الملتقى الاعلامي العربي السادس / الجلسة الرابعة / اعتبر أن أزمة الإعلام تكمن في «عدم نضج المجتمع السياسي والحياة الديموقراطية والحزبية»
كمال: تحول الصحافيين إلى زعماء سياسيين مشكلة كبيرة على المستوى المهني للصحافة
صباح الخالد متوسطاً عبدالله السليمان وفاطمة المخيزيم
عبدالله كمال متحدثاً
المحاضرون في الجلسة الرابعة (تصوير نور هنداوي)
| كتب عماد خضر |
أكد رئيس تحرير «روز اليوسف» المصرية عبدالله كمال ان «الازمة السياسية التي تواجه الاعلام العربي والصحافة بسبب عدم نضج المجتمع السياسي بالشكل الكافي فيما يخص الحياة الديموقراطية والحزبية»، لافتا إلى ان «الازمات امر ملازم لمهنة رئيس التحرير وترتقي للارتباط الشرفي بينهما خصوصا في مجتمعاتنا العربية».
جاء ذلك خلال جلسة «ازمات رؤساء التحرير» ضمن فعاليات الملتقى الاعلامي العربي السادس امس.
وقال كمال «لا اتحدث عن خلط ما بين الرأي والخبر وليس الفرق بين المعلومة والانحياز الايديولوجي ولكن في اعتقادي فإن الحياة السياسية تعاني من ايقاع ابطأ من الايقاع الصحافي، ما ادى الى ان تكون الصحف هي ساحات التفاعل السياسي وليس الاحزاب التي لاتستطيع ان تعبر عن نفسها او عن كل التيارات بشكل اساسي، وبذلك تكون الصحف هي ميادين التنافس لان التنظيمات السياسية لا تقوى على ان تقوم بذلك وهو ما يجعل الصحافيين ممثلين للاتجاهات المختلفة».
وبين ان «هذا الوضع يعد مشكلة كبيرة لأنه يعطي الصحافي ميزة معينة من حيث كونه مؤثرا سياسيا بها وتحوله الى امور ليست باختصاصاته المهنية لأنها تأكل من حساب مؤسسات ثانية في المجتمع وتؤدي على المديين القصير والطويل الى مشكلة كبيرة في المستوى المهني لأنها تحول الصحافيين إلى زعماء سياسيين».
واشار كمال إلى ان «هذا الوضع يتضح في الصحف ذات الانحيازات السياسية في مختلف انحاء العالم العربي»، مضيفا «باعتقادي ان كثيرا من حوادث الاغتيال التي تعرض لها الصحافيون في مناطق من العالم العربي لها علاقة بالاداء السياسي اكثر من الاداء المهني في المنطقة ما ادى الى هدر مقوماته الموضوعية لصالح الانحياز الايديولوجي وتحويل الصحافيين خصوصا رؤساء التحرير الى زعماء سياسيين ونشأة اجيال جديدة على اساس انهم سياسيون لا صحافيون».
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة بغداد علي الحناوي «يصعب جدا ان ان تكون في جبهة حرب بل عدة جبهات وانت تمارس عملا مثل ادارة صحيفة ففي ظرف كهذا فإن اول ما يواجهك هو كيف لك ان تجمع زملاءك العاملين معك في وقت محدد ومكان محدد معلوم والمفخخات والانفجارات والعمليات المسلحة الارهابية تغزو الشوارع ومدينة مقطعة الاوصال تخلقها الحواجز (الكنكريتية) وسيطرة الاحتلال وتتساقط علي احيائها القنابل» مضيفا ان «دقائق معدودات هاجمت فيها طائرات قلب اميركا وهي قوة عظمى احدثت رعبا وهلعا وخسائر كارثية افقدتها صوابها، فكيف ببلد صغير مثل العراق خرج من حربين و«عشعش» فيه الارهاب لاكثر من خمس سنوات وكيف سيكون وضعه وهو يعاني من بناه التحتية».
واضاف «نعاني من عقبات عدة مهنية وفنية ومادية وضغوطات ومصاعب لكننا نبقى نتطلع ونفتح نوافذ الامل، وما وجودنا هنا إلا دليل لتطلعنا من اجل ان نتعلم ونكتسب الخبرة ونتفاعل ونجتهد وننهض».
وطالبت رئيسة تحرير جريدة تشرين السورية سميرة المسالمة بـ«ضرورة خروج الملتقى الاعلامي العربي السادس بتوصيات تؤكد على اقرار قانون يضبط الاعلام الالكتروني حتى يكون هناك مجال حقيقي للتنافس بين الصحافة الالكترونية والورقية»، لافتة الى ان «المنافسة بين الاعلام الالكتروني والورقي ليست عادلة».
واضافت المسالمة «لم نراع في سورية مع الانفتاح الاعلامي والالكتروني ضبط قوانين جديدة لتنظيم السوق الاعلامي، ونعاني من كم الدعاوى القضائية التي ترفع ضد رؤساء التحرير والمحررين»، مطالبة «بضرورة تأكيد توصيات الملتقى على الغاء حبس الصحافي احتياطيا بسبب قضايا نشر، ولكن يحاسب على القضايا التي تؤثر على الامن القومي».
وبدوره، قال رئيس تحرير جريدة الاتحاد الاماراتية راشد العريمي: من يرد ان يستمر، «فليقدم الجديد الدائم والتطوير الدائم وتقييم التجربة دوريا لسد اي ثغرات قبل اتساعها وتحولها إلى فجوات بين الصحيفة والقارئ».
وتابع «لقب السلطة الرابعة شرف تحميه المصداقية والشفافية اولا واخيرا... والبقاء لمن يحترم القارئ ويقدم الحقائق بالادلة والاثبات حتى وان كانت موجعة احيانا ولاشك ان اصعب تسويق في العالم هو الكلمة، فهي ليست منتج خداع لدعاية «شامبو» او منشط وانما هي الصدى لصوت الناس... القارئ».
وبين العريمي ان «الصحافة الورقية باتت مهددة بالانقراض، وهناك طغيان ثقافة الصورة والانترنت».
ولفت إلى ان الاستمرارية «تعني نقل الصحافة الورقية من حالة «استتاتيكية» تتعامل مع تثبيت اللحظة و«تشريح» احداثها، إلى حالة «ديناميكية»، يمكن من خلالها الاستعانة بوسيط الكتروني يقلص الفجوة الزمنية بين المطبوع والرقمي والمرئي، ويقدم افادات جديدة على مدار الساعة، والصحافة الالكترونية».
أتحدث كرئيس تحرير
وليس كمقرب من السلطة
اشار رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين جم ابوملحة إلى «توقف صحف كبيرة في العالم امام الازمة التي يمر بها العالم»، مشيرا إلى ان «رؤساء تحرير الصحف شاركوا في انهيار هذه الصحف إلى حد كبير».
واضاف علينا ان «نواجه الازمة الحالية للمحافظة على العمل في التحرير الورقي بعد ان سيطرت الصحافة الالكترونية».
وقال عبدالله كمال «يجب اتاحة الفرصة امام المواطن الذي يتضرر من الممارسة الصحافية تجاهه للجوء إلى القضاء»، لافتا إلى «ضرورة تعامل رؤساء التحرير مع مهنتهم باعتبارهم فريق عمل».
في رده على مداخلة لمراسل الـ«BBC» طالب فيها «رئيس تحرير جريدة روز اليوسف عبدالله كمال بضرورة مطالبة السلطة في مصر بالغاء حبس الصحافيين - والذي مازال سيفا مصلتا على رقابهم - باعتباره صحافيا مقربا من السلطة، واكد كمال انه يتحدث كرئيس تحرير وليس كمقرب من السلطة».
أكد رئيس تحرير «روز اليوسف» المصرية عبدالله كمال ان «الازمة السياسية التي تواجه الاعلام العربي والصحافة بسبب عدم نضج المجتمع السياسي بالشكل الكافي فيما يخص الحياة الديموقراطية والحزبية»، لافتا إلى ان «الازمات امر ملازم لمهنة رئيس التحرير وترتقي للارتباط الشرفي بينهما خصوصا في مجتمعاتنا العربية».
جاء ذلك خلال جلسة «ازمات رؤساء التحرير» ضمن فعاليات الملتقى الاعلامي العربي السادس امس.
وقال كمال «لا اتحدث عن خلط ما بين الرأي والخبر وليس الفرق بين المعلومة والانحياز الايديولوجي ولكن في اعتقادي فإن الحياة السياسية تعاني من ايقاع ابطأ من الايقاع الصحافي، ما ادى الى ان تكون الصحف هي ساحات التفاعل السياسي وليس الاحزاب التي لاتستطيع ان تعبر عن نفسها او عن كل التيارات بشكل اساسي، وبذلك تكون الصحف هي ميادين التنافس لان التنظيمات السياسية لا تقوى على ان تقوم بذلك وهو ما يجعل الصحافيين ممثلين للاتجاهات المختلفة».
وبين ان «هذا الوضع يعد مشكلة كبيرة لأنه يعطي الصحافي ميزة معينة من حيث كونه مؤثرا سياسيا بها وتحوله الى امور ليست باختصاصاته المهنية لأنها تأكل من حساب مؤسسات ثانية في المجتمع وتؤدي على المديين القصير والطويل الى مشكلة كبيرة في المستوى المهني لأنها تحول الصحافيين إلى زعماء سياسيين».
واشار كمال إلى ان «هذا الوضع يتضح في الصحف ذات الانحيازات السياسية في مختلف انحاء العالم العربي»، مضيفا «باعتقادي ان كثيرا من حوادث الاغتيال التي تعرض لها الصحافيون في مناطق من العالم العربي لها علاقة بالاداء السياسي اكثر من الاداء المهني في المنطقة ما ادى الى هدر مقوماته الموضوعية لصالح الانحياز الايديولوجي وتحويل الصحافيين خصوصا رؤساء التحرير الى زعماء سياسيين ونشأة اجيال جديدة على اساس انهم سياسيون لا صحافيون».
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة بغداد علي الحناوي «يصعب جدا ان ان تكون في جبهة حرب بل عدة جبهات وانت تمارس عملا مثل ادارة صحيفة ففي ظرف كهذا فإن اول ما يواجهك هو كيف لك ان تجمع زملاءك العاملين معك في وقت محدد ومكان محدد معلوم والمفخخات والانفجارات والعمليات المسلحة الارهابية تغزو الشوارع ومدينة مقطعة الاوصال تخلقها الحواجز (الكنكريتية) وسيطرة الاحتلال وتتساقط علي احيائها القنابل» مضيفا ان «دقائق معدودات هاجمت فيها طائرات قلب اميركا وهي قوة عظمى احدثت رعبا وهلعا وخسائر كارثية افقدتها صوابها، فكيف ببلد صغير مثل العراق خرج من حربين و«عشعش» فيه الارهاب لاكثر من خمس سنوات وكيف سيكون وضعه وهو يعاني من بناه التحتية».
واضاف «نعاني من عقبات عدة مهنية وفنية ومادية وضغوطات ومصاعب لكننا نبقى نتطلع ونفتح نوافذ الامل، وما وجودنا هنا إلا دليل لتطلعنا من اجل ان نتعلم ونكتسب الخبرة ونتفاعل ونجتهد وننهض».
وطالبت رئيسة تحرير جريدة تشرين السورية سميرة المسالمة بـ«ضرورة خروج الملتقى الاعلامي العربي السادس بتوصيات تؤكد على اقرار قانون يضبط الاعلام الالكتروني حتى يكون هناك مجال حقيقي للتنافس بين الصحافة الالكترونية والورقية»، لافتة الى ان «المنافسة بين الاعلام الالكتروني والورقي ليست عادلة».
واضافت المسالمة «لم نراع في سورية مع الانفتاح الاعلامي والالكتروني ضبط قوانين جديدة لتنظيم السوق الاعلامي، ونعاني من كم الدعاوى القضائية التي ترفع ضد رؤساء التحرير والمحررين»، مطالبة «بضرورة تأكيد توصيات الملتقى على الغاء حبس الصحافي احتياطيا بسبب قضايا نشر، ولكن يحاسب على القضايا التي تؤثر على الامن القومي».
وبدوره، قال رئيس تحرير جريدة الاتحاد الاماراتية راشد العريمي: من يرد ان يستمر، «فليقدم الجديد الدائم والتطوير الدائم وتقييم التجربة دوريا لسد اي ثغرات قبل اتساعها وتحولها إلى فجوات بين الصحيفة والقارئ».
وتابع «لقب السلطة الرابعة شرف تحميه المصداقية والشفافية اولا واخيرا... والبقاء لمن يحترم القارئ ويقدم الحقائق بالادلة والاثبات حتى وان كانت موجعة احيانا ولاشك ان اصعب تسويق في العالم هو الكلمة، فهي ليست منتج خداع لدعاية «شامبو» او منشط وانما هي الصدى لصوت الناس... القارئ».
وبين العريمي ان «الصحافة الورقية باتت مهددة بالانقراض، وهناك طغيان ثقافة الصورة والانترنت».
ولفت إلى ان الاستمرارية «تعني نقل الصحافة الورقية من حالة «استتاتيكية» تتعامل مع تثبيت اللحظة و«تشريح» احداثها، إلى حالة «ديناميكية»، يمكن من خلالها الاستعانة بوسيط الكتروني يقلص الفجوة الزمنية بين المطبوع والرقمي والمرئي، ويقدم افادات جديدة على مدار الساعة، والصحافة الالكترونية».
أتحدث كرئيس تحرير
وليس كمقرب من السلطة
اشار رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين جم ابوملحة إلى «توقف صحف كبيرة في العالم امام الازمة التي يمر بها العالم»، مشيرا إلى ان «رؤساء تحرير الصحف شاركوا في انهيار هذه الصحف إلى حد كبير».
واضاف علينا ان «نواجه الازمة الحالية للمحافظة على العمل في التحرير الورقي بعد ان سيطرت الصحافة الالكترونية».
وقال عبدالله كمال «يجب اتاحة الفرصة امام المواطن الذي يتضرر من الممارسة الصحافية تجاهه للجوء إلى القضاء»، لافتا إلى «ضرورة تعامل رؤساء التحرير مع مهنتهم باعتبارهم فريق عمل».
في رده على مداخلة لمراسل الـ«BBC» طالب فيها «رئيس تحرير جريدة روز اليوسف عبدالله كمال بضرورة مطالبة السلطة في مصر بالغاء حبس الصحافيين - والذي مازال سيفا مصلتا على رقابهم - باعتباره صحافيا مقربا من السلطة، واكد كمال انه يتحدث كرئيس تحرير وليس كمقرب من السلطة».