مقال / الطيران منخفض التكاليف: قيمة... مقابل أموال أقل

تصغير
تكبير
| بقلم اندرو كويين * |
لا يمكن لوم الناس لاعتقادهم أن الأزمة المالية تعني كارثة عالمية خطيرة، حيث ان اقتصادات العالم تتقلّص، والسيولة تنضب، ونسبة البطالة ترتفع. ان هذه المشاكل تنعكس مباشرةً على قطاع الأعمال من شركات وأفراد ما دفعهم الى تقليص الانفاق وخفض نفقات سفرهم والميزانيات.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، لا تزال هناك قطاعات تتمتّع بالنمو حيث ان الأفراد والشركات يستمرّون في الانفاق على السلع والخدمات، ولكنهم يبحثون عن الفائدة والقيمة المضافة في المقابل.

فقد ارتفع الانفاق على قطاع الترفيه بنسبة 5 في المئة هذا العام، ومن المتوقّع أن يزداد الانفاق في قطار الترفيه بنسبة 5 في المئة سنوياً على مدى العامين المقبلين في أوروبا والشرق الأوسط، وافريقيا. وكذلك حركة الملاحة الجوية في الشرق الأوسط التي ارتفعت بنسبة 7 في المئة في العام 2008، مع ارتفاع في نسبة المسافرين على الخطوط الجوية المنخفضة التكاليف.
ويمثّل ذلك ارتفاعاً في أرباح شركة طيران الجزيرة بنسبة 95 في المئة عن العام الماضي، وعدد ركابٍ تجاوز الـمليون ونصف المليون في 2008، مقارنةً مع 1.2 مليون عام 2007. وقد وصل عدد الركاب منذ اطلاق الشركة عام 2005 الى 3.7 مليون مسافر.
وتقدّم شركات الطيران منخفضة التكاليف والتي تعمل في المنطقة، قيمةً فعلية مقابل المبالغ المُنفَقة، وخدمات متنوّعة مقارنةً مع الشركات الأخرى ولكن بأسعار مدروسة. ان هذا التحوّل في السوق وفي عادات الانفاق كان لمصلحة الشركات منخفضة التكاليف ويحتّم على هذه الشركات الاهتمام بنوعية خدماتها المقدّمة والعمل على توفير قيمة أكثر للمسافرين ليس فقط خلال أيّام الأزمة المالية.
وفي الحقيقة أن الأفراد والشركات بحاجة الى السفر، وحتى الان لا تتوافر لهم بدائل أقلّ تكلفة لقطع المسافات البعيدة مثل القطار أو الحافلة. لذلك فعندما يواجهون تقلّصا في ميزانيات السفر عليهم الاختيار بين شركات الطيران منخفضة التكاليف والشركات الأخرى.
وعندما يشتري المستهلكون بضائع من السوبر ماركت، أو عند قيام الشركات بالاستثمار في تكنولوجيا جديدة، فهم لا يختارون الأكثر ثمناً فحسب، بل هم يتسوقون بعناية فائقة عبر المقارنة بين الأسعار والقيمة الموجودة في البضائع أو الاستثمار، وقد يختارون شيئاً أقل تكلفة.
ويجب أن ينطبق هذا عند اختيار شركات الطيران، فالانفاق يجب ان يكون متوازياً مع الخدمات المقدمة. واذا كانت شركات الطيران تقوم برحلاتها بأسعار تقل عن اسعار الشركات الأخرى بنسبةٍ تتراوح بين 30 - 50 في المئة وتصل أحياناً الى 75 في المئة، للوجهات عينها، مع الأخذ بعين الاعتيار جميع أنظمة السلامة والأمن، وتقديم أفضل الخدمات التي يتوقعها رجال الأعمال في بعض الحالات، فهل الخيار الأغلى يمثّل اي قيمة اضافية؟
وهل يمكن تبرير الخيار الأغلى اذا كانت الشركات لا تقوم الا بحجز مقاعدها على الدرجة السياحية من دون أي فرصة لتغيير أو تعديل الحجوزات، وعندما تسمح شركات الطيران منخفضة التكاليف كشركة طيران الجزيرة بتغيير الحجوزات من دون أي تكاليف اضافية عبر درجة «فريدوم» المَرِنة؟
وبغضّ النظر عن سبب استخدامها، تبقى الميزة الدائمة للشركات الطيران المنخفضة التكاليف في المنطقة هي تطبيق نموذج الأسعار المنخفضة طوال ايّام السنة. وتقدّم الشركات الأخرى بعض العروض على رحلاتها بين الحين والاخر، ولكن لا توازي هذه العروض الأسعار المنخفضة التي تقدمها شركات الطيران المنخفضة التكاليف.
ويمكن أن تمثل هذه الفترة من الأزمة المالية فرصةً مهمة للشركات والأفراد لاختيار القيمة بالاضافة الى السعر المناسب للسفر. يجب عليهم النظر في ما يشترونه والخدمات والقيمة التي يتلقونها وأن يسألوا: هل هناك بديل عن هذه قيمة ؟
ان البحث عن القيمة لا يجب أن يكون حصرياً في وقت الأزمات بل يجب أن يستمر في الأيام العادية.
ان الحصول على أفضل قيمة مقابل المال الان، سواء في السفر أو في قطاع الترفيه، يمكّن جميع أصحاب المصالح من التمتّع بقدر أكبر من المدخرات والفوائد خلال هذه الأزمة وبعدها.
* الرئيس التنفيذي لـ «طيران الجزيرة»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي