دعا إلى إحداث «تغيير لا يقل عن إقصاء طلبتنا المجاميع الإسلامية التي كانت تحتل اتحادات أميركا ولندن ومصر»
الخطيب يحيي الأمل بالشباب ويرفض اليأس: قوى الخراب بدأت تنجح في تكفير الناس بالديموقراطية
جانب من الندوة
الخطيب متحدثا (تصوير اسعد عبدالله)
|كتب غانم السليماني|
حذر المتحدثون في ندوة التحالف الوطني الديموقراطي من سيطرة اليأس على المواطنين، واكدوا ان المستقبل بيد الشباب، داعين الى احداث «تغيير لا يقل عن إقصاء طلبتنا المجاميع الاسلامية التي كانت تحتل اتحادات اميركا ولندن ومصر»، معتبرين ان «قوى اسلامية ولاؤها ليس للكويت ولديها مخطط للاستيلاء على السلطة».
وفيما حملت عنوان «صوتي لوطني... الاوضاع السياسية في البلاد» والتي تحدث فيها النائب السابق الدكتور احمد الخطيب، والنائب السابق مشاري العصيمي، ووزير النفط السابق عبدالمحسن المدعج، وعضوة التحالف دانة النصار، شدد هؤلاء على ان «قوى الخراب بدأت تنجح في تكفير الناس بالديموقراطية لكن يجب عدم اليأس لان معناه الاحباط والدمار»، مؤكدين ان «المجلس ولو «مو قاعدين نتحكم فيه» لا بد ان نجعله موجودا ولو كان كمبنى فقط»، داعين الشباب الى «قول كلمتهم وأن يوصلوا الوطنيين الاوفياء للحفاظ على بلدنا».
وكشف النائب السابق الدكتور احمد الخطيب ان «قوى الخراب في البلد تريد النيل من الديموقراطية والدستور وتريد ان تعود الكويت للعيش في كنف و«عصر الفداوية» لتنفيذ مآربها والاستيلاء على ثروات الامة وسرقة المال العام»، مشيرا الى ان «هذه القوى تريد الغاء الدستور من خلال مجموعة من «المؤامرات التخريبة» وبيان الامر الاخطر للشعب بان الديموقرايطة ستخرب البلد والعكس صحيح».
واكد الخطيب ان «ثمانين في المئة من الاوضاع المأسوية التي تعيشها البلاد في كل المجالات خصوصا السياسي منها مدبرة، وتهدف الى تكفير الشعب بالديموقراطية والدستور، وللاسف الشديد ان قوى الخراب بدأت تنجح في تنفيذ مآربها لكن يجب عدم اليأس لان معناه الاحباط الذي يعد دمارا متى ما تأصل في نفوسنا».
وطالب الخطيب الشباب بالتصدي لهذه الممارسات التي «تريد النيل من البلد وان التغيير الذي يجب ان يحدث لا يقل اهمية عما قامت به القوى الشبابية في اتحاد طلبة اميركا ومصر ولندن عندما اقصى طلبتنا هناك المجاميع الاسلامية التي كانت تحتل الاتحاد».
وانتقد القوى الاسلامية قائلا: ان «هناك مخططا وتقريرا لهذه القوى للاستيلاء على السلطة»، مشيرا الى ان هذه القوى «لا تملك ولاء للكويت وان ولاءها لاماكن اخرى، ولعل عدم احترامهم للسلام الوطني وعدم الوقوف له يعد اكبر دليل على عدم الولاء للوطن»، لافتا الى انهم «سينكشفون ويتعرون امام المجتمع قريبا بفضل عزيمة شباب الكويت».
وقال ان مشاركتي في هذه الندوة «كانت بسبب الاحباط وذلك الشعور المدمر الذي ادى بالكثيرين للعزوف عن المشاركة في الانتخابات، فاذا مو عاجبكم المجلس ما البديل؟ البديل الثاني عشناه من خلال «الخيازرين والبراميل»، فمجلس مو قاعدين نتحكم فيه لا بد ان نجعله موجودا ولو كان كمبنى فقط من اجل المستقبل وابنائنا ولتذكر الديموقراطية».
وقال «في عام 65 توفي عبدالله السالم تلك الشخصية الفذة العاملة الذي كان يقرأ المستقبل ويدرك ان تاريخ الكويت كتب عن طريق رجالات بنوا البلد وجعلوه مميزاً في الخليج للمستقبل وحولوا القطعة الصغيرة الصحراوية الى اهم ميناء في المنطقة وانشأوا علاقات مع الجيران لاحتلال هذا الموقع، فهذا هو تراث الكويتيين الذي تبناه وكان رأس الحربة في اسرة الصباح للسير في المسيرة التقليدية بالكويت التي باتت مسيرة تسلم من جيل الى جيل».
اضاف «بعد ان توفي هذا الرجل حزن الكويتيون، ولكن بعد ايام قليلة سمعنا «غناء الغراب»، باغنية اقتحمت وسائل الاعلام الرسمية حملت كلماتها «راح عهد النزاح لما جانا صباح»، وتعني ان كل مافعله الرجل الاسطورة كان مزاحا ونحن نعيش بفرحة لانتهاء الوضع السابق حينها المقصود في وضع عبدالله السالم لتكون هذه «الاغنية القذرة»، موجودة لكن بعد ان هب الشعب لم يستطيعوا ابقاءها واوقفوها».
وافاد الخطيب «ما يحدث حاليا ليس جديدا وهو نابع من تراكمات سابقة ويريدون حاليا العودة لـ «عصر الفداوية» ووأد الديموقراطية ويهدفون الى الغاء العمل بالدستور، لكن هيهات رغم المؤامرات والتخريب».
وقال ان «ما نخشاه حاليا هو ان القوى التخريبية تريد ان تقول للشارع لا نريد الديموقراطية من خلال كثير من الوسائل، لذلك لابد ان نتصدى لهذه الممارسات وان يعي الشباب خطورة هذا الوضع ويوصلوا النواب الوطنيين».
واوضح «اننا حاليا في عصر جديد ومعالمه تتغير والحركة الشبابية في العالم اجمع وليس في الكويت، وهذه الحركة بدأت التحرك لنسف الاوضاع المريضة القذرة التي باتت تحتل العالم من خلال الحركات البرتقالية في اوكرانيا ولبنان والكويت واميركا، وفي هذا الوضع التعيس فوجئنا بشباب اميركا يحدثون انقلابا على القوى الاسلامية في مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ويوقفون مسيرة الاسلاميين هناك الذين كانت لهم اليد الطولى في «تدمير» الاوضاع، حتى اتى شبابنا ليحدثوا الانقلاب الكبير وبعدها في الاسكندرية ومحاولة طلبة لندن ولبنان فضلا عن التحرك الشبابي في العديلية عندما نجح الشباب في احتلال موقع الجمعية من الاسلاميين والسرة ايضا والفيحاء».
وبين «اننا اما ثورة شبابية في العالم اجمع وشبابنا جزء منها وواجبنا دعم هذه الحركة بكل بالامكانات، فبعد حقوق المرأة والدوائر الخمس الشباب حقق ما عجز عنه السابقون فضلا عن موقف الشباب مع وزيرة التربية عندما وقفوا ضد المخربين والقوى الدينية التي دائما ما تركز على التربية والتعليم حيث تعتبر هذه الوزارة المصدر الذي يفرخون فيه ولم يقبلوا اي وزير الا من صنفهم».
وقال «يوجد تقرير داخلي في كيفية الاستيلاء على السلطة في الكويت ولعل منح وزير التربية الاسبق احمد الربعي هذه الحقيبة كان طامة كبرى من قبلهم و«حفروا له بمساعدة الحكومة» الى ان نالوا منه، اذ انهم يعملون بكل وقاحة و«على عينك يا تاجر»، وولاؤهم ليس للوطن انما لاماكن اخرى والدليل عدم وقوفهم للنشيد الوطني، لكن هذه الفئات بدات تنكشف وتعرت خصوصا في الانتخابات الماضية وفي هذه الايام سينكشفون اكثر».
واعرب عن تفاؤله للمرحلة المقبلة بعد ان «امسك الشباب بزمام الامور بمساعدة الرموز الوطنية»، مشيرا الى ان «اليأس يجب الا يكون موجودا لانه ليس في محله»، مطالبا الشباب الموجود «بمد يده بعضا لبعض وان يكونوا كتلة واحدة ويصفوا خلف الدستور والعدالة والقوانين، ولا بد ان يكون هناك اتفاق وتنسيق للعمل الشبابي والجو مهيأ لاحداث التغيير، لكن في الوقت نفسه لا يوجد شيء يتغير بين عشية وضحاها، فالتغيير يحتاج لوقت ويجب ان نصلح الاوضاع بين الشباب كي يعملوا بجو مريح».
وختم قائلا: «خلونا متفائلين»، اضاف «فالمستقبل بيد الشباب واليأس ليس مقبولا وممكن الا نحقق كل ما نريده خلال المجلس المقبل لكن هي بنية تبنى لبنة على لبنة الى ان يسود الاصلاح وتندحر قوى التخريب، فنحن حاليا نشعر بحسرة اين كنا والى اين صرنا فمن علمناه بالامس اصبح يسخر منا الان، لذلك لابد ان يقول شباب الكويت كلمتهم ويوصلوا الوطنيين الاوفياء للحفاظ على بلدنا».
من جهته، انتقد النائب السابق مشاري العصيمي «ما آلت اليه الاوضاع السياسية»، مشيرا الى ان البلد «بات يباع وشترى والمواطن يتفرج وذلك من خلال شراء النواب المرتشين لضمائر الناس وتفشي المال السياسي».
اضاف قائلا: «نجتمع في وقت مبكر قبل موعدنا وقبل اربع سنوات ونحن نعيش حالة من اليأس والاحباط كل مواطن يعيشها، فمن غير الطبيعي في الكويت خلال الوفرة المالية وبحبوحة العيش والتحضر والدستور ان نتذمر فمن اوصلنا لهذه المرحلة».
اضاف ان «ما نعيشه الان سببه مثلث ينطلق من المواطنين والحكومة والمجلس، فالمواطن له دور وهو من يوصل نواب الامة ويراقب ويحكم حسب الدستور، فنحن عندما نوقع ورقة باختيار النواب نمنحهم توكيلا عاما للمستقبل يكون نافذا لاربع سنوات، يتحكم العضو بمصير المواطن فكيف اخترته؟ هل لانه من قبيلة او حزب او طائفة، فللاسف اخترته لتخليص معاملات ولا اراه الا بعد اربع سنوات و«يلعب على كيفه» بمستقبل ابنائنا ويدخل الديوانية ولا يستطيع احد ان يعاتبه او يكلمه، بل على العكس يرحبون ببعض الاعضاء ويكنون لهم كل احترام وهم من اكبر سراق المال العام».
واكد ان «حالة الاحباط تنتج من خلال ما شاهدناه في الثلاثة مجالس والخمس حكومات والمواطن صامت، فالبلد يباع ويشتري ونحن صامتون لا نحرك ساكنا، لذلك يجب ان يحاسب النائب من قبل ويتصدى لممارساته الخاطئة من اجل البلد».
وقال ان «الضلع الثاني في المثلث هو النائب، فماذا نتوقع من عضو يمثل القبيلة او طائفة او حزب فولاء النائب هنا يكون فقط للحزمة التي اوصلته ولا ينظر للوطن والمواطن بل يستغل منصبه لاغراض الله العالم فيها، فضلا عن المال السياسي الذي يتلقاه النواب خصوصا في الانتخابات الماضية التي لم يتسن لهم التمتع بملايين المال السياسي بسبب قصر فترة المجلس».
وقال «ملايين تصرف من اجل الكرسي ولا نعرف السبب، فمن اين اتوا بالملايين بصرفها في الانتخابات ومن اين سيعوضونها فهولاء يشترون ضمائر المواطنين ولا مانع لديهم من بيع الكويت ويتعاملون مع المواطن كأنه عبدا وهؤلاء كثر واغلبية في المجلس».
واوضح ان «الضلع الثالث الحكومة «وآه يا حكومة» كما يقول عادل امام، فالحكومة في الكويت اصبحت مشرعة ومنفذة وتملك مليارات الدنانير وتدخل حزمة واحدة لقيادة المجلس والبلد وكان من المفروض الا تدخل الحكومة المجلس الا بخطة تنمية ورؤية وهذا هو الوضع الطبيعي لكن هذا لم يحصل، فالحكومة لا تبادر وتقدم مشاريع بقوانين وتضعها بالادراج، لذلك لم تكن الانجازات على مستوى الطموح وفي المقابل النواب لم يؤدوا دورهم كما يجب ولا يتجاوز الجيدين منهم اصابع اليد الواحدة، فالحكومة هي من عطل التنمية في البلد وليس المجلس».
وقال «استغرب من تصريح وزير الكهرباء والماء الذي صرح قبل يومين بأن الحكومة ستجلب الكهرباء من قطر، فلا كهرباء ولا ماء، فأين دور الحكومة وخطة التنمية»، مشيرا الى ان «الحكومة لا تريد ان تلتزم بخطة وعملها نابع من سياسة ردود الافعال والمبادرة غائبة وما ان ثار مجلس الامة الا ونجد ان الحكومة تصحى اما ان تنفذ قرارا او تتراجع عن اخر بسبب الضغط النيابي، والدليل ما حصل في قضية التجنيس فكيف مثلا ان يقدم وزير الداخلية مرسوما للامير يتضمن معلومات خاطئة بعد ان اظهر المرسوم وجود اشخاص مزورين واخرين متوفين والبعض الاخر كويتيين، فالوزير ادخل اناسا لا يستحقون لجدار الاسرة الكويتية».
ولفت الى ان «النائب السابق احمد المليفي قام بتقديم الاستجواب لرئيس الوزراء الذي كشف الاخطاء وتراجعت الحكومة، ولو كنت نائبا لفعلت كما فعل المليفي فكيف لا يحاسب الوزير».
وقال ان «القضية الاخرى تتعلق بمصروفات ديوان رئيس الوزراء، فهل يعقل بخور بمليون دينار وساعات نسائية باكثر من ذلك، ومن ثم يكشف ديوان المحاسبة الاخطاء ويقدم تقريره لمجلس الوزراء الذي شكل لجنة برئاسة وكيل مساعد في ديوان رئيس الوزراء للتدقيق على تقرير ديوان المحاسبة، فكيف يحصل ذلك في بلد مثل الكويت»، مشيرا الى ان ما يحصل «مهزلة».
وعرج على مشروع الداو كيميكال فقال «من يعلم ان قرار الغاء هذا المشروع كان صائبا ام خاطئا»، مشيرا الى ان «شركة البترول وافقت على المشروع ثم عرض على المجلس الاعلى للبترول وتمت الموافقة عليه، ثم اعتمد من قبل مجلس الوزراء ولكن بعدما ان هدد عدد من النواب باستخدام الاستجواب اجتمع مجلس الوزراء وقرر الغاء المشروع تحت حجة الوضع الاقتصادي، فكيف يحدث ذلك ما ان صرخ كم نائب الا وتراجعت الحكومة، فأين الدراسات والموافقات الحكومية السابقة لذلك يجب ان تعلنها الحكومة بان الصراخ في المجلس قادها لالغاء المشروع».
وقال «بدعة جديدة خرجت علينا ان استجواب رئيس الوزراء خط احمر، وهذا اذا نفذ واتبعناه فسيكون قرارات كل وزير تخرج عن مجلس الوزراء وباسم رئيس الوزراء للابتعاد عن المساءلة، فنحن بهذا الامر ننسف الدستور الذي يبيح استجواب رئيس الوزراء».
وبين العصيمي ان «الحكومة ارتكبت اخطاء لا تغتفر خصوصا في قضية التجنيس عندما ادخلت اسماء مزورة واخرى غير مستحقة واشخاص متوفين لقائمة التجنيس ليسوا بين افراد الاسرة الكويتية»، لافتا الى انه «خيرا مافعله النائب احمد المليفي بتقديم استجواب رئيس الوزراء بسبب هذه القضية ولوكنت مكانه نائبا حينها لفعلت مافعل واستغرب عدم محاسبة وزير الداخلية عن هذه الاخطاء الجسيمة».
وذكر ان «الحكومة لا تعرف ماذا تعمل خاصة في تراجعها غير المبرر عن مشروع «الداو كيميكال»، الذي اعتمدته في وقت من الاوقات وتراجعت عنه خوفا من صراخ النواب».
واعتبر عبدالمحسن المدعج ان «ما نعيشه حاليا وضعا خطيرا بسبب وجود من يريد اجهاض العملية الديموقراطية في البلد، وان هناك من بات يتشمت بالدستور واثارة الفتن»، مشيرا الى ان «هذه المحاولات لتمزيق البلد ويجب على الشباب الكويتي التصدي لها».
واضاف ان «السياسة في الكويت يراد بها ان تتحول الى «غوغاء»، وهذا ماحصل في المجلس السابق»، مطالبا بدعم التيار الوطني واتحاد الشباب من اجل تفويت الفرصة على قوى الخراب ان تنفذ ما تريد وتستولي على البلد».
اما خالد الفضالة فاكد ان «المرحلة الحالية التي تعتبر منعطف طرق بعد ان ظهرت علينا اصوات تتباهى بكسر القوانين والتعدي على الدستور»، لافتا الى ان «حرياتنا تنتهك كل يوم وتسلب وان من يقوم بذلك هم من اقسموا على الدستور».
وقال ان «سراق المال العام يعيشون في حالة غليان بسبب رؤيتهم اجتماع المنبر والتحالف على طاولة واحدة، لانهم يرون في ذلك ضررا لهم لاننا نحن من كشفنا سرقاتهم ونعمل بجهد من اجل اقصائهم عن الساحة».
وطالبت دانة النصار بان يعمل المواطنون على «احداث التغيير والتمسك بالدستور»، لافتة الى ان «الاحباط يجب الا يدخل نفوسنا كي ننتصر على قوى الخراب والتصدي ومحاربة قوى الفساد».
حذر المتحدثون في ندوة التحالف الوطني الديموقراطي من سيطرة اليأس على المواطنين، واكدوا ان المستقبل بيد الشباب، داعين الى احداث «تغيير لا يقل عن إقصاء طلبتنا المجاميع الاسلامية التي كانت تحتل اتحادات اميركا ولندن ومصر»، معتبرين ان «قوى اسلامية ولاؤها ليس للكويت ولديها مخطط للاستيلاء على السلطة».
وفيما حملت عنوان «صوتي لوطني... الاوضاع السياسية في البلاد» والتي تحدث فيها النائب السابق الدكتور احمد الخطيب، والنائب السابق مشاري العصيمي، ووزير النفط السابق عبدالمحسن المدعج، وعضوة التحالف دانة النصار، شدد هؤلاء على ان «قوى الخراب بدأت تنجح في تكفير الناس بالديموقراطية لكن يجب عدم اليأس لان معناه الاحباط والدمار»، مؤكدين ان «المجلس ولو «مو قاعدين نتحكم فيه» لا بد ان نجعله موجودا ولو كان كمبنى فقط»، داعين الشباب الى «قول كلمتهم وأن يوصلوا الوطنيين الاوفياء للحفاظ على بلدنا».
وكشف النائب السابق الدكتور احمد الخطيب ان «قوى الخراب في البلد تريد النيل من الديموقراطية والدستور وتريد ان تعود الكويت للعيش في كنف و«عصر الفداوية» لتنفيذ مآربها والاستيلاء على ثروات الامة وسرقة المال العام»، مشيرا الى ان «هذه القوى تريد الغاء الدستور من خلال مجموعة من «المؤامرات التخريبة» وبيان الامر الاخطر للشعب بان الديموقرايطة ستخرب البلد والعكس صحيح».
واكد الخطيب ان «ثمانين في المئة من الاوضاع المأسوية التي تعيشها البلاد في كل المجالات خصوصا السياسي منها مدبرة، وتهدف الى تكفير الشعب بالديموقراطية والدستور، وللاسف الشديد ان قوى الخراب بدأت تنجح في تنفيذ مآربها لكن يجب عدم اليأس لان معناه الاحباط الذي يعد دمارا متى ما تأصل في نفوسنا».
وطالب الخطيب الشباب بالتصدي لهذه الممارسات التي «تريد النيل من البلد وان التغيير الذي يجب ان يحدث لا يقل اهمية عما قامت به القوى الشبابية في اتحاد طلبة اميركا ومصر ولندن عندما اقصى طلبتنا هناك المجاميع الاسلامية التي كانت تحتل الاتحاد».
وانتقد القوى الاسلامية قائلا: ان «هناك مخططا وتقريرا لهذه القوى للاستيلاء على السلطة»، مشيرا الى ان هذه القوى «لا تملك ولاء للكويت وان ولاءها لاماكن اخرى، ولعل عدم احترامهم للسلام الوطني وعدم الوقوف له يعد اكبر دليل على عدم الولاء للوطن»، لافتا الى انهم «سينكشفون ويتعرون امام المجتمع قريبا بفضل عزيمة شباب الكويت».
وقال ان مشاركتي في هذه الندوة «كانت بسبب الاحباط وذلك الشعور المدمر الذي ادى بالكثيرين للعزوف عن المشاركة في الانتخابات، فاذا مو عاجبكم المجلس ما البديل؟ البديل الثاني عشناه من خلال «الخيازرين والبراميل»، فمجلس مو قاعدين نتحكم فيه لا بد ان نجعله موجودا ولو كان كمبنى فقط من اجل المستقبل وابنائنا ولتذكر الديموقراطية».
وقال «في عام 65 توفي عبدالله السالم تلك الشخصية الفذة العاملة الذي كان يقرأ المستقبل ويدرك ان تاريخ الكويت كتب عن طريق رجالات بنوا البلد وجعلوه مميزاً في الخليج للمستقبل وحولوا القطعة الصغيرة الصحراوية الى اهم ميناء في المنطقة وانشأوا علاقات مع الجيران لاحتلال هذا الموقع، فهذا هو تراث الكويتيين الذي تبناه وكان رأس الحربة في اسرة الصباح للسير في المسيرة التقليدية بالكويت التي باتت مسيرة تسلم من جيل الى جيل».
اضاف «بعد ان توفي هذا الرجل حزن الكويتيون، ولكن بعد ايام قليلة سمعنا «غناء الغراب»، باغنية اقتحمت وسائل الاعلام الرسمية حملت كلماتها «راح عهد النزاح لما جانا صباح»، وتعني ان كل مافعله الرجل الاسطورة كان مزاحا ونحن نعيش بفرحة لانتهاء الوضع السابق حينها المقصود في وضع عبدالله السالم لتكون هذه «الاغنية القذرة»، موجودة لكن بعد ان هب الشعب لم يستطيعوا ابقاءها واوقفوها».
وافاد الخطيب «ما يحدث حاليا ليس جديدا وهو نابع من تراكمات سابقة ويريدون حاليا العودة لـ «عصر الفداوية» ووأد الديموقراطية ويهدفون الى الغاء العمل بالدستور، لكن هيهات رغم المؤامرات والتخريب».
وقال ان «ما نخشاه حاليا هو ان القوى التخريبية تريد ان تقول للشارع لا نريد الديموقراطية من خلال كثير من الوسائل، لذلك لابد ان نتصدى لهذه الممارسات وان يعي الشباب خطورة هذا الوضع ويوصلوا النواب الوطنيين».
واوضح «اننا حاليا في عصر جديد ومعالمه تتغير والحركة الشبابية في العالم اجمع وليس في الكويت، وهذه الحركة بدأت التحرك لنسف الاوضاع المريضة القذرة التي باتت تحتل العالم من خلال الحركات البرتقالية في اوكرانيا ولبنان والكويت واميركا، وفي هذا الوضع التعيس فوجئنا بشباب اميركا يحدثون انقلابا على القوى الاسلامية في مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ويوقفون مسيرة الاسلاميين هناك الذين كانت لهم اليد الطولى في «تدمير» الاوضاع، حتى اتى شبابنا ليحدثوا الانقلاب الكبير وبعدها في الاسكندرية ومحاولة طلبة لندن ولبنان فضلا عن التحرك الشبابي في العديلية عندما نجح الشباب في احتلال موقع الجمعية من الاسلاميين والسرة ايضا والفيحاء».
وبين «اننا اما ثورة شبابية في العالم اجمع وشبابنا جزء منها وواجبنا دعم هذه الحركة بكل بالامكانات، فبعد حقوق المرأة والدوائر الخمس الشباب حقق ما عجز عنه السابقون فضلا عن موقف الشباب مع وزيرة التربية عندما وقفوا ضد المخربين والقوى الدينية التي دائما ما تركز على التربية والتعليم حيث تعتبر هذه الوزارة المصدر الذي يفرخون فيه ولم يقبلوا اي وزير الا من صنفهم».
وقال «يوجد تقرير داخلي في كيفية الاستيلاء على السلطة في الكويت ولعل منح وزير التربية الاسبق احمد الربعي هذه الحقيبة كان طامة كبرى من قبلهم و«حفروا له بمساعدة الحكومة» الى ان نالوا منه، اذ انهم يعملون بكل وقاحة و«على عينك يا تاجر»، وولاؤهم ليس للوطن انما لاماكن اخرى والدليل عدم وقوفهم للنشيد الوطني، لكن هذه الفئات بدات تنكشف وتعرت خصوصا في الانتخابات الماضية وفي هذه الايام سينكشفون اكثر».
واعرب عن تفاؤله للمرحلة المقبلة بعد ان «امسك الشباب بزمام الامور بمساعدة الرموز الوطنية»، مشيرا الى ان «اليأس يجب الا يكون موجودا لانه ليس في محله»، مطالبا الشباب الموجود «بمد يده بعضا لبعض وان يكونوا كتلة واحدة ويصفوا خلف الدستور والعدالة والقوانين، ولا بد ان يكون هناك اتفاق وتنسيق للعمل الشبابي والجو مهيأ لاحداث التغيير، لكن في الوقت نفسه لا يوجد شيء يتغير بين عشية وضحاها، فالتغيير يحتاج لوقت ويجب ان نصلح الاوضاع بين الشباب كي يعملوا بجو مريح».
وختم قائلا: «خلونا متفائلين»، اضاف «فالمستقبل بيد الشباب واليأس ليس مقبولا وممكن الا نحقق كل ما نريده خلال المجلس المقبل لكن هي بنية تبنى لبنة على لبنة الى ان يسود الاصلاح وتندحر قوى التخريب، فنحن حاليا نشعر بحسرة اين كنا والى اين صرنا فمن علمناه بالامس اصبح يسخر منا الان، لذلك لابد ان يقول شباب الكويت كلمتهم ويوصلوا الوطنيين الاوفياء للحفاظ على بلدنا».
من جهته، انتقد النائب السابق مشاري العصيمي «ما آلت اليه الاوضاع السياسية»، مشيرا الى ان البلد «بات يباع وشترى والمواطن يتفرج وذلك من خلال شراء النواب المرتشين لضمائر الناس وتفشي المال السياسي».
اضاف قائلا: «نجتمع في وقت مبكر قبل موعدنا وقبل اربع سنوات ونحن نعيش حالة من اليأس والاحباط كل مواطن يعيشها، فمن غير الطبيعي في الكويت خلال الوفرة المالية وبحبوحة العيش والتحضر والدستور ان نتذمر فمن اوصلنا لهذه المرحلة».
اضاف ان «ما نعيشه الان سببه مثلث ينطلق من المواطنين والحكومة والمجلس، فالمواطن له دور وهو من يوصل نواب الامة ويراقب ويحكم حسب الدستور، فنحن عندما نوقع ورقة باختيار النواب نمنحهم توكيلا عاما للمستقبل يكون نافذا لاربع سنوات، يتحكم العضو بمصير المواطن فكيف اخترته؟ هل لانه من قبيلة او حزب او طائفة، فللاسف اخترته لتخليص معاملات ولا اراه الا بعد اربع سنوات و«يلعب على كيفه» بمستقبل ابنائنا ويدخل الديوانية ولا يستطيع احد ان يعاتبه او يكلمه، بل على العكس يرحبون ببعض الاعضاء ويكنون لهم كل احترام وهم من اكبر سراق المال العام».
واكد ان «حالة الاحباط تنتج من خلال ما شاهدناه في الثلاثة مجالس والخمس حكومات والمواطن صامت، فالبلد يباع ويشتري ونحن صامتون لا نحرك ساكنا، لذلك يجب ان يحاسب النائب من قبل ويتصدى لممارساته الخاطئة من اجل البلد».
وقال ان «الضلع الثاني في المثلث هو النائب، فماذا نتوقع من عضو يمثل القبيلة او طائفة او حزب فولاء النائب هنا يكون فقط للحزمة التي اوصلته ولا ينظر للوطن والمواطن بل يستغل منصبه لاغراض الله العالم فيها، فضلا عن المال السياسي الذي يتلقاه النواب خصوصا في الانتخابات الماضية التي لم يتسن لهم التمتع بملايين المال السياسي بسبب قصر فترة المجلس».
وقال «ملايين تصرف من اجل الكرسي ولا نعرف السبب، فمن اين اتوا بالملايين بصرفها في الانتخابات ومن اين سيعوضونها فهولاء يشترون ضمائر المواطنين ولا مانع لديهم من بيع الكويت ويتعاملون مع المواطن كأنه عبدا وهؤلاء كثر واغلبية في المجلس».
واوضح ان «الضلع الثالث الحكومة «وآه يا حكومة» كما يقول عادل امام، فالحكومة في الكويت اصبحت مشرعة ومنفذة وتملك مليارات الدنانير وتدخل حزمة واحدة لقيادة المجلس والبلد وكان من المفروض الا تدخل الحكومة المجلس الا بخطة تنمية ورؤية وهذا هو الوضع الطبيعي لكن هذا لم يحصل، فالحكومة لا تبادر وتقدم مشاريع بقوانين وتضعها بالادراج، لذلك لم تكن الانجازات على مستوى الطموح وفي المقابل النواب لم يؤدوا دورهم كما يجب ولا يتجاوز الجيدين منهم اصابع اليد الواحدة، فالحكومة هي من عطل التنمية في البلد وليس المجلس».
وقال «استغرب من تصريح وزير الكهرباء والماء الذي صرح قبل يومين بأن الحكومة ستجلب الكهرباء من قطر، فلا كهرباء ولا ماء، فأين دور الحكومة وخطة التنمية»، مشيرا الى ان «الحكومة لا تريد ان تلتزم بخطة وعملها نابع من سياسة ردود الافعال والمبادرة غائبة وما ان ثار مجلس الامة الا ونجد ان الحكومة تصحى اما ان تنفذ قرارا او تتراجع عن اخر بسبب الضغط النيابي، والدليل ما حصل في قضية التجنيس فكيف مثلا ان يقدم وزير الداخلية مرسوما للامير يتضمن معلومات خاطئة بعد ان اظهر المرسوم وجود اشخاص مزورين واخرين متوفين والبعض الاخر كويتيين، فالوزير ادخل اناسا لا يستحقون لجدار الاسرة الكويتية».
ولفت الى ان «النائب السابق احمد المليفي قام بتقديم الاستجواب لرئيس الوزراء الذي كشف الاخطاء وتراجعت الحكومة، ولو كنت نائبا لفعلت كما فعل المليفي فكيف لا يحاسب الوزير».
وقال ان «القضية الاخرى تتعلق بمصروفات ديوان رئيس الوزراء، فهل يعقل بخور بمليون دينار وساعات نسائية باكثر من ذلك، ومن ثم يكشف ديوان المحاسبة الاخطاء ويقدم تقريره لمجلس الوزراء الذي شكل لجنة برئاسة وكيل مساعد في ديوان رئيس الوزراء للتدقيق على تقرير ديوان المحاسبة، فكيف يحصل ذلك في بلد مثل الكويت»، مشيرا الى ان ما يحصل «مهزلة».
وعرج على مشروع الداو كيميكال فقال «من يعلم ان قرار الغاء هذا المشروع كان صائبا ام خاطئا»، مشيرا الى ان «شركة البترول وافقت على المشروع ثم عرض على المجلس الاعلى للبترول وتمت الموافقة عليه، ثم اعتمد من قبل مجلس الوزراء ولكن بعدما ان هدد عدد من النواب باستخدام الاستجواب اجتمع مجلس الوزراء وقرر الغاء المشروع تحت حجة الوضع الاقتصادي، فكيف يحدث ذلك ما ان صرخ كم نائب الا وتراجعت الحكومة، فأين الدراسات والموافقات الحكومية السابقة لذلك يجب ان تعلنها الحكومة بان الصراخ في المجلس قادها لالغاء المشروع».
وقال «بدعة جديدة خرجت علينا ان استجواب رئيس الوزراء خط احمر، وهذا اذا نفذ واتبعناه فسيكون قرارات كل وزير تخرج عن مجلس الوزراء وباسم رئيس الوزراء للابتعاد عن المساءلة، فنحن بهذا الامر ننسف الدستور الذي يبيح استجواب رئيس الوزراء».
وبين العصيمي ان «الحكومة ارتكبت اخطاء لا تغتفر خصوصا في قضية التجنيس عندما ادخلت اسماء مزورة واخرى غير مستحقة واشخاص متوفين لقائمة التجنيس ليسوا بين افراد الاسرة الكويتية»، لافتا الى انه «خيرا مافعله النائب احمد المليفي بتقديم استجواب رئيس الوزراء بسبب هذه القضية ولوكنت مكانه نائبا حينها لفعلت مافعل واستغرب عدم محاسبة وزير الداخلية عن هذه الاخطاء الجسيمة».
وذكر ان «الحكومة لا تعرف ماذا تعمل خاصة في تراجعها غير المبرر عن مشروع «الداو كيميكال»، الذي اعتمدته في وقت من الاوقات وتراجعت عنه خوفا من صراخ النواب».
واعتبر عبدالمحسن المدعج ان «ما نعيشه حاليا وضعا خطيرا بسبب وجود من يريد اجهاض العملية الديموقراطية في البلد، وان هناك من بات يتشمت بالدستور واثارة الفتن»، مشيرا الى ان «هذه المحاولات لتمزيق البلد ويجب على الشباب الكويتي التصدي لها».
واضاف ان «السياسة في الكويت يراد بها ان تتحول الى «غوغاء»، وهذا ماحصل في المجلس السابق»، مطالبا بدعم التيار الوطني واتحاد الشباب من اجل تفويت الفرصة على قوى الخراب ان تنفذ ما تريد وتستولي على البلد».
اما خالد الفضالة فاكد ان «المرحلة الحالية التي تعتبر منعطف طرق بعد ان ظهرت علينا اصوات تتباهى بكسر القوانين والتعدي على الدستور»، لافتا الى ان «حرياتنا تنتهك كل يوم وتسلب وان من يقوم بذلك هم من اقسموا على الدستور».
وقال ان «سراق المال العام يعيشون في حالة غليان بسبب رؤيتهم اجتماع المنبر والتحالف على طاولة واحدة، لانهم يرون في ذلك ضررا لهم لاننا نحن من كشفنا سرقاتهم ونعمل بجهد من اجل اقصائهم عن الساحة».
وطالبت دانة النصار بان يعمل المواطنون على «احداث التغيير والتمسك بالدستور»، لافتة الى ان «الاحباط يجب الا يدخل نفوسنا كي ننتصر على قوى الخراب والتصدي ومحاربة قوى الفساد».