احتفوا به في دار الكتب والوثائق المصرية

كتاب ونقاد: شكري عياد ناقد توفيقي... رفض قوانين العلم وأيد تيار البعد الإنساني في الأدب

u0634u0643u0631u064a u0639u064au0627u062f
شكري عياد
تصغير
تكبير
|القاهرة «الراي»|
أقامت دار الكتب والوثائق القومية في مصر ندوة للاحتفاء بالناقد الراحل شكري عياد «1921-1999» شارك فيها أستاذ الأدب العربي بجامعة عين شمس الدكتور طارق شلبي، وأستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة الدكتور سامي سليمان، وأدارها رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب الدكتور عبدالناصر حسن.
الدكتور عبدالناصر، أشار إلى أن دار الكتب كانت قد احتفت بالناقد الراحل محمود أمين العالم قبل رحيله، وقال: بالأمس القريب احتفت دار الكتب بالناقد الراحل محمود أمين العالم، واليوم نحتفي بعَلَم من أعلام النقد الأدبي في العالم العربي وهو شكري عياد، الذي يعد أحد أقطاب التيار التوفيقي في النقد... حيث إنه لم يتنصل لتراثه العربي والإسلامي.
وأضاف: في الوقت نفسه لم يغلق نوافذه أمام الفكر الغربي الحديث، كما أنه كان أحد النقاد المتميزين الذين نجحوا في الجمع ما بين النقد والإبداع، فهو ناقد له كتابات أدبية أهمها كتاب «ميلاد جديد» و«طريق الجامعة» و«رباعيات» و«كهف الأخيار»، إلى جانب أن له الكثير من القصائد.
وقال: دائما ما كان يضفي على كتاباته رؤية فنية، ومن ثم يرفض أن يرضخ لقوانين العلم الصارمة في قراءة الأعمال الأدبية ونقدها، لذلك كان يراوح ما بين الذاتية والعلمية، ونجد ذلك في العديد من أعماله مثل «البطل في الأدب والأساطير» و«طاغور الشعر والسلام» و«موسيقى الشعر العربي» و«الأدب في عالم متغير».
وأعاب عبدالناصر على عياد أنه حينما حاول تطبيق النظرية الحديثة في الفكر الغربي على الأدب العربي لم يستطع أن يقدم لنا دراسات تطبيقية حقيقية يمكن أن نطمئن لنتائجها، مشيرا إلى أن هذه هي معضلة التعامل مع النقد الأدبي الغربي القائم على فلسفات عاشها المثقف الغربي في الحياة والعالم... مغايرة للثقافات المحلية، خصوصا في مجالات معينة كمجال فن النحت والتصوير والأدب.
الدكتور طارق شلبي اختار الحديث عن كتاب شكري عياد «تجارب في الأدب والنقد»، وقال: لقد وجدت مفاجأة في هذا الكتاب، فقد أثبت أنه قادر على إثارة عدد من التساؤلات في أنفسنا، مثل: ما الذي قدمناه للناس في مجال النقد الأدبي؟ وما الذي حققناه من النقد الأدبي؟ وكيف نعد الطلبة داخل الجامعة ليكونوا نقادا؟
ووجدت أنه يفرض على كل ناقد ومبدع ومشتغل بالأدب أيضا أن يثير هذه التساؤلات... فهو يرى أن الناس يمارسون النقد كما لو كان هدفا مقصودا لذاته، ولهذا نجد أنه نادى بأن يكون للنقد الأدبي دور في الحياة، كما نجد أنه تطرق بذكاء في مقدمة الكتاب إلى توضيح الفارق بين الناقد الأكاديمي والناقد الهاوي.
وأضاف: إن البعد الإنساني في الأدب ربما يكون وسيلة لفهم أبعاد النظرية النقدية عند شكري عياد، وأنا أرى أن هذه الكتابة المتجاوزة للزمن تدل على أن رؤية شكري للنقد لا تخلو من صحة ولا من صواب، وأن هذا الولاء للبعد الإنساني يحقق نوعا من الخلود والبقاء، فدائما ما كان يقول: إن الناقد الناجح هو الذي يتواصل مع النص الأدبي باعتبار أن هذا النص قادر على إثارة الأسئلة... ومهارته كناقد نابعة من قدرته على أن يثير لدى القارئ أسئلة موازية يفرضها عليه، كذلك نجد أنه رفض رفضا قاطعا في أكثر من موضع في كتاباته أن يكون تواصل الناقد مع نص أو عدة نصوص بل أن يكون مع عصر كامل أو عدة عصور.
الدكتور سامي سليمان تساءل: عن ملامح شكري عياد النقدية؟ وقال: هو ناقد توفيقي، والتجديد عنده يقوم على مقومين أساسيين، الأول يتمثل في الوعي العميق بالأصول التراثية في مجالات الثقافة العربية... والثاني أنه يعي وعيا عميقا بمتطلبات اللحظة التي ينتمي إليها باعتبارها لحظة تاريخية وثقافية، ثم يحاول أن يؤسس ويصوغ مشروعه الخاص الذي يأخذ من اتجاهات النقد المعاصر ويحاول أن يطور مجموعة من التصورات في إطار الثقافة العربية القديمة.
وأسف سليمان لما تعرض له عياد من «غبن»، مشيرا إلى أن الدراسات التي كُتبت عنه قليلة، وأنه لم يكتشف حتى الآن، على الرغم من كونه يعد من أبرز النقاد العرب، خصوصا أنه تنبه في فترة الخمسينات إلى ما يسمى بلغة النقد، وله دراسة في هذا الخصوص ترصد التحولات التي شهدتها هذه اللغة النقدية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي