الرئيس أوباما... أحسنت الاختيار

تصغير
تكبير
| مجدي طلبة |
قطع الرئيس الأميركي باراك أوباما الشك باليقين واختار «مصر العروبة والإسلام» ليعتلي منبرها الشامخ ويوجه خطابا تاريخيا مهما للعالم الإسلامي الشهر المقبل وفقا لوعد قطعه على نفسه اثناء الحملة الرئاسية الأخيرة.
لقد جاء اختيار القاهرة ليؤكد دون ادنى شك او ريبة ان مصر تمثل القلب النابض للعالمين العربي والإسلامي، وهي رافعة راية الحكمة والعقلانية والقادرة على درء وصد المخاطر التي تحدق بالمنطقة والقادرة على جمع شتات المسلمين والعرب حولها وتوحيد كلماتهم وصفوفهم، على الرغم من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.
ويكفي ان اذكر في هذا السياق رد المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض روبرت غيبز على سؤال للصحافيين مساء الجمعة بشأن اختيار القاهرة لتوجيه كلمة للأمة الإسلامية حيث قال «ان مصر بلد يمثل من اوجه كثيرة قلب العالم العربي... مدى الكلمة ورغبة الرئيس في التحدث (إلى العالم الإسلامي) اكبر من مسألة اين ستلقى الكلمة او ما هي قيادة البلد الذي ستلقى فيه الكلمة».
لا اخفي سرا ان هذا النبأ قد شرح صدري واسعدني كثيرا كمواطن مصري عاشق لتراب بلاده حينما علمت به حيث جاء بعد مزاعم روجها البعض عن تراجع دور مصر الاقليمي والعربي والإسلامي. ان مصر هي قلب العالمين العربي والاسلامي، وستظل الدولة الاقوى والاهم والاكثر تأثيرا وفعالية سياسيا وفكريا وثقافيا وتاريخيا، وان دورها السياسي لم يتراجع ابدا لا على المستوى العربي ولا على المستوى الاسلامي، فهو دور لا يمكن انكاره ولا حتى يمكن لمصر ان تتنصل او تتخلى عنه، دور خلقته الجغرافية وحتمه التاريخ وحتمته العروبة وحتمه الاسلام على الأم والشقيقة الكبرى لكل العرب والمسلمين والذي تؤديه على أكمل وجه حسب رؤيتها ونظرتها للأمور دون مقابل او رد، ودون انتظار لتكريم او اشادة او حتى ثناء.
واقول لمن يدعون دون سند او مسوغ عقلي او منطقي ان دور مصر العربي والافريقي والاسلامي قد تراجع بصورة كبيرة: ماذا يعني لكم ان يعلن رئيس أهم واكبر دولة في العالم قدومه إلى مصر ليوجه خطابا إلى اكثر من مليار مسلم على مستوى العالم؟
كل التحليلات والتعليقات تقريبا تقول ان الرئيس اوباما اختار القاهرة لترميم واصلاح العلاقة الاميركية - المصرية التي عكرها وافسدها الرئيس السابق جورج بوش، وانه يبغي فتح صفحة جديدة مع العالم الاسلامي والعربي، والقيام بدور اكثر نزاهة وعدلا في الصراع العربي - الاسرائيلي.
ولكني اقول ببساطة ان اوباما اختار القاهرة لأنها «القائد الحكيم» - صاحبة الحضارة والثقافة ورمز الاعتدال والوسطية في العالمين العربي والاسلامي فهي بلد الازهر الشريف الذي مازال ينهل من علمه الشرعي والديني ابناء البلدان الاسلامية في افريقيا واسيا وحتى مسلمي اوروبا. لقد اختار اوباما مصر لأنها «الأم المخلصة» التي ترعى وتحتضن ابناءها واشقاءها من العرب والمسلمين وتكتنفهم بجناحيها لتحميهم وتدرء عنهم المخاطر، وتتحملهم ولا تقسوا عليهم اذا لم يبروها او يخلصوا لها ولا تتكدر اذا خرج البعض وانتقدها وتظاهر واحتج ضدها فهي الأم والشقيقة الكبرى صاحبة العقل الرزين والحكمة السديدة.
لا يخفى على احد ان ادارة اوباما تدرك اهمية وضرورة الدور المصري الحيوي في المنطقة وهو الدور الداعم لعملية السلام، فمصر بميراثها الوطني والعربي والاسلامي ووسطيتها واعتدالها المميز هي من تعبر حقا وصدقا عن المزاج العام السائد في المنطقة والعالم الإسلامي.
سيبقى لمصر ثقلها ووزنها في المنطقة بين الدول العربية والإسلامية إلى ابد الآبدين... مصر اكبر من ان يؤثر عليها المارقون والحاقدون والحاسدون والممانعون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي