هذا الاسبوع سنترك الشأن المحلي، والمغلي، والمقلي على نار الانتخابات وشأنه، وليكسر فخار المرشحين بعضه البعض، فهناك مئات الصفحات المملة التي تلتصق عليها وجوه المرشحين، ويجبرك على النظر الى ابتسامته الصفراء، لذلك قررت الرحيل
بعيدا الى بيت العم سام!
في اميركا الاعلام كانت منشغلا بشيء واحد، لا ازمة اقتصادية، ولامرشحين الكونغرس، ولا تصريحات اعضاء مجلس الشيوخ، ولا بفقراء الصومال من القراصنة، ولا العراق ولا افغانستان ولا غزة ولا وزة ... بل بكلب!
منذ دخول اوباما البيت الابيض، وكان الرئيس ومستشاريه يبحثون عن كلب للرئيس، لانه من غير المعقول ان يكون الرئيس في البيت الابيض دون كلب محترم، متربي، وابن ناس... بعد بحث وتحر، ومتابعة الترشيحات، رشحوا الكلب المناسب وارسلوه الى المكان المناسب، ففي اميركا الكلاب تعين وفق كفاءاتها، لا انسابها، المهم وصل الكلب، واسمه «بو»، وصور الكلب امام الصحافة، وهو يركض بكل رشاقة في حديقة البيت الابيض، واصبح هذا الكلب المحظوظ، رئيسا لكل كلاب العالم!
ولا يتصور احد ان قضية الكلب سخيفة وتافهة، فالكلب مهم، ولا يمكن لرئيس اميركي ينزل من هليكوبتره الرئاسي بدون كلب يستقبله، وينط عليه، ويلعب معه في الحديقة، وتصوره الصحافة، فالكلب أول وآخر من يستقبله ويودعه!
لا تستهينوا بالكلاب، فقد صرح بوش «الاب» يوما، متندرا بأن كلبه يعرف بالسياسية الخارجية اكثر من بيل كلينتون، يعني ببساطة الكلاب في البيت الابيض فاهمين العالم وخاصة الشرق الاوسط، ويعرفون كيف يتعاملون معهم، ليس الرئيس الاميركي بل كلبه! وهذا يعني ان «بو» - كلب اوباما - بيده مفاتيح الشرق الاوسط!
وبما اننا تحدثنا عن السياسة الخارجية، فلا بد ان نشير الى ازدواجية واضحة للسياسة الاميركية، فلم نجد رئيسا يقتني سلحفاة مثلا، ويتمشى معها في حديقة البيت الابيض، او فرس نهر، او بطة، او بقرة تودعه وتنط عليه فرحة كلما نزل من هليكوبتره الرئاسي. وهذا دليل واضح على ازدواجية المعايير وتفضيل الكلاب على بقية الحيوانات!
الموضوع لم ينته عند هذا الحد، فلقد كان لي «شرف» أول لقاء صحافي مع «بو»، اعرضه لقراء «الراي» حصريا... لا تذهبوا بعيدا، ولاتتابعوا المرشحين، غدا نواصل!
جعفر رجب
[email protected]