إيران تنظر من الجانب
إطلاق القمر الصناعي الكوري الشمالي إلى الفضاء أمس، حتى وإن كان معظم محافل الاستخبارات في العالم الغربي تقدر بأنه فشل، هو خطوة استفزازية فظة من جانب بيونغ يانغ تجاه الولايات المتحدة. فكوريا الشمالية تحدت إدارة أوباما، في ظل تجاهلها الحظر الصريح من جانب مجلس الأمن والتحذيرات المسبقة الصادرة عن واشنطن. ومع أن الرئيس الأميركي عقب بحدة («الخروقات يجب معاقبتها، ينبغي للكلمات أن يكون معنى»)، ولكن من هنا وحتى الخطوات الحقيقية الأخرى فإن الطريق طويل.
كوريا الشمالية تخضع للعقوبات منذ أعوام، ومع ذلك فقد أطلقت الصاروخ أمس، وهي تواصل رقصتها المعقدة مع الأسرة الدولية: خطوة إلى الأمام، اثنتان إلى الوراء وعودة على بدء. وها هو اختبار دولي مهم أول لباراك أوباما الذي من شأنه أن يقتطع من وقته رغم الأولوية المفهومة التي يمنحها لمكافحة الأزمة الاقتصادية، من الداخل ومن الخارج.
من ستتابع باهتمام خاص السلوك الأميركي في هذه القضية ستكون إيران. بعد أشهر عدة ستشرع واشنطن في حوار ديبلوماسي مع طهران سيكون هدفه النهائي وقف البرنامج النووي الإيراني. وتعهد أوباما بذلك دون صلة بالتطورات في كوريا الشمالية. ولكنه إذا ما أبدى نهجاً ليناً تجاه بيونغ يانغ، إذا ما أخذ الإيرانيون الانطباع بأن الرئيس الجديد ليس مجرباً ومتشدداً بما فيه الكفاية في إدارة المفاوضات فإن من شأنهم أن يستخلصوا من ذلك استنتاجات مقلقة.
قبل أكثر من عام بقليل طورت القيادة الإسرائيلية السابقة آمالا عابثة وكأن الولايات المتحدة كفيلة بأن تقصف المواقع النووية في إيران أو كبديل تعطي إسرائيل ضوء أخضر للعمل بدلاً منها. هذا لم يحصل في عهد إدارة بوش. في الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السابق إلى البلاد، في مايو من العام الماضي، حرص حتى على الايضاح لمحادثيه بأن الضوء في الاشارة الضوئية الأميركية بقي أحمر فاقع. رسالة مشابهة، يمكن الافتراض، نقلت أيضاً في لقاء رئيس الأركان الأميركي، الأدميرال مايك ملن مع نظيره غابي اشكنازي، على هوامش مؤتمر الناتو في نهاية الأسبوع الماضي. في جهاز الأمن يفترضون بأن احتمالات أن يوافق أوباما على مثل هذا الهجوم أدنى بكثير.
العلاقة بين كوريا الشمالية وإيران أعمق. د. افرايم كام، نائب رئيس معهد بحوث الأمن القومي، يقول أن خطة الصواريخ الإيرانية تستند إلى العلم والتكنولوجيا من بيونغ يانغ. وعندما تطلق كوريا الشمالية صاروخاً، من شأنه أن يحمل في المستقبل رأساً متفجراً بوزن طن إلى مسافة نحو ستة آلاف كم، فإن الافتراض هو أن إيران توجد فقط على بعد خطوات عدة خلفها. رئيس مجال الفضاء في معهد «فيشر للدراسات الاستراتيجية» تل عنبر يشرح بأن الحديث لا يدور عن نوعين منفصلين من تكنولوجيا الصواريخ: القدرة اللازمة على إطلاق قمر صناعي هي ذات صلة أيضاً بإطلاق صاروخ أرض أرض بعيد المدى. لم تنجح أي دولة كما يذكر، في محاولة إطلاق أول صاروخ لها، وهناك من فشل في محاولاته الثانية.
عاموس هرئيل
«هآرتس»
كوريا الشمالية تخضع للعقوبات منذ أعوام، ومع ذلك فقد أطلقت الصاروخ أمس، وهي تواصل رقصتها المعقدة مع الأسرة الدولية: خطوة إلى الأمام، اثنتان إلى الوراء وعودة على بدء. وها هو اختبار دولي مهم أول لباراك أوباما الذي من شأنه أن يقتطع من وقته رغم الأولوية المفهومة التي يمنحها لمكافحة الأزمة الاقتصادية، من الداخل ومن الخارج.
من ستتابع باهتمام خاص السلوك الأميركي في هذه القضية ستكون إيران. بعد أشهر عدة ستشرع واشنطن في حوار ديبلوماسي مع طهران سيكون هدفه النهائي وقف البرنامج النووي الإيراني. وتعهد أوباما بذلك دون صلة بالتطورات في كوريا الشمالية. ولكنه إذا ما أبدى نهجاً ليناً تجاه بيونغ يانغ، إذا ما أخذ الإيرانيون الانطباع بأن الرئيس الجديد ليس مجرباً ومتشدداً بما فيه الكفاية في إدارة المفاوضات فإن من شأنهم أن يستخلصوا من ذلك استنتاجات مقلقة.
قبل أكثر من عام بقليل طورت القيادة الإسرائيلية السابقة آمالا عابثة وكأن الولايات المتحدة كفيلة بأن تقصف المواقع النووية في إيران أو كبديل تعطي إسرائيل ضوء أخضر للعمل بدلاً منها. هذا لم يحصل في عهد إدارة بوش. في الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السابق إلى البلاد، في مايو من العام الماضي، حرص حتى على الايضاح لمحادثيه بأن الضوء في الاشارة الضوئية الأميركية بقي أحمر فاقع. رسالة مشابهة، يمكن الافتراض، نقلت أيضاً في لقاء رئيس الأركان الأميركي، الأدميرال مايك ملن مع نظيره غابي اشكنازي، على هوامش مؤتمر الناتو في نهاية الأسبوع الماضي. في جهاز الأمن يفترضون بأن احتمالات أن يوافق أوباما على مثل هذا الهجوم أدنى بكثير.
العلاقة بين كوريا الشمالية وإيران أعمق. د. افرايم كام، نائب رئيس معهد بحوث الأمن القومي، يقول أن خطة الصواريخ الإيرانية تستند إلى العلم والتكنولوجيا من بيونغ يانغ. وعندما تطلق كوريا الشمالية صاروخاً، من شأنه أن يحمل في المستقبل رأساً متفجراً بوزن طن إلى مسافة نحو ستة آلاف كم، فإن الافتراض هو أن إيران توجد فقط على بعد خطوات عدة خلفها. رئيس مجال الفضاء في معهد «فيشر للدراسات الاستراتيجية» تل عنبر يشرح بأن الحديث لا يدور عن نوعين منفصلين من تكنولوجيا الصواريخ: القدرة اللازمة على إطلاق قمر صناعي هي ذات صلة أيضاً بإطلاق صاروخ أرض أرض بعيد المدى. لم تنجح أي دولة كما يذكر، في محاولة إطلاق أول صاروخ لها، وهناك من فشل في محاولاته الثانية.
عاموس هرئيل
«هآرتس»