براون يرفض نقل الجنود من البصرة إلى أفغانستان
بريطانيا تحيي ذكرى جنودها القتلى في العراق وتعلن انتهاء عمليات قواتها القتالية

عسكري بريطاني ينفخ البوق أمام نصب تذكاري في البصرة امس (ا ف ب)


| لندن - من إلياس نصرالله |
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أنه اعتباراً من يوم أمس، توقفت قواتها في جنوب العراق، للمرة الاولى منذ ست سنوات، عن القيام بأي عمليات أو مهمات قتالية، وتم تسليم دفة القيادة العسكرية في المنطقة إلى القوات الأميركية التي ستتوقف هي الأخرى في يونيو المقبل عن القيام بمهمة حفظ الأمن والنظام في جنوب العراق، وتنقلها إلى القوات العراقية، وفقاً للاتفاق الموقع بين بغداد وواشنطن، حيث من المتوقع أن يكون البريطانيون أنهوا انسحابهم كلياً من العراق. فيما رفض رئيس الوزراء غوردون براون، الموافقة على نقل قوات من البصرة إلى اقليم هلمند في جنوب أفغانستان.
ووفقاً للمراقبين السياسيين، ليس من الصحيح أن الجنود البريطانيين يحزمون أمتعتهم استعداداً للعودة إلى الوطن في ظل استتباب الأمن والنظام في البصرة، إذ ترتفع درجة الغليان في جنوب العراق في شكل ملحوظ، حيث أرجعت صحيفة «التايمز» أمس، ذلك إلى «عدم خبرة قوات الشرطة العراقية الفاسدة على الغالب، التي دفعت الكثير من الناس هناك للاعتماد على العدالة العشائرية لتسوية نزاعاتهم». وتوقعت أنه في أعقاب السنوات الطويلة من سفك الدماء الذي شهدته الحرب الأهلية، ونظراً لبدء القوات الأميركية في إطلاق المعتقلين من مراكز الاعتقال الواقعة تحت سيطرتها، أن يشهد العراق بما في ذلك منطقة البصرة موجة جديدة من عمليات الثأر وأعمال العنف. ولإثبات صحة توقعاتها، أوردت «التايمز»، قصة نقلاً عن طالب جامعي يدعى حسين من البصرة، مفادها أن أحد أقاربه قتل على مدخل منزله بعد عودته من المسجد، ويُعتقد أن القاتل ينتمي الى احدى الميليشيات المسلحة في المدينة، إذ ان المغدور كان انتقد الميليشيا لاعتقاده أن رجالها اغتالوا والده الذي اعتبروه عميلاً للقوات البريطانية لأنه كان يعمل مترجماً لديها.
فبدلاً من أن تتدخل السلطات العراقية لحل المشكلة، استغلت عائلة المغدور نفوذها لدى وجهاء العشائر في المدينة الذين وافقوا على اصطحاب المتهم بعملية القتل إلى كربلاء ليقسم في مسجد الإمام العباس أنه لم يقتل المغدور. لأن المواطنين لا يثقون كثيراً بالشرطة. أما إذا تبين أن المتهم هو الذي نفذ عملية القتل، فسيحكم الوجهاء عليه بدفع الدية، وفقاً للتقاليد العشائرية العربية القديمة، التي ستحدد قيمتها في وقت لاحق وأن يبتعد عن البصرة وينتقل للعيش في مدينة أخرى.
ومع أن القوات البريطانية أصبحت شبه متفرغة اعتباراً من أمس، فمن غير المتوقع أن يتم نقل الجنود من البصرة إلى افغانستان، إذ ان رئيس الوزراء براون لم يُعط موافقته على زيادة حجم المشاركة العسكرية في افغانستان، ولم يستجب بعد لمطالب القيادة العسكرية البريطانية في أفغانستان التي تطالب بزيادة عدد الجنود في هلمند بنحو 2000 جندي إضافي ليصبح عددها 10 آلاف.
يشار إلى أنه بعدما اتخذ الرئيس باراك أوباما، قرارا بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان 21 الف جندي، يتوقع أن يتخذ براون قراراً شبيهاً، لتحفيز بقية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي على زيادة مشاركتها العسكرية في أفغانستان. غير أن المحللين السياسيين يعتقدون أن براون يرغب في تمييز نفسه عن سلفه رئيس الوزراء السابق توني بلير، بعدم الظهور بمظهر المنقاد لرغبات الإدارة الأميركية، وإزالة الصورة العالقة في الأذهان عن علاقة التبعية التي ترسخت نتيجة الطريقة التي تعامل بها بلير مع طلبات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. فيما ذكرت مصادر مقربة من براون أن السبب لامتناعه عن الاستجابة لطلب زيادة حجم القوات راجع لأسباب اقتصادية وبناء على توصية من وزارة المالية لديه وأخرى سياسية تتعلق بالاستعداد للحملة الانتخابية التي من المفروض أن تتم في موعد أقصاه مايو العام المقبل.
فبراون يرغب في قطف ثمار قراره بسحب القوات نهائياً من العراق، ويرى أن زيادة عدد القوات في أفغانستان سيسلب منه هذه الفرصة التي انتظرها بفارغ الصبر. إذ بالنسبة الى رجل الشارع لا فرق لديه إن كان الجنود البريطانيون يخدمون في العراق أو أفغانستان، فكلاهما سواء لديه والمهم أن يعود الجنود الشبان إلى أحضان عائلاتهم من الخارج. غير أنه من المعتقد أن براون سيوافق في النهاية على إرسال نحو 700 جندي إضافي إلى أفغانستان لفترة محددة فقط، للمساهمة في الحفاظ على الأمن والنظام هناك، ريثما تنتهي عملية الانتخابات الرئاسية في أفغانستان المقررة في أغسطس المقبل.
الى ذلك (ا ف ب)، احيا الجيش البريطاني في البصرة، امس، ذكرى 179 جنديا قضوا في العراق منذ اجتياحه العام 2003.
وبدأت مراسم احياء الذكرى الساعة 10.30 صباحا (07.30 تغ) بحضور وزير الدفاع البريطاني جون هاتن. وتخللها قداس على ارواح الجنود حلقت خلاله طائرة فوق الحاضرين تحية لذكراهم.
وذكرت خلال القداس الذي استغرق اقل قليلا من ساعة، اسماء افراد القوات متعددة الجنسية الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية بقيادة بريطانية في منطقة البصرة. وقال رجل الدين العسكري الذي رعى الاحتفال «إن مجرد ذكر الاسم امر مهم». واضاف: «كل اسم يشكل استثناء ولكل اسم قصة عن ابن او ابنة او زوج او زوجة او اب أو ام كل اسم يثير ذكريات قوية، خصوصا بالنسبة لعائلاتهم واحبائهم في الوطن».
وانزلت امس، الرايات الخاصة بالقوات متعددة الجنسية، خصوصا راية مشاة البحرية الملكية، واستبدلت براية الفرقة الجبلية العاشرة للجيش الاميركي.
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أنه اعتباراً من يوم أمس، توقفت قواتها في جنوب العراق، للمرة الاولى منذ ست سنوات، عن القيام بأي عمليات أو مهمات قتالية، وتم تسليم دفة القيادة العسكرية في المنطقة إلى القوات الأميركية التي ستتوقف هي الأخرى في يونيو المقبل عن القيام بمهمة حفظ الأمن والنظام في جنوب العراق، وتنقلها إلى القوات العراقية، وفقاً للاتفاق الموقع بين بغداد وواشنطن، حيث من المتوقع أن يكون البريطانيون أنهوا انسحابهم كلياً من العراق. فيما رفض رئيس الوزراء غوردون براون، الموافقة على نقل قوات من البصرة إلى اقليم هلمند في جنوب أفغانستان.
ووفقاً للمراقبين السياسيين، ليس من الصحيح أن الجنود البريطانيين يحزمون أمتعتهم استعداداً للعودة إلى الوطن في ظل استتباب الأمن والنظام في البصرة، إذ ترتفع درجة الغليان في جنوب العراق في شكل ملحوظ، حيث أرجعت صحيفة «التايمز» أمس، ذلك إلى «عدم خبرة قوات الشرطة العراقية الفاسدة على الغالب، التي دفعت الكثير من الناس هناك للاعتماد على العدالة العشائرية لتسوية نزاعاتهم». وتوقعت أنه في أعقاب السنوات الطويلة من سفك الدماء الذي شهدته الحرب الأهلية، ونظراً لبدء القوات الأميركية في إطلاق المعتقلين من مراكز الاعتقال الواقعة تحت سيطرتها، أن يشهد العراق بما في ذلك منطقة البصرة موجة جديدة من عمليات الثأر وأعمال العنف. ولإثبات صحة توقعاتها، أوردت «التايمز»، قصة نقلاً عن طالب جامعي يدعى حسين من البصرة، مفادها أن أحد أقاربه قتل على مدخل منزله بعد عودته من المسجد، ويُعتقد أن القاتل ينتمي الى احدى الميليشيات المسلحة في المدينة، إذ ان المغدور كان انتقد الميليشيا لاعتقاده أن رجالها اغتالوا والده الذي اعتبروه عميلاً للقوات البريطانية لأنه كان يعمل مترجماً لديها.
فبدلاً من أن تتدخل السلطات العراقية لحل المشكلة، استغلت عائلة المغدور نفوذها لدى وجهاء العشائر في المدينة الذين وافقوا على اصطحاب المتهم بعملية القتل إلى كربلاء ليقسم في مسجد الإمام العباس أنه لم يقتل المغدور. لأن المواطنين لا يثقون كثيراً بالشرطة. أما إذا تبين أن المتهم هو الذي نفذ عملية القتل، فسيحكم الوجهاء عليه بدفع الدية، وفقاً للتقاليد العشائرية العربية القديمة، التي ستحدد قيمتها في وقت لاحق وأن يبتعد عن البصرة وينتقل للعيش في مدينة أخرى.
ومع أن القوات البريطانية أصبحت شبه متفرغة اعتباراً من أمس، فمن غير المتوقع أن يتم نقل الجنود من البصرة إلى افغانستان، إذ ان رئيس الوزراء براون لم يُعط موافقته على زيادة حجم المشاركة العسكرية في افغانستان، ولم يستجب بعد لمطالب القيادة العسكرية البريطانية في أفغانستان التي تطالب بزيادة عدد الجنود في هلمند بنحو 2000 جندي إضافي ليصبح عددها 10 آلاف.
يشار إلى أنه بعدما اتخذ الرئيس باراك أوباما، قرارا بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان 21 الف جندي، يتوقع أن يتخذ براون قراراً شبيهاً، لتحفيز بقية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي على زيادة مشاركتها العسكرية في أفغانستان. غير أن المحللين السياسيين يعتقدون أن براون يرغب في تمييز نفسه عن سلفه رئيس الوزراء السابق توني بلير، بعدم الظهور بمظهر المنقاد لرغبات الإدارة الأميركية، وإزالة الصورة العالقة في الأذهان عن علاقة التبعية التي ترسخت نتيجة الطريقة التي تعامل بها بلير مع طلبات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. فيما ذكرت مصادر مقربة من براون أن السبب لامتناعه عن الاستجابة لطلب زيادة حجم القوات راجع لأسباب اقتصادية وبناء على توصية من وزارة المالية لديه وأخرى سياسية تتعلق بالاستعداد للحملة الانتخابية التي من المفروض أن تتم في موعد أقصاه مايو العام المقبل.
فبراون يرغب في قطف ثمار قراره بسحب القوات نهائياً من العراق، ويرى أن زيادة عدد القوات في أفغانستان سيسلب منه هذه الفرصة التي انتظرها بفارغ الصبر. إذ بالنسبة الى رجل الشارع لا فرق لديه إن كان الجنود البريطانيون يخدمون في العراق أو أفغانستان، فكلاهما سواء لديه والمهم أن يعود الجنود الشبان إلى أحضان عائلاتهم من الخارج. غير أنه من المعتقد أن براون سيوافق في النهاية على إرسال نحو 700 جندي إضافي إلى أفغانستان لفترة محددة فقط، للمساهمة في الحفاظ على الأمن والنظام هناك، ريثما تنتهي عملية الانتخابات الرئاسية في أفغانستان المقررة في أغسطس المقبل.
الى ذلك (ا ف ب)، احيا الجيش البريطاني في البصرة، امس، ذكرى 179 جنديا قضوا في العراق منذ اجتياحه العام 2003.
وبدأت مراسم احياء الذكرى الساعة 10.30 صباحا (07.30 تغ) بحضور وزير الدفاع البريطاني جون هاتن. وتخللها قداس على ارواح الجنود حلقت خلاله طائرة فوق الحاضرين تحية لذكراهم.
وذكرت خلال القداس الذي استغرق اقل قليلا من ساعة، اسماء افراد القوات متعددة الجنسية الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية بقيادة بريطانية في منطقة البصرة. وقال رجل الدين العسكري الذي رعى الاحتفال «إن مجرد ذكر الاسم امر مهم». واضاف: «كل اسم يشكل استثناء ولكل اسم قصة عن ابن او ابنة او زوج او زوجة او اب أو ام كل اسم يثير ذكريات قوية، خصوصا بالنسبة لعائلاتهم واحبائهم في الوطن».
وانزلت امس، الرايات الخاصة بالقوات متعددة الجنسية، خصوصا راية مشاة البحرية الملكية، واستبدلت براية الفرقة الجبلية العاشرة للجيش الاميركي.