أشارت الصحف عن المؤتمر الدولي الثاني لسرطان الثدي الذي انعقد يوم 26 مارس 2009 ان مرض سرطان الثدي في تزايد، وكذلك العمليات الجراحية التي تجرى في مركز حسين مكي جمعة بين 700 و1000 عملية في العام، منها نحو 400 حالة سرطان الثدي في العام. هذه المعلومات تؤكد ان مرض السرطان في تصاعد، وأنه لا بد من ايجاد وسيلة للوقاية منه قبل الانتظار لعلاجه.
برامج العلاج تختلف تماماً عن برامج الوقاية، وحاجة الناس إلى العلاج لا تقل عن حاجتها إلى الوقاية. لا شك ان مرض السرطان من الأمراض التي يرتعب ويخاف منها الناس لدرجة ان دولاً كثيرة تضعها ضمن قائمة الأمراض المزمنة، وتوفر الوسائل والمزيد من المراكز العلاجية. ومع ان الاهتمام ينصب كثيراً على العلاج الا ان الوقاية من المرض تعد مشكلة كبرى تتفاوت نشاطات الدول فيها، خصوصاً ان دولاً كثيرة لا تعمل بمبدأ «الوقاية خير من العلاج»، رغم ان مسببات مرض السرطان معروفة، وهي تعتمد بالدرجة الأولى على المريض من ناحية نظام معيشته، وغذائه ووعيه وثقافته وعلاقاته.
التوعية مثلاً في سن مبكرة بالمرض، والكشف المبكر للأورام يساعد على تقليل الإصابة ونسبة الشفاء، خصوصاً سرطان الثدي، كما ان الفحص الدوري له اهمية، وكذلك الفحص الذاتي للثدي من السيدة نفسها كل شهر وبعد نهاية الدورة في حال سرطان الثدي، عموماً الالتزام باجراءات الوقاية مسألة ليست بالسهولة في مجتمع تتفاوت فيه مستوى الثقافة، ويتقيد بالأعراف والتقاليد التي تجعل الفرد يهمل نفسه احياناً لحين ظهور أعراض المرض عليه فيسارع باحثاً عن طبيب يعالجه.
لقد وجد ان 10 في المئة من المرضى لهم تاريخ مرضي او وراثي في العائلة لكن الغالبية وبنسبة 80 في المئة او 85 في المئة من عموم السيدات لا توجد عندهن اي عوامل خطورة، وبالتالي الحاجة إلى التوعية المبكرة، ومتابعة الحالة الصحية من خلال التصوير الإشعاعي واستمرارية التشخيص تعتبر مسائل مهمة لا ينبغي تجاهلها.
اما الأسباب المؤدية إلى حدوث مرض السرطان بعضها بيئية وبعضها الآخر وراثية. فالتدخين من أبرز الأسباب المؤدية للسرطان، خصوصاً بين الشباب، فالاحصائيات تشير إلى ان نسبة المدخنين من الشباب في ارتفاع غير معقول، وان التدخين لايقتصر على الجنس الذكري، وإنما ايضاً النساء يدخن بشراهة، ويلاحظ ذلك في الأماكن العامة حيث تدخين الأرجيلة.
ان الحد من التدخين يقلص نسبة المرض بالسرطان وبشتى انواعه، ولكن هذا التقليص او الحد من التدخين ينبغي ان يشّرع بقانون يمنع التدخين في الأماكن العامة، وتطول العقوبة كل من لا يلتزم بالقانون. فهل نستطيع ان نفعل قانون منع التدخين في الأماكن العامة من خلال تطبيق الجزاءات والعقوبات عندما يتجاوز المدخنون القانون، ولا يبالون بصحة الآخرين؟
د. يعقوب أحمد الشراح
كاتب كويتي
[email protected]