لأن الصوت أمانة سوف نساءل عنها جميعاً، ولأن الكويت لا تستحق سوى كل خير، ولابد أن نختار لها الأفضل والأقوى، ولأن الكويت ليست للبيع، ولأننا نريد أن نضع حداً لهذا التخبط والجمود والركود في كل شيء، ولأننا نتمنى أن يكون بلدنا أفضل مما كان، ولأننا سنكون عوناً لصاحب السمو الأمير حفظه الله، ولأننا نحب وطننا ونريد أن نحل مشاكلنا ونتمنى تعاوناً مثمراً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولأننا لم ولن نيأس من وطننا، ولأننا سنختار من أجل الكويت وحدها ولا شيء غيرها، فلابد أن نعلنها بصراحة، بأننا لن نختار من بين المرشحين صاحب شخصية ضعيفة لا يقدر على إبداء رأيه الخاص ويسير بشكل منتظم ويطبق أجندة من دفع به الى الترشح، فهو بالتأكيد سيكون بلا رؤية ولا هدف إلا لإرضائهم على مصلحة الوطن. ولن نختار من لا يحمل أجندة وطنية، فيبيع المواطن وهمومه والبلد ومشاكله من أجل مصلحة خاصة، وينفذ أجندة بعض المتنفذين سواء داخل او خارج البلد. ولن نختار من لا تــــتوافر فــــيه شروط المرشح، وأهمها الأمانة ومخافة الله والحفاظ على الدستور والمال العام والمصلحة العامة.
وحتماً لن ينال ثقة الشعب الكويتي من يشتري ذمم البعض من أجل مصلحة خاصة، فمن يشتري الآن سيبيع في حال وصوله إلى مجلس الأمة. ولا نتمنى أن يصل إلى مجلس الأمة ويمثل الشعب الكويتي من لا يدافع بشراسة عن حقوق المواطنين ومكتسباتهم الشعبية، فكما يُقــــال إن الحــــقوق لابد لها من حلوق.
ما هي سوى أيام قليلة سيتم من خلالها تحديد مسار التنمية والتطور والنمو وشكل التعاون بين السلطتين وكثير من الأمور المهمة، فنحن أمام اختبار حقيقي لكي ننبذ كثيراً من المظاهر التي كنا نتمسك بها من أجل طائفتنا أو قبيلتنا أو حزبنا، فلابد أن ندرك جميعاً أن اختياراتنا السيئة ستجعلنا نعض أصابع الندم في الأيام المقبلة، فإما اختيار صحيح يعبر بالبلد نحو بر الأمان وإما العودة إلى نقطة الصفر والتأزيم وتبادل الاتهامات وكثرة الاستجوابات وتقديم الاستقالات، وبعدها سيحل المجلس وسنكون أول الخاسرين، لأننا لم نختر بشكل أفضل وأضعنا مستقبل بلدنا بسبب سوء اختيارنا. نحن نتمنى أن نحسن الاختيار، لكي يكون مستقبلنا مشرقاً... والله من وراء القصد.
مسفر النعيس
كاتب كويتي
[email protected]