سعود مزعل الحربي / المرأة الكويتية ومجتمع الممانعة

تصغير
تكبير
يعيش مجتمع الممانعة وتيار المحافظة والرفض هذه الأيام في دولة الكويت صدمات بكل المقاييس من جراء انتخاب المرأة الكويتية، ونجاحها في الوصول للبرلمان، وتأتي هذه الصدمة نتيجة تمسك هذا المجتمع وتلك التيارات برهانات ثقافية، واجتماعية ارتكز عليها طوال فترة الممانعة، وهي صدمة من المؤكد ان يكون لها انعكاسات مستقبلية تجعل هذه الممانعة محل شك، ودراسة، ومراجعة فتعيد حساباتها وقراءاتها حتى يكون لها مكان في كويت المستقبل. وهي صدمة ثقافية كانت ومازالت ترفض الواقع الاجتماعي، والسياسي للمرأة لأنها كانت تعتقد ان اقرار هذه الحقوق، منذ صدور مرسوم أميري في حياة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله لم يكن له صلة وارتباط بالمجتمع الكويتي الأمر الذي جعلها تفتقد تأمل الحراك الصاعد في المجتمع نحو تكريس هذه الحقوق وجعلها واقعاً معاشاً تحت قبة عبدالله السالم، بل وأراد البعض من التيارات تكريس هذه الممانعة قبل الانتخابات، وحاول احياء مفاهيم كانت مثار جدل ونقاش في حياة المسلمين ولكنه لم ينجح في ذلك، وإنني لأرى قدراً كبيراً من الحسرة على كثير من الوجوه منذ إعلان نجاح اربع نساء في الانتخابات وهي حسرة شبيهة بحسرة تاريخية كانت افرازا لمكابرة ثقافية واجتماعية مارستها تيارات حملت ذرائعيات شتى في تعاملها مع قضايا تمس المرأة، ومنها الجدال القديم حول عمل المرأة، ثم نجدها فجأة تنهار وتتهاوى تحت مطارق الواقع الاقتصادي وتدني مستويات المعيشة لكي يقتنع البعض بضرورة ان تعمل المرأة وتشارك لكي تنتشل الأسرة وتحميها. وفي نهاية التجربة المريرة للتعامل مع قضايا المرأة في المجتمع الكويتي يجب ان يراجع مجتمع الممانعة حساباته، واعداد وجوه وكوادر نسائية تعمل لخدمة المجتمع الكويتي وقضاياه لأنها اثبتت انها رقم صعب يستحيل تجاهله ومحاربته.
سعود مزعل الحربي
awtaaaad@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي