تركي العازمي / المرشح والقيادة الأخلاقية!

تصغير
تكبير
هناك انطباع سائد على إمكانيات المرشح القيادية، فالبعض يرى أن المرشحين نوعان: «مفوه مدرك» و«مفوه غير مدرك» لمفاهيم القيادة، إذ ان تحليل البعض هذا، من وجهة نظري، قد اعتمد على بعض المفردات التي يستخدمها المرشح المفوه في خطابه إن كانت متزنة أو تصريحات لهدف التصريحات النارية أو لمآرب أخرى.
لذلك سنأخذ بقصد التوضيح من واقع الدراسات البحثية أن المعادلة تحتاج إلى مقارنة بين المرشح والقيادة الأخلاقية، وتحديداً القيادة بجزئية الفعالية فقط، والتي يعتبر نمط «الكاريزما» أحد أساليبها المتبعة وفق أخلاقيات محددة لا تتجاوز بالقانون!
وحسب نتائج الدراسات التي عملت في أواخر التسعينات فإن صفة القائد الفعال تتحقق حينما تكون شخصيته أمينة، صالحة، نزيهة، ومحل ثقة حسب انطباع الذين يعرفون ذلك القائد عن قرب.

والسؤال الذي يجب على الناخب أو الناخبة معرفته هو: هل تعرف وبصدق صفات المرشح؟ وهل حاولت التأكد من توافر تلك الصفات فيه عن طريق الذين تعاملوا معه عن قرب ويعرفوه حق المعرفة على المستوى الشخصي؟
إن المفوه المدرك هو العاقل، المتزن، الرشيد، إضافة إلى الصفات المذكورة أعلاه، فالقدرة الخطابية متى ما تجاوزت أدب الحوار المتعارف عليه اجتماعياً وسياسياً، يكون عندها المرشح/القائد قد كسر أهم الصفات الخاصة بالقيادة الأخلاقية، ناهيك عن الأمانة في الطرح والتعامل قولاً وفعلاً.
هذه القاعدة الرئيسية في اختيار قائد/مرشح مفوه يجيد الخطابة لا يكسر القانون وتنطبق أقواله مع أفعاله (Walk the Talk)، ولعلمنا المسبق من وحي التجربة في اختلاف معايير الاختيار بين دائرة وأخرى، حسب تركيبتها الثقافية. ولا نقصد هنا نسبة الحاصلين على درجة جامعية فما فوق، لأن واقع الحال يشير إلى أن كثيرين من حملة الشهادات العليا لا يجيدون العمل السياسي والاجتماعي الشاق لا سيما في المرحلة المقبلة التي تعد صعبة بالمقاييس كلها.
لقد أخذتنا الأيام عبر مواقف سياسية محددة كفيلة في رسم خارطة طريق الاختيار بين المرشحين، وكان آخرها خطاب صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه، فهل نفيق من غفلتنا ونكشف طيب المعدن الكويتي في اختيار مرشح يعرف من أين تؤكل الكتف بكل نزاهة، وصدق، وأمانة، وعقلانية، وأدب ووفق، القنوات الدستورية والقانونية؟
أحياناً تكون آثار محاولة شد انتباه قاعدة الناخبين سلبية على المرشح، ولذلك منحنا الله العقل، كي نوازن الأمور، بعيداً عن العاطفة... فهل نتعظ؟ والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي