ندوة «اتحاد الأدباء والكتاب العرب» في رابطة الأدباء

محطة / المحاضرون ناقشوا إبداعات المرأة العربية في الألفية الثالثة

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
استهلت ندوة «المرأة العربية والابداع في الألفية الثالثة» فعالياتها في رابطة الادباء بجلستين أقيمتا مساء الأحد الماضي في رابطة الادباء، وتأتي الندوة على هامش اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
وفي الجلسة الأولى - التي ادارتها الدكتورة سعاد عبدالوهاب - حاضر كل من الادباء فوزي الحداد من ليبيا، وفاطمة الشيدي من عمان، في حين اعتذر الكاتب سعد الجوير عن قراءة ورقته البحثية.
وتحدثت الباحثة فاطمة الشيدي في بحثها عن «سيميائية النص النسوي العماني المعاصر» متناولة قراءة في ابداع المرأة في عمان في الألفية الثالثة، وبتقديم فكرة عامة عن المرأة المبدعة،
وكل ما أنتجته في هذه الألفية في مجالات الشعر، السرد (الرواية والقصة) المسرح والنقد. ثم موضوع البحث الرئيسي وهو: «سيميائية النص الشعري النسوي العماني المعاصر» من خلال حضور صوت الأنا بشكل صادم وصريح، وكأن المرأة تكتب ذاتها ولذاتها في نصها الشعري، متداعية مع هذا الداخل ومنطلقة منه، فهي تغزل بدقة ورقة وتأنٍ ملامح ذاتها الداخلية. وتماثل النص لحالة من التراخي والليونة في ألفاظه، ومعانيه، وكأن النص الأنثوي جزيرة من الشعر محاصرة بالماء من جهاتها الأربع، فهو نص بسيط، وقريب، ويشتغل على اللغة المباشرة أحياناً. وميل النص الأنثوي للإسهاب في العرض، وتفنيد الأشياء، والمبالغة في الوصف، والعرض المستفيض، والتفصيل في الطرح، وهذه من خصائص الأنثى ذاتها.
والتكوينات الصورية الحسية القائمة على اللونية والجرسية، حيث يحمل النص الأنثوي غالباً تلاوينه الحسية الحية، وأصواته الجلية الواضحة، وصوره المباشرة والجاهزة.
وشيوع الوحدات السيميائية الدالة على الأنثى كـ (الأمومة- الحيض - الاكسسوارات - أدوات الزينة)، حيث يعمد النص الأنثوي الى توظيف ثيمات الأنثى الخاصة.
وشيوع الوحدات السيميائية الدالة على الحزن والظلم والمعاناة من قهر المجتمع.
وشيوع الوحدات السيميائية الدالة على الرجل بوفرة مثل: «الحب - الجسد - الخيانة».
وهكذا فإن سبر أغوار نصوص الأنثى الشاعرة يكشف لنا خيطا من الإشارة الدلالية، والسيميولوجية التي تكون بمثابة بوصلة للنص.
وقالت في ختام بحثها: «ان سبر أغوار نصوص الأنثى الشاعرة، يكشف لنا خيطاً من الاشارات الدلالية، والسيميولوجية، التي تكون بمثابة بوصلة للنص».
في حين تحدث الباحث الليبي فوزي عمر الحداد عن «القصة القصيرة النسائية في ليبيا... تطور وتحولات»، موضحاً انه بانتهاء القرن العشرين كان قد مضى على ظهور أول كتاب قصصي لامرأة ليبية أكثر من اربعين عاماً، وذلك حين أصدرت الكاتبة زعيمة الباروني مجموعتها القصصية «القصص القومي» العام 1958.
موضحاً انه منذ ذلك التاريخ والقصة النسائية الليبية تمضي ببطء، ولكن بنضج متتال وبتطور ملحوظ، وان الكتابة النسائية في تلك الفترة كانت شديدة الخجل بفعل الضغط المجتمعي، وان القصة القصيرة في الكتابات النسائية زخرت بالحديث عن القضايا الاجتماعية، وهموم المرأة، ومعاناتها، وطغيان التجربة الشخصية، وغيرها.
في حين أكد الحداد ان قضية تعدد الزوجات لم تكف عن الحضور في القصة النسائية الليبية حتى الآن وان اكتشاف عالم المرأة الليبية، يبدو اكثر اثارة من خلال ابداعها الادبي بشكل عام، وبخاصة في هذا الوقت الذي استيقظ فيه الوعي، لدى الشاعرات وكاتبات القصة، والرواية بكل ما يدور حولهن.
وترأست الدكتورة نسيمة الغيث الجلسة الثانية من اليوم الأول للندوة، والتي شارك فيها الباحثون: محمد العباس من السعودية، وفيصل الأحمر من الجزائر، والدكتورة عبير سلامة من مصر.
وتضمن بحث الدكتور فيصل الأحمر عنوان «في خصوصيات لرواية النسائية الجزائرية» متناولاً زوايا عديدة، زوايا اقترحتها علينا الروايات اثناء القراءة والمساءلة، واقترحها بشكل ما الدارسون اثناء مساءلة الرواية النسائية الجزائرية وداخلها ايضاً.
وأوضح انه من أهم عناصر تأنيث النص انفتاح الشكل او طريقه اثناء الكتابة، هي حرية قد يترجمها حجم الكتابات المختصر، وهو الأمر الذي لا تكاد تشذ عنه إلا أحلام مستغانمي، فالروايات التي نحن بصدد معالجتها تمثل أن تكون قصصاً طويلة بدلاً من الروايات، وهو أمر يصادق عليه عنصران قصصيان هما محورية الشخصية المركزية والحجم المتوسط (ما هو دون 200 صفحة عموماً أو ما لا يكاد يتجاوز 100 صفحة إلا بقليل)... وهما عنصران يجعلان ما تسميه الأغلفة «رواية» شديد القرابة من «القصة»... وقد عبرت إحدى الروائيات الفرنسية عن هذه الفكرة مذكرة بكون القصة الطويلة شكلاً منفتحاً وحرا، يؤتى دون كثير من العقبات ولا الشروط الفنية الصارمة، وهي طريقة نسائية في النظر الى الاشياء... طريقة حسب الروائية وحس برونيل الذي ننقل عنه هذا النص - تعارض (وتقابل وتناقض) الطريقة الذكورية المرتبطة بسلسلة المقولات الذكورية المعبرة عن مختلف أشكال الهيمنة: المركزية اللغوية البناء الروائي... الخ.
وقال: «واذا كان هذا الأمر جانبيا فإن مقولة الحرية تسم الرواية النسائية من زاوية أخرى، هي الزاوية المركزية في التيمات التي تقاسم هموم المتن النسائي الجزائري... وربما العربي وليس بعيدا ان تكون هذه هي نفسها هموم المتن النسائي العالمي».
وأضاف: تلك طبعاً هي محاولة اثبات الذات، محاولة شق الطريق العسير للأنثى وسط العالم الذي يسيطر عليه الذكور... وهو الشيء الذي يعبر عنه خطاب الاهداء لدى جملة زنير التي تقول: «إلى المرأة الجزائرية».
وتحدث الباحث محمد العباس عن «القصة القصيرة النسائية في الكويت... نص العبور الى الذات» ليقول: «عند تؤمل ببيوغرافيا القصة القصيرة النسائية في هذا الوقت في الألفية الثالثة، يبدو هاجس اثبات الذات، وما يترتب عليه من استعلان الهوية الأنثوية وتوسيع حيز حراكها الحياتي والادبي على درجة من الوضوح، كما يتبين - مثلاً - من كثرة التصدي للسرد بضمير السارد العليم، كانتفاضة - واعية أو لا واعية - على حس التهميش والانتقاص، فبمجرد استخدام هذا الضمير الاستئثاري تستشعر القاصة طاقة أو لذة بمعنى أدق على تحطيم كل مظاهر التسلط، وفضح المتناقضات الاجتماعية، وتهديم كل مظاهر الهوية التابعة. تتعزز هذه القدرة برغبة الذات الأنثوية المتعاظمة للبروز كقوة فاعلة ومتحكمة في السرد، لإبدال موقعها من خانة المفعول به الى صدارة الفاعل، للبرهنة على وجود حياتي يوازي من حيث الرؤية والفعل ما يتنصص داخل القصص».
مشيراً الى حميميات النصوص وعتباتها، وهاجس الاشتراك في الظاهرة الأدبية وتفتيت وهم القوامة، ولقد اختار الباحث أعمالاً أدبية لروائيات وقاصات مثل: ليلى العثمان وفاطمة يوسف العلي وليلى محمد صالح وباسمة العنزي وفوزية السويلم واستبرق أحمد ومي الشراد وهبة بوخمسين وهيفاء السنعوسي ومنى الشافعي وميس العثمان وسارة العتيقي وغيرهن.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي