استطلاع / غلاء الأعلاف خفض أسعار الأغنام ... فأمسى العيد أضحيتين وأكثر

تصغير
تكبير
| كتبت عفت سلام |

فيما تجتاح الأسواق المحلية والعالمية موجة غير مسبوقة من ارتفاع الاسعار، كانت المفارقة انخفاض اسعار الاضاحي هذا العام مقارنة مع العام الماضي وبنسب كبيرة، لكن هذا الأمر وان ترك ارتياحاً لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء، الا انه يخفي خلفه أسباباً قائمة تكبد اصحاب ومربي الأغنام خسائر فادحة بسبب ارتفاع اسعار الأعلاف واماكن التخزين والحظائر ما يضطرهم إلى بيع الأغنام في موسم الاضاحي ولو بسعر التكلفة لينطبق بذلك عليهم قول الشاعر «مصائب قوم عند قوم فوائد».

على ان «عجز» هذا البيت الشعري يميل ربحاً وفيراً لمصلحة المستفيدين من الاضاحي ذلك ان المضحين استغلوا انخفاض الاسعار للتضحية برأسي غنم بدل الواحد ان لم يكن اكثر وغيرهم يريد تعويض ما فاته من الاضاحي.

«الراي» استطلعت اراء بعض التجار وتفسيراتهم لأسباب انخفاض أسعار الأغنام وفي مقدمها وصول دفعات كبيرة من المستورد وردود فعل المواطنين الذين بقي لسان حالهم ينشد ان يسري هذا الانخفاض على مختلف السلع والمواد الغذائية فخرجت بالعيدية التالية:

اسعار واقعية

واعتبر تاجر الأغنام خالد الخليفة ان «اسعار الأغنام والأضاحي حقيقية ولا يوجد بها اي مزايدة لأن التاجر يحرص على التخلص من الأغنام الموجودة عنده لأنها ستعود بالخسارة عليها في حالة عدم بيعها لارتفاع اسعار العلف من دينارين إلى 7 دنانير».

وقال «لا ننسى ان موسم العيد اي الاضحية ساعد على تنشيط حركة المبيعات لأن كل فرد يريد ان يكمل فريضة الاضحية لذلك حرص تجار الأغنام على استيراد الآلاف من الأغنام ما اغرق السوق ونتمنى الا نضطر بعد العيد للبيع بالخسارة».

وأوضح الخليفة ان «سعر بيع الغنم النعيمي السوري يتراوح بين 75 و80 ديناراً حسب الحجم الذي يصل إلى 40 كيلوغراما احياناً كما يبلغ سعر الغنم الإيراني من 50 إلى 60 ديناراً للأوزان التي تصل إلى 18 او 20 كيلوغراما كذلك يزن الغنم التركي نحو 25 كيلوغراما ويباع بقيمة 55 إلى 60 ديناراً أما سعر الغنم الاسترالي الذي يزن 24 كيلوغراما يصل سعره إلى 35 ديناراً».


منع التصدير إلى الخارج

وابدى احد كبار تجار الأغنام مطر الواوان ارتياحه التام لتوافر الحلال في الغنم في الأسواق الخمس (الجهراء - الظهر - جليب الشيوخ - والشويخ - وكبد).

وقال ان «العام عام خير على التاجر والمستهلك لأن العام الفائت كان صعباً جداً لقلة المعروض من الأغنام ولارتفاع الأسعار الذي ساعد على امتناع اصحاب الدخل المحدود من الشراء حيث وصل سعر الخروف في ذلك الوقت إلى 55 دينارا».

وأشاد الواوان «بنشاط وجهود وزارة التجارة في تشديدها على مراقبة الاسعار وتواجدها بصفة دائمة في الأسواق لمنع الغش».

كما اشاد بدور «دور الهيئة في عملية تسهيل الفحص البيطري على الأغنام الموجودة على الحدود قبل دخولها للبلاد ما ساعد على توفير 95 ألف رأس غنم لطرحها في السوق من الأغنام كافة ومن مختلف البلدان مشيراً إلى قيام شركة المواشي بتوفير حوالي 200 ألف رأس من الغنم الحي الاسترالي خصوصاً ان باخرتين وصلتا البلاد أخيراً.

ورأى ان «سوق الغنم في الكويت يحتوي على اعداد كبيرة من الأغنام تفوق حاجة السكان والسبب يرجع إلى منع الهيئة العامة لشؤون الوزارة والثروة السمكية اعادة تصدير الأغنام للدول المجاورة ما ساهم في خفض اسعار الأغنام اي الاضحية الكاملة للمستهلكين لتكون في متناول الجميع لاداء فريضة الأضاحي».

من جانب اخر، استعرض بائعو الاغنام الاصناف المطروحة في سوق الاغنام في «الري» من حيث الوزن والسعر والنوع فقال البائع ابراهيم علوش ان «سعر الخروف يحدد حسب الحجم والوزن لذا تتفاوت الاسعار من 45 دينارا الى 70 دينارا».

واضاف ان «افضل نوع من  الاغنام المطلوبة خصوصا من قبل المواطنين هو النعيمي ويصل سعره إلى 70 دينارا من الحجم الكبير».

ونصح علوش بضرورة «التأكد من سلامة وصحة الاغنام من خلال محاولة خلع بعض الصوف من على ظهر الخروف فان انتزع بسهولة يكون الحيوان مريضا كما تجب ملاحظة عدم اصابة الخروف «بالانفلونزا» اضافة الى التأكد من حركته ونشاطه ومن بريق العين لان كل هذه الملاحظات تشير الى صحة وسلامة الخروف».


خبرة مدروسة

وفي سوق الاغنام وقف الطفل عبدالهادي عادل الخليفة وقام بمعاينة الاغنام والتأكد من سلامتها الصحية وبسؤاله عن خبرته في هذا المجال قال عبدالهادي انه حفيد اول قصاب عمل في الكويت لذا فهو يقوم بمساعدة والده في اختيار الاغنام من خلال الملاحظة للتعرف على العوارض المرضية والجروح او الكسور او الاصابة بالسعال.


وفرة المعروض

اما بالنسبة لاسعار الاغنام عند البائع حمود راضي فقد كانت مرتفعة نوعا ما حيث وصل سعر الكبش الكبير الى 100 دينار وسعر الخروف العربي الهجين 55 دينارا كما كان سعر الخروف الهاوي يبدأ من 60 الى 70 دينارا اما سعر الخروف الطلي الصغير بعمر سنة ونصف السنة فكان يباع بـ 45 دينارا.

واشار الى انواع الغنم التي يقوم ببيعها للزبائن وهي «النعيمي الكويتي - والسوري والشيفال الايراني».

من ناحيته، قال بائع الاغنام صابر حامد ان «زيادة ووفرة الاغنام قد ساهمت في خفض الاسعار بشكل مذهل ما قد يساعد على تحقيق الخسائر للتاجر لان تكلفة الاعلاف تزيد من مصاريف وكلفة الاغنام ولكن المعروض اكبر من حجم الطلب ادى الى البيع بالتكلفة في بعض الاحيان للتخلص من قطيع الاغنام لانه موسم وصعب التخلص منه بعد العيد».


استنفار

وفي سياق متصل، اعلن رئيس النوبة في مسلخ الشويخ حسين ابوعباس ان «سعر ذبح الاضحية من الغنم دينار واحد وقد حدد من قبل بلدية الكويت اما بالنسبة للاهالي الذين يدفعون اكثر من دينار فهو اكرامية للجزار وليس لنا دخل بها».

واشار الى امتناع الجزارين عن سلخ الرأس او فتح الكرش لعدم وجود الوقت كما ستقطع الذبيحة إلى 6 قطع.

وناشد الاهالي بضرورة «عدم ذبح الاضاحي في  المنازل للحفاظ على الصحة العامة خصوصا ان هناك امراضا يتم اكشافها في الاضحية بعد ذبحها ولا يستطيع المواطن التعرف عليها كما ان الجزار اي القصاب لا يحمل شهادة تؤكد خلوه من الامراض المعدية ما قد يساعد على نقل المرض الى الذبيحة واهل البيت»، محذرا من «خطورة الامراض التي لم يتعرف عليها الا الاطباء على الصحة العامة».

ويتوقع ابوعباس ان «اضاحي العام ستكون بكميات كبيرة جدا قد تفوق الاعوام السابقة لانخفاض اسعار الاضاحي».

واكد استعداد المسلخ لمواجهة ضغط العمل بكل طاقاته التشغيلية من الاطباء البيطريين والاداريين والمفتشين كما تم توفير اعداد كبيرة من عمال النظافة والتحميل لتوفير الوقت والسرعة في انجاز العمل.


فرصة للشراء

من ناحية اخرى، اعرب المواطنون والمقيمون عن ارتياحهم لاسعار الاغنام مؤكدين عزمهم على شراء الاضاحي لانها لن تشكل عبئا ماليا على ميزانية الاسرة وقد اكد ذلك المشتري محمود طراح قائلا: ان «اسعار الغنم هذا العام اكثر من رائعة ويرجع الفضل لوزارة التجارة وهيئة الزراعة لتوفير هذا الخير الوفير الذي ساعد على خفض الاسعار وايجاد نوعية جيدة من الاغنام المختلفة الانواع والاصناف والاسعار لاتاحة الفرصة لكل مواطن ان  يشتري بما يتفق مع قدرته المالية».


رأسان بدل الواحد

اما بالنسبة للمشتري بدر الهاجري فقد حرص على «شراء رأسين من الغنم بدلا من اضحية واحدة لانخفاض الاسعار وهذا ما شجعه على الشراء معربا عن سعادته بقيام جميع المسلمين بشراء  الاضحية للوفاء بالفريضة بسبب نزول الاسعار الواضح مع توافر النوعية الجيدة واختفاء الاغنام الصينية التي ظهرت في الاسواق في الاعوام الفائتة».

بدوره، المشتري عباس مقدم فقد رأى ان «شراء الاضحية هذا العام فرصة كبيرة لكل مواطن ومقيم»، معلنا تعجبه من شراء رأس غنم عربي بـ 75 دينارا من الحجم الكبير مع انه اشتراه في العام الفائت بنفس الحجم بـ 125 دينارا متمنيا تدخل الدولة لتخفيض اسعار السلع الغذائية الاخرى لتوفير الحياة المستقرة والكريمة للناس».



العمل في المسالخ ... على قدم وساق

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي