رغم حالة السخط والشعور المتزايد بالإحباط تجاه المخرجات الانتخابية المتتالية والأداء غير المرضي لمجالس الأمة المتعاقبة، إلا أن نتيجة العزوف النهائية في ما بعد هي ترك الساحة السياسية للمرشحين التأزيميين والقبليين والطائفيين والفئويين والحزبيين الذين منهجم التصادم وهدفهم تشويه الحياة الديموقراطية وعرقلة المسيرة البرلمانية أكثر فأكثر، وفي الوقت نفسه لا توجد إطلاقاً إيجابية تذكر من جراء العزوف عن المشاركة بالانتخابات ولم أستطع التوصل إلى فائدة واحدة.
من غير المنطق التذرع بعدم جدوى المشاركات السابقة، فإذا كانت تلك المشاركات لم تأتِ بالنتائج الطيبة فإنها بسبب عدم الاختيار السليم المبني على النظرة السطحية والمصالح الضيقة والقرارات العاطفية وإهمال معيار فرص النجاح الممكنة بين المرشحين المناسبين، الأمر الذي أفسح المجال لأصحاب الأجندات الخاصة والمؤزمين من استغلال وتحريك خيوط اللعبة الانتخابية لمصالحهم ونجاحهم، ومن ثم التحكم والسيطرة على الوضع المحلي.
ما يثير القلق أن حالة العزوف إذا تمت، فستكون من قبل الغالبية الصامتة من الكويتيين المستقلين، وهم الذين يمثلون الشريحة الأكبر من أصناف المجتمع الكويتي كافة ذات الهموم المشتركة.
إن العزوف لا يعني ولن يؤدي إلى الإصلاح وتحسين الأوضاع أبداً، ولكن الصحيح هو أن العزوف يعني السلبية واللامبالاة والهروب من تحمل المسؤولية وعدم معالجة الواقع المتخلف، وأيضاً تأكيداً لمقولة «قوم مكاري»، وترجمة للمثل المعروف «خل القرعة ترعى».
فإلى «الغالبية الصامتة» والسواد الأعظم من الكويتيين نقول: أخرجوا عن صمتكم، وقولوا كلمتكم، وأدلوا بأصواتكم، وكونوا إيجابيين حتى تصبحوا عنصراً فاعلاً في ديناميكية الحياة السياسية، ولا ترضوا بمسمى «الغالبية الصامتة» واعملوا على تغييره وامسحوه، وبرهنوا وأرسلوا رسالة قوية أنكم «غالبية فاعلة» حية مؤثرة ضد القبلية والطائفية والفئوية والحزبية والمناطقية، وأن من يوجهكم ويحرككم ويدفعكم هو عقلكم وضميركم وروحكم، وهمكم الأول والأخير الكويت وبس، فلبوا نداء صاحب السمو أمير البلاد (حفظه الله) بحسن الاختيار، فالوطن بانتظاركم يوم 16 مايو.
شاكر عبدالكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com