إيقاع / جنون على مقام نهاوند....

تصغير
تكبير
| محمد صالح صرخوه |
قسّم على وتر الخيال جنونا
واتركه يحكي ما طواه لحونا
واحيي ليالي الوصل تحيي أهلها
إلاّ تراهم... إنهم ليرونا
ولترجعنَّ المثنويَّ وشمسه
سترى جلالاً حائراً مجنونا
فاسقيه من كأس الجنون مدامة
ليرى يقيناً ما حسبت ظنونا
إذ ذاك تدرك أن كأسك لم تكن
غير التي قد جننت قارونا
بل أغرقت فرعون في أمواجها
وسرت بموسى يلتقي هارونا
فانظر بها فإذا سمعت مَزامراً
وأتى سليمانٌ بها مفتونا
ورأيت داوداً يقلّب كفّه
فذر الحسام فانه قد لينا
يا صاحبي فاعلم بأنك حينها
قد كنت في كأس الهوى مسجونا
واعلم بأن الكأس تطوي عالماً
يطوي الزمان دقائقا وقرونا
واصغي لجمشيدٍ فانه من بها
بلسان فردوسيّه مقرونا
يطوي على وقع المزامر ليلةً
من ألف ليلة علّها تطوينا
ويزفّ ألف حكايةٍ وحكايةٍ
بمدامة الأبطال إذ يسقينا
ويعيد عالم بيشدادٍ واقعا
ما كان من جذع الخيال غصونا
وملوكها... أبطالها... عشاقها
كل يصير لشهرزاد معينا
يا صاحبي ونكون نحن هياكلاً
نخفي تجلي شهريارٍ فينا
فإذا جننتَ فلا تلمني صاحبي
إني جننت ظواهراً وبطونا
يا صاحبي من لم يجنّ تعشقاً
فاعلم بأنه قد غدى ملعونا
فالدين دَينٌ بالحبيب تقيّدٌ
حتى إذا ذقت الحياة منونا
في الحب أمسى الناصري ممزقاً
فغدى بمطلع فجره ياسينا
لا فرق في فن المحبة إنما
كل يحيك على هواه فنونا
فالشمس واحدة البريق وإنما
تزهو الأشعة حولها تلوينا
وزغارد الطير الشجية غنوةٌ
عين البحور تفرقت تلحينا
وزنابق الروض الزكية نشرها
حتى إذا اختلف الهوى ينشينا
وكمال طه المصطفى وجماله
كالبدر في حلك الدجى يضوينا
نحن النجوم تخالفت في وصله
والبدر يختلف التماعاً فينا
كلٌ يتيه بوصف ليلى حائراً
والحسن فيها ساخراً يسبينا
عذّالنا ذا ديننا... دين الهوى
فدعوا التديّن جانباً ودعونا
لا فرق في فن المحبة إنما
كل يحيك على هواه فنونا
لله در الحبّ في وجداننا
من بعد موت النفس إذ يحيينا
أطلقه من وتر الخيال ستلتقي
وحي الإله منزلاً يهدينا
أطلقه ترجع يونساً من بحره
والراحتين تقطّرنّ لجينا
تكسو الشواطئ حوله بزنابق
خضراء تملأ حجرها يقطينا
حتى إذا ذاق الرحيق بثغرها
يحتار فيه تظنناً ويقينا
لا فرق في فن المحبة إنما
كل يحيك على هواه فنونا
وإلى نهاوند فعرّج صاحبي
فمقامها يحكي السّعاد شجونا
وعلى ذراريها توسّد صخرةً
وانشد على ألحانها... ناجينا
قم واستدر ثم استدر ثم استدر
حتى خروج الروح من جنبينا
ثم استدر ثم استدر ثم استدر
تحيي جلال الدين من ماضينا
ثم استدر فندور نحن مجامعا
والنجم في فلك السما يحكينا
لا فرق في فن المحبة إنما
كل يحيك على هواه فنونا
وارفع نداء العشق من أوتاره
لترى بشيما نجمةً تضوينا
روذاب جنت حين نادى رستمٌ
عن حبنا روذاب ما تدرينا
فإذا بسهرابٍ يمدّد فوقه
ويفيض روحا بالهوى مطعونا
جنوا ألا أهل الهوى بمدامنا
فيضوا على أهل السبات جنونا
لا فرق في فن المحبة إنما
كل يحيك على هواه فنونا
واسقي نهاونداً كؤوس مدامةٍ
بوركت مجنون الهوى ساقينا
خير الهوى ما كان حقاً راسخاً
كالطود في وجه الرياح متينا
كلٌ غدى مرآه يعكس خلّه
أنتم أنا... منّا وبعد إلينا
يا صاحبي فاعكس وجودي إنما
مرآتنا لوجودنا تكفينا
فسل اسبنوزا صاحبي تلقى الجواب
بمحي دينٍ واضحا مضمونا
لا فرق في فن المحبة إنما
كلٌ يحيك على هواه فنونا
شيثٌ وادريسٌ ونوحٌ واحدٌ
وبآدم يمسون متصلينا
زرتشتُ ابراهيمُ إسحاقٌ ويع
قوبٌ على المعشوق مجتمعينا
موسى وعيسى والحبيب محمّدٌ
بظلال عرش الله منتظرينا
هبوا إلى حفل السماء وإننا
يا قوم شيما للوصال دعينا
و لترتقوا السبع الشّداد وتهجروا
دفء الرقاد لأهله هرعينا
لا فرق في فن المحبة إنما
كل يحيك على هواه فنونا
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي