لا يوجد شخص في العالم لم يسمع بالفارس «روبن هود» وأهدافه النبيلة بمساعدة الفقراء حتى وصل الأمر الى أننا عشقنا قوسه وسهامه التي يوجهها للتجار الجشعين, لقد كنت أعتقد أنها أسطورة خيالية صنعتها الروايات الأجنبية حتى أصبحت أفلاما سينمائية وقصصا كرتونية لا أكثر.
ولكن التقرير الذي نشرته جريدة «الراي» أمس عن رجل الأعمال معن الصانع والمنقول عن «الفايننشال تايمز» جعلني أصدق كل القصص التي ذكرت عن «روبن هود».
فبعد أن قرأت التقرير عن معن الصانع تذكرت تلك الرسالة القصيرة التي وصلت الى هواتف غالبية أهل الخليج وتطلب من كل شخص يعاني من مرض الفشل الكلوي أن يتصل على رقم محدد للترتيب لعلاج هذا المرض واتضح فيما بعد أن الرسالة تخص «روبن هود» الخليج العربي.
يومها لم أهتم بالرسالة كثيرا، فمن فضل الله لا يوجد بعائلتي من سيحتاج الى هذا التبرع الإنساني وليس لي علاقة بأسهم «مجموعة السعد» التي يديرها هذا الرجل ولا أعرف من الأسهم سوا «علك أبوسهم» ولكنني أرسلت تلك الرسالة لعدد من الأصدقاء من أجل المشاركة بالأجر الرباني فقط والذي حازه هذا الرجل بإذن الله.
لقد أوضح التقرير في السطور الأخيرة أن هناك شخصيات مصرفية خليجية نذرت نفسها لمحاربة هذا الرجل لسبب واحد وهو أنه لا ينتمي الى «أصحاب الدماء الزرقاء» التي لا تقبل النجاح للآخرين.
هناك فرق بسيط بين «روبن هود» ومعن الصانع فالأول كان يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء أما الصانع فقد كان يتبرع من ماله الخاص للتقرب من الله للأعمال الخيرية.
لقد كان هناك «روبن هود» واحد في بريطانيا وتحمّل سخط أصحاب الدماء الزرقاء واليوم لدينا «روبن هود» خليجي يحتاج لدعاء من ساعدهم من أجل أن يستمر في أعمال الخير التي جبل عليها.
سؤال شعبي: نمى إلى علمي أن ليس بين أعضاء اللجنة المالية الحالي من يريد أن يكون بأخلاق «روبن هود» ويقف في وجوه البنوك!!
أدام الله الرجال الذين ينذرون أنفسهم لخدمة أوطانهم ولا دام من يحارب نجاحات الآخرين...
سعد المعطش
[email protected]