الذكرى 34 للحرب لم تمر «بسلام»

مقتل 4 عسكريين لبنانيين في مكمن «ثأري» قرب بعلبك

تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|
في تطور أمني خطير جاء قبل نحو شهر ونصف الشهر على موعد الانتخابات النيابية في 7 يونيو المقبل، سقط 4 عسكريين من الجيش اللبناني وجُرح ضابط في «مكمن ثأري» نصبه عناصر من عشيرة آل جعفر لآلية عسكرية في منطقة رياق البقاعية التي تبعد نحو 20 كيلومتراً جنوب بعلبك، انتقاماً لمصرع اثنين من أفراد العشيرة في 27 مارس الماضي أحدهما علي عباس جعفر تاجر المخدرات «الذائع الصيت» والملاحق بأكثر من 170 مذكرة توقيف.
وتزامنت هذه «الانتكاسة» الامنية التي قوبلت بـ «رفع غطاء سياسي» عن المرتكبين، مع إحياء لبنان الذكرى 34 لاندلاع الحرب الاهلية في 13  ابريل 1975 وقطعت «الاحتفالات» بهذه «المحطة السوداء» التي أقيمت تحت عنوان «تنذكر تا ما تنعاد»، وسط إدانة «كل لبنان» لـ «الجريمة الإرهابية» التي طالت الجيش.

وكانت سيارتان من نوع جيب شيروكي احداهما سوداء اللون والاخرى رمادية كمنتا لمركبة عسكرية عند مفترق بلدة تمنين التحتا، وأطلق مَن في داخلهما النار بواسطة قذيفة «اينيرغا» على آلية الجيش قبل ان يمطر المسلحون العسكريين بزخات من الرصاص. ما ادى الى مقتل كل من المؤهل محمود احمد مرون (32 عاماً من الحدادين - طرابلس) و الرقيب خضر احمد سليمان (42 عاماً من التبانة - طرابلس)، والعريف زكريا احمد حبلص (25 عاماً من مواليد عيات - عكار) والعريف بدر حسين بدر بغداد (28 عاماً من حلبا - عكار). كما اصيب النقيب علام دنيا بجروح خطرة نقل على اثرها الى «مستشفى العبد الله» في رياق للمعالجة حيث خضع لاكثر من عملية جراحية.
وترافق الاعتداء على آلية الجيش مع اطلاق نار غزير في حي الشراونة في بعلبك «ابتهاجاً» بنجاح المكمن، وصودف وجود 86 سائحا فرنسيا في زيارة لقلعة بعلبك فأصيبوا بالخوف والهلع، فطلب وزير السياحة ايلي ماروني الى مرافقيه ومعاونيه الاتصال بهم وسحبهم الى دارته في زحلة حيث قام بالاعتذار منهم.
وعُلم ان الجيش اللبناني تمكن من رصد احدى السيارتين التابعتين للمسلحين التي توجهت الى احدى المناطق القريبة، ورفع الجهوزية التامة واستدعى العناصر التي كانت تقضي فترة عيد الفصح ونشر الآليات المؤللة على مفارق الطرق الرئيسية والفرعية، وقام بتنفيذ طوق امني واسع في مناطق مختلفة من بعلبك - الهرمل، التي تحوّلت «ثكنة»، وصولا الى اطراف مدينة زحلة، كما تدخلت مروحيات عسكرية نوع «غازيل» نفذت تحليقا واسعا فوق سهل وجرود البقاع الشمالي.
وفي موازاة فداحة الجريمة، برز «استنفار» سياسي وامني لمواكبة هذا التطور الخطير الذي جاء في «توقيت حساس» واعتُبر امتحاناً لـ «هيبة» المؤسسة العسكرية عشية الانتخابات النيابية التي يشكل الجيش «العمود الفقري» لحماية «امنها».
وأورد موقع «النشرة» الالكتروني ان الجيش اللبناني حصل على غطاء من مختلف القوى السياسية بمن فيها «حزب الله» لتنفيذ ليل أمني واسع النطاق في منطقة البقاع لاعتقال الذين أقدموا على اغتيال العسكريين الأربعة.
وأشار الموقع إلى ان غطاءً سياسياً سورياً توافر للجيش لتنفيذ هذه الليلة الأمنية، فيما تحدثت معلومات عن ان الجيش لن يهدأ الاّ بتسليم الارهابيين الّذين نفّذوا الاعتداء ضد جنوده وسيضرب «بيد من حديد» لمنع تكرار مثل هذه الجريمة.
يذكر ان الجيش حوّل منطقة بعلبك بقعة امنية ومنع الصحافيين من التقاط الصور.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي