حصان الحكومة وعربة المجلس

تصغير
تكبير
| بقلم احمد المليفي | بعد أن وضعت المعركة الانتخابية أوزارها واختار الشعب الكويتي من يمثله لمدة أربع سنوات مقبلة، هناك من يعيش حالة من التفاؤل والاستبشار وآخرون ما زالوا يعيشون في حالة من اليأس والقلق على المستقبل.
بتجربتي المتواضعة فان تشكيلة المجلس أيا كان شكلها فإنها لا تمثل في النهاية الاستحقاق الوطني المطلوب بسبب فردية الاختيار، فلكل عضو من أعضاء المجلس أجندته الخاصة التي يحملها سواء تمثله شخصيا أو تمثل ناخبيه وسرعان ما يدب الخلاف بين الأعضاء مهما صيغت الأولويات وحسنت النوايا وصدقت التوجهات، فالتجارب الفاشلة المتكررة في تحديد الأولويات أو القدرة على الاستمرار والالتزام بما حدد منها خير دليل على صدق ما أقول.
إن الاستحقاق الوطني يبدأ باختيار حكومة مقبلة ذات دماء جديدة قادرة على إحداث منعطف حقيقي في إدارة البلد والتعامل مع قضايا الوطن من خلال رؤى واضحة نحو المستقبل الذي نريده للكويت.

حكومة تجعل التخطيط منهجا، والمبادرة في الطرح أسلوبا في العمل، والحزم في القرار بعد الدراسة المتأنية سلوكا دائما.
حكومة تعرف حقوقها الدستورية فتمارسها بكل ثقة وجدية وتعي تماما واجباتها الوطنية فتطبقها بكل كفاءة ودقة.
حكومة تعيد للقانون هيبته ولرجل الدولة مكانته وللممارسة الديموقراطية الصحيحة رونقها تبعث الأمل في أرجاء الوطن وفي نفوس أبنائه وتنهي الألم الذي يعتصر القلوب المؤمنة بوطن جميل يتسع للجميع.
حكومة تستطيع من أول اجتماع لها أن تبعث برسالة واضحة بأنها قد اتخذت الإصلاح مسلكا لا رجعة عنه والتنمية طريقا لا تردد فيه.
حكومة تقول للجميع انها لن تتخلى عن أبنائها الصادقين المؤمنين بحق هذا الوطن في التطور نحو مستقبل أفضل ولكنها في نفس الوقت لن تسمح لأي كان أن يعيق تقدمها ويعرقل مسيرتها ويضع العصا في دولاب العجلة ليوقفها فالخيار لهم في أي صف يقفون والى أي الاتجاهين يرغبون.
أخيرا إن الاستحقاق الوطني الحقيقي يبدأ باختيار الحكومة الجديدة فهي من وجهة نظري رأس الحربة في عملية الإصلاح فحصان الحكومة هو القادر على تحريك عربة المجلس نحو التنمية المستحقة إذا وضع قبل العربة لا بعدها أو بجنبها فالكويت تستحق منا جميعا حكومة ومجلساً وشعباً أن تكون الأفضل لأنها ومن دون تحيز أو تزيّد هي الأفضل وستبقى بإذن الله الأفضل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي