سعد المعطش / رماح / هندسة الخوف

تصغير
تكبير
كثيرا ما ننخدع بالناس من خلال مظهرهم فعندما يدخل أي شخص ملتح أو معمم الى أي مجلس فإن هناك من سيطلب منه فتوى دينية عن أمر يخصه وأحيانا تصعق من سرعة المعمم أو الملتحي بمنح الفتوى لمن طلبها منه, هذه الحالة تشبه حالة الدكاترة حين يدخلون الدواوين فتجد من يطلب منهم النصيحة الطبية لحالة صحية دون أن يتأكد الموجودون من تخصص الدكتور, مشكلة الدكاترة تم حلها عن طريق أحد كبار السن الذي يطرح سؤالا على أي دكتور «أنت دكتور حجي ولا دكتور أبر» ولكن المعضلة التي يواجهها الشعب الكويتي في هذه الأيام هي المهندسين، فهناك مهندس مدني ومهندس كهرباء وهندسة ميكانيكا، حتى وصل الأمر أن أحدهم منح أحد الشعراء لقب «مهندس الكلمة» وكثيرا من نسمع بعض المعلقين الرياضيين يطلقون على بعض لاعبي كرة القدم وصف «يا فنان يا هندسة», وعلى نفس المبدأ فحتما ان هناك مهندس حكمة ومهندس ذوق وأخلاق.
وكم أتمنى أن يخبرنا المهندس عدنان المطوع مرشح الدائرة الثانية ما هو تخصص هندسته؟ فقد صرح عن موافقته على إسقاط ديون الكويت على العراق! وقد برر المطوع هذه الموافقة بالحفاظ على أمن الكويت وكأن مرشحنا مؤمن بمبدأ «هندسة الابتزاز» قبل أن يصل كرسي المجلس.
لن ألوم المهندس المطوع فهو لا يعرف أنه يضع مقره في الصليبخات بالقرب من منزل أحد شهداء الكويت المشهود له بدماثة الأخلاق المغفور له بأذن الله «جعفر علم» والذي سقط برصاص العراقيين كما سقط الشهيد «علي حسين حاجية» والشهيدة «عايدة الكاظم» وأكثر من عشر شهداء لا تحضرني أسماؤهم كلهم سقطوا بسبب معاملة من يريد إسقاط ديونهم.

لن ألومه فقد تناسى مرشحنا أن هناك شهادة عليا تسمي «هندسة الشجاعة» حصل عليها أغلب الشعب الكويتي إبان الاحتلال العراقي للكويت لمواقفه البطولية والمشرفة بحق وطنه.
واضح أن بعض مرشحينا يخافون ابتزاز العراق لنا ونحن بدورنا نخاف من ابتزاز الحكومة لهم في حال نجحوا في الانتخابات فنحن نريد نوابا أقوياء بالحق, أدام الله من يريد المحافظة على حقوق الكويت وشعبها ولا دام من نسي شهداء الكويت الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا...
سعد المعطش
saadq8@msn.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي