بدأت وعمرها 10 سنوات وتصلح أعطال سيارتها

حنان أول فتاة صعيدية تمتلك رخصة قيادة على حافلة ركاب

تصغير
تكبير
 |القاهرة - من أغاريد مصطفى|
فتاة صعيدية إذا رأيتها تعرفها أنها بنت مصرية جدعة اعتمدت على نفسها، وتحدت ظروفها، وعملت بمهنة يعتبرها الكثيرون مهنة رجالي، ويُستغرب أن تقوم بها فتاة.
حنان ماهر محمد محمود، والشهيرة بحنان الفولي (21 عاما)، تعمل سائقة حافلة ركاب أجرة 7 راكب بنجع حمادي، مركز أبوتشت في محافظة قنا (جنوب صعيد مصر) متحدية أي عقبات أو ظروف صعبة تقف أمامها.

«الراي» هاتفت الفتاة الصعيدية والتي تمثل شيئا قد يراه البعض غريبا، ولكن الصحيح هو أنها بنت جدعة، استطاعت أن تعمل وتكد وتوفر مصاريف يومها مع استكمال دراستها بمعرفة تفاصيل هذه المهنة، وكيف تعمل بها، وطقوسها اليومية بهذا العمل. حنان قالت «كان والدي لديه قطعة أرض زراعية باعها، وقرر شراء سيارة أجرة، وبدأ عدد من السائقين العمل عليها، إلا أنهم كانوا لا يحققون مكاسب مادية تذكر، وكان وقتها عمري 10 سنوات، فقررت أن أغني والدي عن هؤلاء السائقين للحصول على الايراد الحقيقي للسيارة، وبالفعل نزلت العمل على هذه السيارة البيجو الاستيشن 7 راكب، وكان خط سيري في البداية بين قرى المحافظة، لأنه لم تكن لديَّ رخصة قيادة»، مؤكدة «ان ظروفها الأسرية هي التي وقعتها بهذا العمل، خاصة بعد وفاة والدتها، واعتماد والدها عليها لتربية بقية الأخوة (3 ذكور وبنتان)، وأنا أكبرهم سنا، ولذلك نزلت للعمل عن طيب خاطر، وأنا سعيدة، ولا أستحي منه».
ولفتت إلى أن «الناس في البداية تعجبوا لهذا العمل، إلا أنه تعجب غير هدام - على حد قولها - بل كان تعجبا من شيء جديد، ومن تقوم به سنها صغيرة»، مؤكدة «أنها لم تتعرض لمضايقات قط، خاصة أن القرى في قنا كل من بها أخوة، وكلنا نساعد بعضنا البعض».
وقالت «بعد أن كبرت سني قررت أن أوسع دائرة عملي فقررت العمل على خط سير محدد كل يوم، وبدأت بالفعل بعد أن استخرجت رخصة قيادة مهنية نجع حمادي إلى مركز أبوتشت، الذي أُتبع له، وتعد هذه المسافة نحو (18 كيلو تقريبا)، ودوران العمل حسب الظروف اليومية، والمتوسط أقوم بعمل 5 دورات على الأقل، ويبدأ يومي من الساعة الثامنة صباحا، حتى التاسعة مساءً».
وحول دراستها، قالت «تركت المدرسة لمدة 5 سنوات بسبب وفاة والدتي، وظروف الحياة الصعبة، التي مررنا بها أنا وأسرتي، وأنا الآن بالصف الثالث الإعدادي، وأستطيع تنظيم وقتي بشكل جيد ما بين العمل والمذاكرة، كما أنني أعشق القراءة، وكتابة المذكرات اليومية لأستفيد منها في المستقبل».
وأكدت حنان «أنه لا توجد مهنة صعبة، ومهنة سهلة، ومن يقل ان هناك مهنا صعبة على السيدات أو الفتيات فهم غير ممارسين لها، ومن ينزل إلى أرض الواقع يتأكد أن الأمر بسيط، ولا يختلف الرجل عن المرأة في أي عمل يقومان به، كما أن هذا العمل لم يغير صفاتي كأنثى، وكل بنت تعمل في أي عمل يقال عنه إنه خاص بالرجال عليها أن تحتفظ بصفاتها لأن أي عمل محترم لا يعيب الفتاة، ولا يجعلها تتشبه بأحد فهي تذهب للعمل، وهي بنت وتعود وهي بنت، ولا تتأثر بمن حولها من الرجال في تعاملها مع الآخر، أو طريقة كلامها، أو أي شيء».
وقالت «في النهاية أنا أعمل فقط، وأعرف من حولي من السائقين، ولكن ليس هناك علاقات قوية بيننا فأنا في حالي أشتغل وبس».
وحول أمنياتها للمستقبل، قالت حنان «كل ما أتمناه أن يكون لدي ميكروباص على الزيرو حافلة ركاب أكبر، لأنه أفضل من السيارة البيجو في عدد الركاب، وكذلك الإيراد اليومي»، مشيرة إلى «أنها هي التي تقوم بإصلاح السيارة البيجو عندما تتعطل».
وأضافت «تعلمت من الميكانيكي عندما كنت أذهب إليه لإصلاح السيارة فبدأت أفهم الأعطال الشائعة، والمتكررة بالسيارة، وأتعامل معها بنفسي».
وفي النهاية أكدت حنان أنها «عندما تتزوج سوف تترك هذه المهنة، لأن توجهاتها سوف تتغير - على حد قولها - فسوف تقوم بالاهتمام بزوجها، وأبنائها، وأسرتها، ويستطيع وقتها أن يتولى أحد من أخوتها هذا العمل بعدها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي