يطل عبر شاشة «الراي» في مسلسل «رسائل من صدف» بشخصية محورية مركبة

فيصل العميري: أبحث عن التميّز وأرفض أن تداس كرامتي من خلال عروض المسرح التجاري

تصغير
تكبير
| حوار- شوق الخشتي |
على الرغم من بطء سيره في مشواره الفني، إلا أنه غرس في ذهن المشاهد شخصياتٍ وأدواراً تمثيلية جسدها في أعمال لطالما حلم بها الكثير من الفنانين العرب، من بينها دور بلال الحبشي في مسلسل «خالد بن الوليد» وعنترة في مسلسل «عنترة بن شداد» إذ قدّمهما الممثل فيصل العميري وزملاؤه الممثلون الكويتيون للجمهور العربي عموماً وللكويتي خصوصاً ليثبتوا قدرة الفنان الكويتي على تجسيد الأدوار التاريخية، هذا بالإضافة إلى أعمال تلفزيونية ومسرحية أخرى ترك فيها بصمة لدى الجمهور، من بينها مسلسل «الأخرس» و «ياخوي» بتأديته لمجموعة من الشخصيات المعقدة والمركبة.
يطل فيصل العميري في رمضان المقبل عبر تلفزيون «الراي» من خلال مسلسل «رسائل من صدف» للكاتب عبدالعزيز الحشاش والذي تدور أحداثه حول ثلاثة أصدقاء تجمعهم الطفولة ويفرّفهم الزمن بسبب ما أصابهم من مشاكل اجتماعية سببها سوء تنشئة الأسرة للأبناء،

«الراي» التقت العميري في كواليس «رسائل من صدف» ودار معه الحوار التالي:
• هل لك أن تحدثنا عن دورك في مسلسل «رسائل من صدف»؟
- أجسد شخصية فواز الذي عاش سنين من الحرمان بفقده لوالدته ويواجه عدة مشاكل اجتماعية، وبالرغم من ذلك فهو يتمتع بشخصية ايجابية سوّية، ويعود بعد سنين التشتت إلى الحي القديم الذي جمعه باصدقائه ليقترب منهم، وباختصار شخصية فواز هي محور أحداث العمل.
• تتعامل بهذا العمل مع الكاتب عبدالعزيز الحشاش للمرة الثانية على التوالي بعد مسلسل «عيون الحب» ألا تخشى أن يضعك هذا الأمر في إطار التكرار؟
- الجمهور متعطش لرؤية فيصل العميري بمثل هذه الأدوار، فالمشاهد يتمنى رؤية ممثله المفضل بأدوار إنسانية مركبة تحتاج لعمق في الأداء التمثيلي، كما هي الحال بالشخصيتين اللتين قدمتهما في «عيون الحب» و«رسائل من صدف»، ولكنني أخشى بالفعل أن تكون أجواء العمل الإنسانية الوجدانية متكررة رغم أنني سعيد بتعاوني الثاني مع الحشاش، وأعتقد أنه كان من الأفضل أن أقدم عملاً مختلفاً في الأجواء بين عمليّ الحشاش الذي قدمتهما على التوالي كنوع من «التنفيس» لي، وللتنويع أمام المشاهد.
• إلى أي حد تفيدك مشاركتك في المسرح الأكاديمي بتجسيدك للأدوار المركبة في الدراما التلفزيونية؟
- إلى حد كبير، فدراستي للإخراج والتمثيل المسرحي تسهّل عليّ اختراق التلفزيون والسينما بحرفية عالية، ناهيك عن بعض ما يستوقفني من الأمور لاعتيادي على تفاصيل المسرح كـ «بروفات الطاولة» والتي تلاشت من «بروفات» العمل التلفزيوني الحالي، ما جعلني ألجأ لخبرتي المتراكمة والدراسة للتعمق في الأداء التمثيلي بوقت تصوير المشهد.
• لماذا لم تتوسع مشاركتك التلفزيونية خليجياً ؟
- شاركت في أعمال بالبحرين وأخرى في الإمارات ولكن بشكل قليل وبصورة يرونها كضيف شرف.
• وما سبب قلة مشاركتك بها؟
- ربما لأنني مقل في علاقاتي مع أفراد الوسط الفني وإن صح التعبير فأنا لا أقيم علاقات لمجرد الحصول على غاياتي في الفن، فكثيرون من هم انتشروا فنياً بهذه الطريقة بينما انتشر آخرون عن طريق الخبرة المتراكمة ومدى أهمية التواصل والاحتكاك مع أفراد الوسط الفني بالنسبة إليهم، بينما تتجسد أهمية الوسط الفني لديّ في العمل به وليس في العلاقات الجانبية، كما أن سبب قلة مشاركاتي خليجياً تعود لانشغالي بالمسرح وتقديمي لمسرحية «ريتشارد الثالث» مع المخرج سليمان البسام بعدة جولات عالمية على مدى ثلاث سنوات، كما أنني لا أحب تكرار نفسي في ما أقدمه من أدوار، وهذا ما حدث معي بعد مشاركتي في مسلسلي «خالد بن وليد» و«عنترة بن شداد» إذ حرصت على تقديم ما يليق بهما في الأعمال المقبلة.
• كثيراً ما يضع الممثلين خطوطا حمراء لا يتعدونها في أعمال أو أدوار معينة، ماذا عنك؟
- على العكس... فقد كنت على وشك المشاركة بعمل ضخم وجريء يحمل اسم «الأسباط» يتحدث عن سبطي الرسول عليه الصلاة والسلام - الإمام الحسن والحسين، ونسعى من خلاله لتقريب الاخوان الشيعة والسنّة من بعضهم البعض من خلال توضيحنا لبعض الأمور في الحضارة الإسلامية القديمة، وهذا العمل جريء جداً على الصعيد الديني والسياسي والإنساني، ولكن تأجيل تصوير العمل وانشغالي وفريق العمل ببعض الأمور حال دون مشاركتي به، وتصريحي هذا يبطل تصريح أحد الصحافيين عن تأكيد مشاركتي في العمل دون أخذه للإذن مني.
• سبق لك تقديم دور نسائي بسيط في مسرحية «جوارح»، لماذا لم تتكرر التجربة؟
- صعوبة تطبيق الفكرة ليست بقدر ما تحتاجه من حرفية عالية في التقديم كما قدمّها النجمان العالميان «روبن وليمز» و«إيدي ميرفي» ولكن المجتمع لن يسمح ولا يتفهم أن الفنان شامل وحيادي في ما يقدمه من شخصيات تمثيلية.
• ولكن يلاحظ الآن الكثير يقدم أدواراً نسائية دون هذا التحفظ...لا أتحدث عمن يجسد أدواراً نسائية من أجل المادة دون عطاء أو فكر أو مضمون مكتفياً بوضع «الباروكة» و«الماكياج» إنما أتحدث عن أدوار النساء من المفهوم الإنساني والاجتماعي الذي قد يرفضني الجمهور به أو يقبلني وأرى أنني لست بحاجة لهذه «البَلْبَلة» بعد أن رسمت لي خطاً مميزاً عن زملائي الفنانين، وفي الحقيقة أرى أن ما قدمته في مسرحية «جوارح» كانت تجربة سابقة لأوانها.
• ما سبب انقطاعك عن المسرح التجاري؟
- لم أكن أفرق بين المسرح التجاري والنوعي في بدايتي الفنية فقد كنت في سن المراهقة ومن هواة الرقص الاستعراضي، لذا انضممت لإحدى الفرق الاستعراضية التابعة للفنان وليد سراب وقدّمت شخصيتين بسيطتين في مسرحيتي «جوارح» و«علاء الدين»، ولكن بعد الدراسة والتثقيف بدأت أفرق بين أنواع المسارح وأبحث عن التميز والذي يفتقر إليه المسرح التجاري الذي همّه المادة والرزق، صحيح أن الجميع يريد المادة ولكن لا يقبل الجميع الإهانة و«الدوس على الكرامة» أثناء عروض المسرح التجاري.
• ما طموحك في عالم المسرح؟
- حققت ربع ما أطمح به في مجال المسرح من خلال الجولات العالمية التي قمت بها وفريق عمل مسرحية «ريتشارد الثالث» على رأسهم المخرج سليمان البسام في عدد من المسارح العالمية من بينها مسرح «مركز كنيدي» في واشنطن دي سي و«سوان» في بريطانيا كما نستعد لتقديمها في مسرح «بام ثييتر» في نيويورك.
• ماذا أضافت لك مشاركتك في مسلسل «خالد بن الوليد»؟
- أضافت لي الكثير... فقد كان لدي ومن شاركني التمثيل في العمل من زملائي الممثلين شغف في التمثيل باللغة العربية الفصحى في الدراما التلفزيونية، وجاءت الفرصة وقدمنا أنفسنا بشكل جميل أمام الجمهور العربي عموماً والكويتي خصوصاً وحدث بعدها تركيز على فيصل العميري وعرض عليّ منتج «خالد بن الوليد» تجربة أخرى من خلال دور البطولة في مسلسل «عنترة بن شداد».
• برأيك أي من المسلسلين «خالد بن الوليد» و«عنترة» له نسبة نجاح أكثر؟
- جميع النجاحات لها الطعم ذاته، وأعتبر كلا العملين وسام شرف لي بما أنني بهذه السن الصغيرة وحققت حلماً مهماً على الصعيدين الفني العربي والخليجي، فقد أعجب الجمهور بدور «بلال الحبشي» الذي قدمته بـ «خالد بن الوليد» وتفاجأ بعدها بدور عنترة، وقد أثبتّ من خلالهما قدرة الفنان الكويتي على تجسيده للأدوار التاريخية بشكل مميز، وتلك النجاحات سببها ما أحرص عليه في عملي بالتحلي بالحضور والثقافة والخبرة واحترام الذات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي