مسفر النعيس / صوت القلم / لماذا يصمت المدافعون عن الحرية؟

تصغير
تكبير
نعرف جيداً بأننا، وبفضل الله وحمده، نعيش في دولة مؤسسات وليست دولة معتقلات. لذا نحن مرتاحون من سير الإجراءات القانونية والتعامل الراقي مع المحتجزين، فرغم اختلافنا مع توجهاتهم وطريقة استخدامهم للحرية إلا أننا لابد أن نقف بجانبهم ونساندهم في محنتهم، لأننا بذلك نؤكد على استخدام حق التعبير ولكن بمسؤولية، ونعرف جيداً أن هذه الأيام لابد أن يرتفع بها الصوت والتنديد بالحكومة والوعيد، رغم أنها لم تفعل شيئاً سوى أنها طبقت القانون ولا شيء غيره.
المرشح الطاحوس كانت كلماته قوية، وقد تفهم بشكل آخر، فرغم حرصه على القانون وتطبيقه إلا أن التعبير قد يكون خانه وجعله يقول كلاماً فسره البعض، ومنهم الحكومة، بطريقتهم وأصبح يشكل خطراً حقيقياً، وبموجبه تم استدعاؤه لأمن الدولة وجاء التحقيق معه بكل سلاسة، حتى انتهى إلى خروجه بكفالة، وربما يكون أحد نواب الدائرة الخامسة. كذلك كان النائب السابق ضيف الله بو رمية، والذي جاءت كلماته مؤثرة وسطر أروع الأمثال في تطبيق القانون، عندما سلم نفسه طواعية لأمن الدولة، وجاءت قبيلته وأبناؤها باعتصامات سلمية لتؤكد أنها تحترم القانون وتطبقة. ومن بعد جاء دور المرشح خليفة الخرافي الذي نعتقد أن استدعاءه جاء بعد مسلسل عجيب، ساحباً معه مذيع قناة «سكوب» بداح الهاجري الذي لم يكن له أي ذنب يُذكر، ونعتقد بأن مسألة استدعائه لأمن الدولة ما كانت إلا لمجرد استفسارات لا أكثر ولا أقل، ونتمنى له أن يبقى كما كان متألقاً، ليؤدي رسالته الكبيرة في الإعلام الكويتي.
ما يهمنا في هذه الاعتقالات كلها، وما نريد أن نصل إليه أن هناك صمتاً عجيباً وغريباً، وقد يكون متعمداً من مؤسسات المجتمع المدني، فلا جمعية حقوق الإنسان تكلمت، ولا تنمية الديموقراطية صرحت، ولا اتحادات العمال ولا جمعيات النفع العام، ولا «التحالف الوطني»، ولا «الحركة الدستورية»، ولا «المنبر الديموقراطي»، فكلهم آثروا الصمت لأن من اعتقل لا يمثل توجهاتهم.

على سبيل المثال لو تطرقنا إلى جمعية حقوق الإنسان فإن أعضاءها فرحوا باعتقال ضيف الله بو رمية، لأنه متدين وهم لا يطيقون المتدينين، ولو تطرقنا إلى اتحاد العام لعمال الكويت فإن خالد الطاحوس يمثل لهم نداً كبيراً، لأنه كان في الأعوام القليلة الماضية أحد الذين سحبوا البساط منهم وسحب الكثير من النقابات تحت لواء اتحاده، فهم يتمنون لو أنه مازال معتقلاً، كما أن هناك الكثير لم يهتموا بمصير بداح الهاجري. هذه مصيبتنا في الكويت جمعيات النفع العام لدينا مسيطرة عليها التيارات والأحزاب، وكأننا نعيش في دول عدة وليس دولة واحدة، فلابد أن نكون يداً واحدة ونتكاتف وندافع عن الحرية، والتي تكون بمسؤولية وحرص على مصلحة الوطن.
نحن نعتقد بأن الجميع حريص على المصلحة العامة، ولكن قد يكون خانه التعبير، وأملنا كبير بمؤسساتنا وعلى رأسها وزارة الداخلية ووزيرها النشط أن تتجاوز عن بعض الأخطاء وزلة اللسان، والله من وراء القصد.
مسفر النعيس
كاتب كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي