، من إبعادهم عن الكثير من اللجان الدائمة والموقتة، ولكن مازالت قوتهم ثابتة، فالنائب عن عشرة نواب، لأنهم على العهد باقون وبقسمهم يبرون، ولدينهم ينتصرون، ولدستورهم يحافظون، جاءتهم سهام النواب وحكومتهم من كل حدب وصوب لأنهم أصبحوا قلة في هذا المجلس، ولكن لن تغلبهم كثرة النواب وتكتيك الحكومة، فهم يمتلكون الشجاعة لمواجهة نواب صنعتهم الحكومة وأوصلتهم إلى البرلمان.
نواب التأزيم الذين تصفهم الحكومة وموالوها من النواب خسروا لجاناً عدة، وحدث في بعض منها تدخل واضح من الحكومة، فكانت لجنة الظواهر السلبية شاهداً على ذلك، إذ رُفضت من قبل نواب التحالف الحكومي، ولكن عند إقرارها من قبل المجلس ترشح لها من عارض إنشاءها، فكانت الحكومة سنداً لهم، ليس لسواد عيونهم كما يفهمون، بل نكاية في نواب التأزيم، كما تدعي الحكومة، فجاءت النتائج غريبة واجتمعت مصالح الحكومة ونوابها لتقصي نواب التأزيم، فالحكومة لا تريد لهم أن يسيطروا على اللجنة كيفما يشاؤون، وبعض النواب الذين تدعمهم الحكومة وتقوي شكوتهم باستمرار لا يريدونهم أن يسيطروا لأسباب خاصة معروفة.
بعد هذه اللعبة الحكومية كلها يقولون إن هناك نواب تأزيم لا يريدون أن يسير البلد نحو التنمية والتطور، فمن يصنع التأزيم تحالف الحكومة مع بعض نوابها، فلو التزمت الحكومة الحياد ولم تشارك بصورة موجهة، كما فعلت، لبرهنت أنها حكومة تريد أن تعمل بصمت وبعيداً عن التأزيم. ولكن يبدو أنها تريد ذلك التأزيم، ولا تقدر أن تعيش من دونه عبر البعض الذين تحركهم يميناً وشمالاً، من أجل إقصاء نواب التأزيم، كما تدعي، والله من وراء القصد.
مسفر النعيس
كاتب كويتي
[email protected]