ميتشل يرفض الشروط الإسرائيلية المسبقة ... ويلتقي خادم الحرمين

نتنياهو سيفاوض الفلسطينيين من دون أن يعترفوا بإسرائيل «دولة يهودية»

تصغير
تكبير
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة - القاهرة - «الراي» |
افاد مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن الأخير سيجري مفاوضات مع الفلسطينيين من دون أن يعترفوا بأن إسرائيل هي «دولة الشعب اليهودي»، لكنه يعتبر أن اعترافا كهذا هو مطلب أساسي في الحل الدائم.
ونقلت إذاعة الجيش عن المسؤولين في مكتب نتنياهو، إن «رئيس الحكومة مستعد لإجراء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين حتى من دون اعترافهم بإسرائيل كدولة يهودية». وأضافوا: «لن نضع شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية»، لكن نتنياهو شدّد على أن «اعترافا فلسطينيا بإسرائيل على أنها دولة يهودية سيدفع المحادثات بصورة ملموسة، وهذا الاعتراف سيكون مطلبا أساسيا في إطار الحل الدائم».

وكانت صحيفة «هآرتس»، ذكرت في وقت سابق، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أوضح أن بلاده ترفض شروطا مسبقة وضعتها تل أبيب لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بينها اعتراف الأخيرة بإسرائيل على أنها «دولة الشعب اليهودي».
واوضحت (ا ف ب، رويترز، د ب ا، يو بي اي، كونا) أن «ميتشل عبر عن رفض الإدارة الأميركية للشروط الإسرائيلية المسبقة خلال لقاءات عقدها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله والقيادة المصرية في القاهرة في نهاية الأسبوع الماضي». ولفتت إلى أنه «رغم أن الولايات المتحدة تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة يهودية، إلا أنها لا تطالب الفلسطينيين بالاعتراف رسميا بأنها دولة الشعب اليهودي».
وأضافت أنه «تبين في أعقاب المحادثات التي أجراها ميتشل في إسرائيل أن «الولايات المتحدة لا توافق موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإرجاء استئناف المفاوضات حتى يتم إحباط التهديد الإيراني من خلال وقف البرنامج النووي الإيراني».
يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية شددت في بيان رسمي أصدرته في ختام زيارة ميتشل للشرق الأوسط على أن «الولايات المتحدة ستواصل العمل لتحقيق حل الدولتين للشعبين من دون شروط مسبقة».
وأشارت إلى أنه «يتضح من مداولات مغلقة أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك يعارض الشروط التي تضعها حكومته لكنه يمتنع عن الكشف بصورة علنية عن الخلاف بينه وبين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان».
ونقلت الصحيفة عن مقربين من باراك، أول من أمس ان «باراك ملتزم ببرنامج حزب العمل، الذي يؤيد قيام دولة فلسطينية، من دون اشتراط الاعتراف بإسرائيل على أنها دولة الشعب اليهودي».
ويرفض باراك أيضا الربط بين استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ووقف البرنامج النووي الإيراني، ويؤيد التوصل إلى تسوية سلمية إقليمية بين إسرائيل والدول العربية يتم من خلالها التوصل إلى تطبيع علاقات مع هذه الدول وضمان أمن الدولة العبرية وعلى رأس ذلك وقف البرنامج النووي الإيراني.
الى ذلك، قال باراك لنتنياهو خلال اجتماع لـ «المطبخ السياسي» الإسرائيلي، أمس، إنه «لا مفر أمام إسرائيل من التوصل إلى تسوية إقليمية شاملة وحل الدولتين للشعبين».
وذكرت وسائل الاعلام أن «باراك اقترح خلال الاجتماع معادلة تطالب إسرائيل بموجبها الفلسطينيين والعالم العربي بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، إضافة إلى مطالب في المجال الأمني وانه لا مفر أمام إسرائيل من التوصل إلى تسوية إقليمية شاملة يكون في مركزها حل الدولتين للشعبين وأن يكون الحل لقضية اللاجئين في إطار دولة فلسطينية».
من ناحية ثانية، عين ليبرمان عربيا من بدو الشمال في منصب المستشار السياسي لشؤون الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة «يدعوت أحرنوت»، أمس، أن إسماعيل خلدي (38 عاما) يشغل حاليا منصب نائب القنصل العام في سان فرنسيسكو وأنه سيعود قريبا لتولي منصبه في الخارجية الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن أحد معاوني الوزير إن «ليبرمان يحاول من خلال هذا الاختيار المفاجئ نفي اتهامات موجهة بحقه في شأن ممارسة العنصرية ضد العرب».
في موازاة ذلك، بحث ميتشل، أمس، في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين تطوّرات القضية الفلسطينية.
في المقابل، قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن زيارة عباس لواشنطن للقاء الرئيس باراك اوباما ستجري في النصف الثاني من مايو المقبل.
ونقلت صحيفة «الأيام» المحلية عن المصادر التي لم تسمها إنه «لم يتم حتى الآن تحديد يوم لهذه الزيارة وإن الاتصالات تجري مع الأميركيين لتحديده».
على صعيد ثان، أفاد شهود ومصادر محلية، ليل اول من امس، بأن اشتباكات مسلحة عنيفة دارت بين ناشطي «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» وعناصر من «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» في رفح جنوب القطاع.
واكد الشهود ان «عناصر الحركتين استخدموا القذائف والبنادق الرشاشة وتفجير عبوات خلال الاشتباكات».
وأعلنت سرايا القدس في تعميم داخلي «الاستنفار» في رفح ردا على «اعتداءات» من قبل «حماس» على عناصرها.
واتهمت «حماس» أحد عناصر الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بمحاولة اغتيال أحد نوابها، فيما وقال مصدر في الحركة إن «النائب حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين، نجا من محاولة اغتيال تعرّض لها في نابلس».
وقلّل مصدر أمني من أهمية الحادث، داعيا الى «عدم تضخيم الأمور»، مؤكداً أنه «جرى اعتقال مطلق النار وفتح تحقيق في الحادث».
وذكر تقرير جديد لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» أن قوات الامن التابعة لحركة «حماس» قتلت 32 على الاقل من أعضاء الفصائل الفلسطينية المنافسة ومن يشتبه في أنهم من المتعاونين مع اسرائيل خلال الهجوم الاسرائيلي على غزة وبعده.
وأكد التقرير أن وقوع «اعتقالات في شكل غير قانوني وتعذيب وقتل في السجن» يتنافى مع مزاعم «حماس» بالتزامها القانون في غزة الواقعة تحت سيطرتها.
وقال القيادي في حركة «حماس»، خليل الحية، أمس، إن «جولة الحوار الوطني الفلسطيني المقبلة المقررة في 26 ابريل الجاري قد تحسم خلال ساعة واحدة، شريطة تخلي حركة فتح عن الاشتراطات الخارجية».
ميدانيا، واصلت السلطات المصرية، أمس، فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة لليوم الثاني لتمكين مرضى وعالقين فلسطينيين من مغادرة القطاع وتسهيل عودة العالقين في الأراضي المصرية إليه.
وأفاد مصدر مصري بأنه «تم السماح بدخول 3 سيارات إسعاف اردنية وسيارة أدوية مصرية إلى غزة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي