في أمسية السفارة السورية
ضوء / قصص تنبض الحياة بين خواتمي وعبارة

خواتمي وعبارة وقدور في الأمسية


| حنان عبد القادر |
برعاية سعادة سفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم، وبحضور سفيري تونس والمغرب، أقامت السفارة السورية أمسيتها السردية التي شاركت فيها الزميلة القاصة سوزان خواتمي محررة الصفحة الثقافية في جريدة «النهار»، والقاصة مايا عبارة، وذلك ضمن النشاط الثقافي للجالية السورية في دولة الكويت.
وقدمت للأمسية الكاتبة والإعلامية ورئيسة لجنة المرأة في السفارة ابتهال قدور التي تميزت بحضورها اللافت، ولغتها الأنيقة.
وبدأت الأمسية بالقاصة سوزان خواتمي كي تقرأ نصين جاءا نابضين بالحياة، ولم يخلوا من وخزات اجتماعية، وإسقاطات سياسية لا تخفى على المتلقي، الأول بعنوان «عاشت الأسامي»، كان للأسماء فيه مدلولاتها وعلاقاتها بشخصيات القصة ونمط تفكيرها، والثاني «الحب أو لا شيء عنه»... نص حفل بالوجع الإنساني، والمعاناة الاجتماعية للطبقات المطحونة بظروفها الصعبة واضطرارها للتنازل عن أعز ماتملك... كرامتها... من أجل لقمة عيش، جاء في هذا النص: «الرائحة المنبعثة لا تشبه تلك التي تتصاعد من سجائر أبي، سعلتْ أختي، كانت هي الأخرى تنقل نظرها ما بين الدخان الكثيف المتصاعد والصحن المدهش... وكنت، من شق الباب، أراقبهما معًا، أختي والقطع الملونة. طلب الضيف فنجان قهوة، واشترط أن تصنعه الصبية الصغيرة التي لا يعرف أن اسمها خنساء. لم أعد أذكر ملامحَ وجه الضيف، ولكني لم أنس قط رائحَة تبغ سيجاره، ولا نعل حذائه النظيف، ولا بكاءَ أمي طول الليل، لأن ذلك الضيف اختار أختي لا أمي كي تعمل خادمة في بيته».
وأضافت: «أعرف أن السماءَ بعيدة، وأن أحدًا لا يعرف لماذا هي بعيدة إلى هذه الدرجة؟ حتى حين أكتب قصصا مترفة عن الحب، أو لا شيء عنه، وأتجاهل قصة طفل، ما إن كبر قليلا حتى أدار ظهره، تاركاً خلفه أخته وأمه وقبر أبيه، الطفل الذي بصق فوق قطع الحلوى العجيبة من غير أن يتذوق طعمها.. وصار يبكي». بهذه النهاية الموجعة ختمت خواتمي قراءتها ، تاركة حشرجة دمعة تسبح في الروح.
تلتها القاصة مايا عبارة في بداية شدت الحضور حيث قرأت واحدة من أعمالها المميزة في القصة القصيرة جدا بعنوان «نكران»... تقول فيها: «نظرتْ إلى التمثال طويلا بعينين تسكبان الحب والعطف والحنان... احتضنته بذراعيها الدافئين. قبّلته، لكنه لم يحرك ساكنا، ظلت تطوقه وقتا طويلا؛ حتى فقدت حرارتها، وتجمدت دماؤها، وصارت قطعة من المرمر البارد. تحول التمثال بعدها إلى جسد دافئ ينبض بالحياة، خلص نفسه من ذراعيها ، وغادر ليبحث عن امرأة من لحم ودم».
أتبعت ذلك بقراءة لقصتين قصيرتين هما: «الأبيض الفارغ» و«الأصفر»... موظفة فيهما الألوان بشكل لا يخلو من براعة، إلا أن مستوى القصة القصيرة جدا عندها يعد متميزا على ما سواه... مما يؤكد حساسيتها الشعرية.
ثم فتح الباب للحضور بالتعليق والتعقيب، فبدأته الروائية الكويتية ليلى العثمان محيية القاصتين، وأهل سورية جميعا لحفاظهم على اللغة العربية، مؤكدة أن في قصص سوزان خواتمي تفاصيل صغيرة قد تمر على السامع؛ لذا، تحتاج إلى قراءتها مرات أخرى للوقوف على تلك التفاصيل، كما عبرت عن إعجابها بمايا عبارة، وهي المرة الأولى التي تسمع لها فيها.
وقال الكاتب والناقد فهد الهندال: «اللغة عند سوزان أنسجم معها كثيرا بالقراءة أكثر من السماع، فقد قرأت مجموعاتها، وسعيد بسماعي الأول لمايا، وبما قدمته ، لكن لي سؤال لسوزان: خرائط الغياب مبعثرة في قصصك... غياب الأب، الأم، الأبناء، الأمل، فلماذا؟».
وأجابت سوزان: «من الصعب جدا قراءة القصة ، فهي عملية متعبة للغاية، وربما تفقدها شيئا من ألق، أما عن اغترابي فإنه الحقيقة الملموسة في حياتي، وأوله وجودي هنا بعيدا عن كل ما أنتمي إليه، لذا فمن العدل أن يخرج ذلك في أعمالي لأن هذا هو الواقع الذي نعيشه».
ثم حيا السفير التونسي الحضور، شاكرا جهود السفير السوري السيد علي عبد الكريم لاحتضانه المواهب، والتواصل مع أبناء الجالية.
وشكر سعادة سفير سورية السيد علي عبد الكريم الكاتبتين، ومقدمة الأمسية، والحضور، وأثنى على اللغة التي استخدمتها مايا مازجة بين الشعر والقص، كما أعرب عن استمتاعه بقدرة سوزان على التعبير الذي ينم عن وجود روائية مبدعة يتمنى أن يقرأ لها في المستقبل، ثم قدم الشكر والثناء لدولة الكويت التي وصفها بأنها بيئة حاضنة ومشجعة لكل من يقطن أرضها.
واختتمت ابتهال قدور الأمسية بشكر سعادة السفير علي عبد الكريم، لما قدمه من أعمال خلال خمس سنوات لأبناء الجالية، متمنية للجميع أمسية ممتعة.
برعاية سعادة سفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم، وبحضور سفيري تونس والمغرب، أقامت السفارة السورية أمسيتها السردية التي شاركت فيها الزميلة القاصة سوزان خواتمي محررة الصفحة الثقافية في جريدة «النهار»، والقاصة مايا عبارة، وذلك ضمن النشاط الثقافي للجالية السورية في دولة الكويت.
وقدمت للأمسية الكاتبة والإعلامية ورئيسة لجنة المرأة في السفارة ابتهال قدور التي تميزت بحضورها اللافت، ولغتها الأنيقة.
وبدأت الأمسية بالقاصة سوزان خواتمي كي تقرأ نصين جاءا نابضين بالحياة، ولم يخلوا من وخزات اجتماعية، وإسقاطات سياسية لا تخفى على المتلقي، الأول بعنوان «عاشت الأسامي»، كان للأسماء فيه مدلولاتها وعلاقاتها بشخصيات القصة ونمط تفكيرها، والثاني «الحب أو لا شيء عنه»... نص حفل بالوجع الإنساني، والمعاناة الاجتماعية للطبقات المطحونة بظروفها الصعبة واضطرارها للتنازل عن أعز ماتملك... كرامتها... من أجل لقمة عيش، جاء في هذا النص: «الرائحة المنبعثة لا تشبه تلك التي تتصاعد من سجائر أبي، سعلتْ أختي، كانت هي الأخرى تنقل نظرها ما بين الدخان الكثيف المتصاعد والصحن المدهش... وكنت، من شق الباب، أراقبهما معًا، أختي والقطع الملونة. طلب الضيف فنجان قهوة، واشترط أن تصنعه الصبية الصغيرة التي لا يعرف أن اسمها خنساء. لم أعد أذكر ملامحَ وجه الضيف، ولكني لم أنس قط رائحَة تبغ سيجاره، ولا نعل حذائه النظيف، ولا بكاءَ أمي طول الليل، لأن ذلك الضيف اختار أختي لا أمي كي تعمل خادمة في بيته».
وأضافت: «أعرف أن السماءَ بعيدة، وأن أحدًا لا يعرف لماذا هي بعيدة إلى هذه الدرجة؟ حتى حين أكتب قصصا مترفة عن الحب، أو لا شيء عنه، وأتجاهل قصة طفل، ما إن كبر قليلا حتى أدار ظهره، تاركاً خلفه أخته وأمه وقبر أبيه، الطفل الذي بصق فوق قطع الحلوى العجيبة من غير أن يتذوق طعمها.. وصار يبكي». بهذه النهاية الموجعة ختمت خواتمي قراءتها ، تاركة حشرجة دمعة تسبح في الروح.
تلتها القاصة مايا عبارة في بداية شدت الحضور حيث قرأت واحدة من أعمالها المميزة في القصة القصيرة جدا بعنوان «نكران»... تقول فيها: «نظرتْ إلى التمثال طويلا بعينين تسكبان الحب والعطف والحنان... احتضنته بذراعيها الدافئين. قبّلته، لكنه لم يحرك ساكنا، ظلت تطوقه وقتا طويلا؛ حتى فقدت حرارتها، وتجمدت دماؤها، وصارت قطعة من المرمر البارد. تحول التمثال بعدها إلى جسد دافئ ينبض بالحياة، خلص نفسه من ذراعيها ، وغادر ليبحث عن امرأة من لحم ودم».
أتبعت ذلك بقراءة لقصتين قصيرتين هما: «الأبيض الفارغ» و«الأصفر»... موظفة فيهما الألوان بشكل لا يخلو من براعة، إلا أن مستوى القصة القصيرة جدا عندها يعد متميزا على ما سواه... مما يؤكد حساسيتها الشعرية.
ثم فتح الباب للحضور بالتعليق والتعقيب، فبدأته الروائية الكويتية ليلى العثمان محيية القاصتين، وأهل سورية جميعا لحفاظهم على اللغة العربية، مؤكدة أن في قصص سوزان خواتمي تفاصيل صغيرة قد تمر على السامع؛ لذا، تحتاج إلى قراءتها مرات أخرى للوقوف على تلك التفاصيل، كما عبرت عن إعجابها بمايا عبارة، وهي المرة الأولى التي تسمع لها فيها.
وقال الكاتب والناقد فهد الهندال: «اللغة عند سوزان أنسجم معها كثيرا بالقراءة أكثر من السماع، فقد قرأت مجموعاتها، وسعيد بسماعي الأول لمايا، وبما قدمته ، لكن لي سؤال لسوزان: خرائط الغياب مبعثرة في قصصك... غياب الأب، الأم، الأبناء، الأمل، فلماذا؟».
وأجابت سوزان: «من الصعب جدا قراءة القصة ، فهي عملية متعبة للغاية، وربما تفقدها شيئا من ألق، أما عن اغترابي فإنه الحقيقة الملموسة في حياتي، وأوله وجودي هنا بعيدا عن كل ما أنتمي إليه، لذا فمن العدل أن يخرج ذلك في أعمالي لأن هذا هو الواقع الذي نعيشه».
ثم حيا السفير التونسي الحضور، شاكرا جهود السفير السوري السيد علي عبد الكريم لاحتضانه المواهب، والتواصل مع أبناء الجالية.
وشكر سعادة سفير سورية السيد علي عبد الكريم الكاتبتين، ومقدمة الأمسية، والحضور، وأثنى على اللغة التي استخدمتها مايا مازجة بين الشعر والقص، كما أعرب عن استمتاعه بقدرة سوزان على التعبير الذي ينم عن وجود روائية مبدعة يتمنى أن يقرأ لها في المستقبل، ثم قدم الشكر والثناء لدولة الكويت التي وصفها بأنها بيئة حاضنة ومشجعة لكل من يقطن أرضها.
واختتمت ابتهال قدور الأمسية بشكر سعادة السفير علي عبد الكريم، لما قدمه من أعمال خلال خمس سنوات لأبناء الجالية، متمنية للجميع أمسية ممتعة.