سولانا بدأ محادثاته في بيروت ويلتقي اليوم وفداً من «حزب الله»

ميتشيل: مستمرون بدعم لبنان وأي حل في المنطقة لن يكون على حسابه

u0633u0644u064au0645u0627u0646 u0645u0633u062au0642u0628u0644u0627 u0645u064au062au0634u064au0644 u0623u0645u0633 (u0627 u0641 u0628)
سليمان مستقبلا ميتشيل أمس (ا ف ب)
تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |
شكّل «تزامُن» وجود المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في بيروت امس حدَثاً بالغ الدلالة عكس الرعاية الدولية المتزايدة للوضع في لبنان والتحاقه، ولا سيما في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، بـ «نادي» الدول المرشحة للانضمام الى «الستايتكو» الاقليمي الحالي، الذي تميّزه حال الاستقرار في انتظار ما ستؤول اليه ديبلوماسية «جس النبض» الاميركية تجاه سورية وايران.
وحرص ميتشيل خلال لقاءاته في بيروت التي شملت رئيسيْ الجمهورية ميشال سليمان والحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ وزعيم الغالبية النائب سعد الحريري، على تهنئة الشعب اللبناني على إجراء انتخابات نيابية ناجحة، مؤكداً ان الولايات المتحدة مستمرة بدعم لبنان وسيادته واستقلاله واستقراره، لافتاً الى «أن لبنان سيلعب دورا أساسيا على المدى الطويل لبناء سلام شامل ودائم ومستقر في الشرق الأوسط»، ومشدداً على ان اي حلّ في المنطقة لن يكون على حسابه.

في المقابل ابلغ الجانب اللبناني الى المبعوث الأميركي ثوابت موقفه لجهة ضرورة ان تكثف واشنطن جهودها للتوصل الى السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط، واستعداد لبنان للمشاركة في اي مؤتمر دولي للسلام على اساس مرجعية مؤتمر مدريد والضمانات التي اعطيت للبنان في حينه في شأن ضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة بلا قيد او شرط وفق قرارات الامم المتحدة، واستنادا ايضا الى المبادرة العربية للسلام بكامل مندرجاتها، ولا سيما ما يتعلق منها برفض اي شكل من أشكال التوطين.
وتوقّفت دوائر مراقبة عند تعمُّد ميتشيل زيارة بيروت قبل دمشق التي توجّه اليها مساء امس من لبنان، في تطور وُضع في إطار حرص واشنطن على تأكيد «استقلاليّة» المسار اللبناني ومحوريّته في إطار الجهود لإحياء عملية السلام، والتشديد على مكانة لبنان في الأجندة الأميركية بمعزل عن مسيرة الانفتاح على سورية او ايران «والتي لن تكون على حسابه». علماً ان مباحثات الديبلوماسي الأميركي في العاصمة اللبنانية جاءت غداة مجموعة اتصالات أجراها مسؤولون أميركيون لتهنئة قيادات 14 مارس بفوزها في الانتخابات أبرزهم نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اللذين اتصلا بكل من السنيورة والحريري.
وكان ميتشيل، استهلّ محادثاته في بيروت بزيارة سليمان الذي ابلغ اليه ثوابت الموقف اللبناني من موضوع السلام ورفض التوطين، مثمناً موقف الرئيس باراك اوباما والادارة الاميركية والشعب الاميركي تجاه لبنان ومساعدته في شتى المجالات، لافتا الى «ان المرحلة الجديدة بعد الانتخابات هي مرحلة اصلاحات سياسية واقتصادية وتعزيز القوى العسكرية والامنية ومتابعة انعقاد طاولة الحوار، وهذا كله في حاجة الى مناخ السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط حيث يتطلع الشعب اللبناني الى الدور الاميركي»، ومبدياً أمله في «ألا يكون اي حل على حساب لبنان».
من جهته، هنأ ميتشيل سليمان على دوره وادارته في انجاز الانتخابات على النحو الذي حصل، مقدرا فيه صفات القيادة المميزة، ناقلا مجددا تهنئة اوباما ونائبه ووزيرة الخارجية الاميركية، ومشيرا الى ان استدعاء الرئيس الاميركي له بعد 48 ساعة على دخوله البيت الابيض وتكليفه هذه المهمة «دليل على الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس اوباما لازمة المنطقة ورغبته القوية في ايجاد حل لها».
واذ اشار الموفد الاميركي الى «ان الحكومة اللبنانية الجديدة ستلعب دورا اساسيا في الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله»، جدد تأكيد «ان الولايات المتحدة ستستمر في دعم لبنان، وان اي حل في المنطقة لن يكون على حساب لبنان على الاطلاق». وقال للرئيس سليمان: «من المهم ان تدركوا اننا سنعتمد عليكم وانتم ستعتمدون علينا، وسنستمع الى نصحكم وتصويبكم عندما يكون هناك خطأ».
وفيما كان المبعوث الأميركي يواصل لقاءاته في بيروت، وصل اليها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الذي التقى فور وصوله رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، قبل ان يزور رئيس الجمهورية ويجتمع بعدد من الشخصيات السياسية من مختلف التيارات بينها النائب الحريري وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون.
وتتركّز محادثات المسؤول الاوروبي على الوضع اللبناني في مرحلة ما بعد الانتخابات، علماً ان سولانا يلتقي اليوم رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس السنيورة والوزير صلوخ، فيما توقفت دوائر مراقبة عند الاجتماع الذي سيعقده مع وفد من كتلة نواب «حزب الله» في مقر البرلمان، ليكون هذا اول لقاء من نوعه لمسؤول اوروبي رفيع مع وفد من الحزب.
ويذكر ان سولانا أشاد بعد لقائه جنبلاط بـ «دور الحكومة اللبنانية في ادارة الانتخابات النيابية والتصرف الراقي للشعب اللبناني»، مثنياً على «نزاهة الانتخابات النيابية التي شهدت اقبالا مرتفعا»، وآملا «فتح صفحة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية».
تجدر الإشارة الى ان ميتشيل والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي التقيا في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي عند الساعة الرابعة من بعد ظهر امس بعيدا عن الاعلام.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي