جنبلاط أعلن «على مضض» التخلّي عن 3 نواب و«استنكر» عدم المجيء بعبيد

لبنان: «استنفار» الأسبوع الحاسم في اللوائح والترشيحات للانتخابات

تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|
خلافا للكثير من الانطباعات والتسريبات والمعطيات الاعلامية والصحافية التي برزت في نهاية الاسبوع الماضي، بدا المشهد الانتخابي في لبنان في الساعات الاخيرة غارقاً في جوانب غامضة عدة يصعب معها رسم اللوحة الكاملة لصورة التحالفات النهائية لكل من فريقيْ الغالبية والمعارضة قبل اكتمال اللوائح الاساسية لكل منهما على الاقل.
ولعل الاسبوع الجاري يشكل مهلة شبه نهائية لبلورة هذه اللوحة اذ ان ثمة تطورات حصلت وأخرى ستحصل من شأنها تظهير الاتجاهات الحاسمة لكل من فريقي 14 مارس و8 مارس. فغداً، تقفل عند منتصف الليل، آخر مهلة لتسجيل اسماء المرشحين للانتخابات النيابية. وينتظر ان يرتفع عدد المرشحين للانتخابات الى اكثر من 500 او 600 على اقل تقدير، باعتبار ان اليوم وغداً سيشهدان تدفقاً كثيفاً لمرشحين معروفين او جدد من بينهم الكثير من مرشحي 14 مارس الذين لم يسجلوا ترشيحاتهم بعد.
والى هذا العامل الذي سيكشف حيوية كبيرة في حركة الترشيحات تعكس الغليان السياسي الهائل الذي ولّده الاستحقاق الانتخابي، فإن الترشيحات ستكشف ايضاً مصير مناطق معينة واذا كانت ستشهد معارك حادة او تلتحق بالمناطق التي اصابتها «نعمة» التهدئة والتسويات الضمنية. ولعل من ابرز هذه النماذج المرشحة للحسم مدينة صيدا التي في حال ترشح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للانتخابات عن المقعد السني الثاني فيها فمعنى ذلك انها ستشهد معركة كبيرة لان الاطراف المعارضة مدفوعة من رئيس البرلمان نبيه بري ستخوض مواجهة عبر تأييد النائب اسامة سعد ضد السنيورة والنائبة بهية الحريري. اما في حال العكس فقد يكون الامر مرشحاً لتسوية ما.
في المقابل، فإن قوى 14 مارس لا تزال ماضية نحو تصفية العقبات الصعبة التي تعترض تشكيل اللوائح في عدد لا يستهان به من الدوائر لا سيما في المناطق المسيحية وكذلك طرابلس. ويبدو ان الامر قطع شوطاً مهماً بعد انجاز لائحة الشوف والاتفاق على معظم اسماء لائحة البقاع الغربي. وتبقى لوائح اساسية مرتبطة بكسروان وجبيل والبترون والمتن باعتبار ان الاسماء في هذه الدوائر مترابطة نظراً الى تشابك القوى المتنافسة وطموحاتها ومطالبها.
واذا كانت المعطيات اشارت في الساعات الاخيرة الى ما يشبه انهيار المفاوضات بين زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي حول تحالف طرابلس، فان المقعد الماروني في هذا التحالف ربط بدوره بمصير التسويات الجارية بين الحريري وكل من حزب الكتائب و«القوات اللبنانية» على ترشيحات اخرى في مناطق الجبل والشمال المسيحية، بما يعني ان شبكة التعقيدات لدى 14 مارس لم تذلل بعد ولا تزال تقتضي مزيداً من الوقت.
اما على المقلب المعارض، فان زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون وحلفاءه من الاحزاب والشخصيات المسيحية والشيعية خصوصا، يزمعون انجاز التحالفات هذا الاسبوع حول دوائر بعبدا وزحلة وجزين، في حين ستترك لائحة المعارضة في المتن الشمالي خصوصاً الى ما بعد تبين نتائج التحالف بين الرئيس امين الجميل والنائب ميشال المر والتي يبدو انها اقتربت بدورها من مراحل حاسمة.
في غضون ذلك، توالى اعلان البرامج وإطلاق الحملات الانتخابية، وكان الأبرز في هذا الإطار المهرجان الحاشد الذي أقامه «تيار المستقبل» عصر امس في مجمع «البيال» وكشف فيه وثيقته السياسية وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي، وسط تأكيد الحريري «مصيريّة استحقاق 7 يونيو ووحدة 14 مارس».
وفي سياق انتخابي آخر متصل بفريق «14مارس»، فغداة إطلاق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط لائحة هذه القوى في الشوف وتضمّ اليه، مروان حمادة، دوري شمعون، جورج عدوان، محمد الحجّار، علاء الدّين ترّو، وايلي عون، اعلن الزعيم الدرزي «بامتعاض وأسف» التخلي عن ثلاثة من نواب «اللقاء الديموقراطي» يضافون الى النائب نبيل البستاني (في الشوف وحلّ مكانه رئيس حزب «الاحرار» دوري شمعون)، وهم: انطوان اندراوس في عاليه (يُستبدل بالمرشح الكتائبي فادي الهبر)، وعبد الله فرحات (في بعبدا ليحلّ محله على الأرجح الياس ابو عاصي من «الأحرار»)، وفيصل الصايغ (في عاليه لمصلحة الوزير طلال ارسلان).
وكرر جنبلاط خلال جولة له في مدينة الشويفات، اسفه لأنه والحريري لم يتمكنا من دعم ترشح النائب السابق جان عبيد في طرابلس.
وعن لائحة عاليه، قال: «طبعا اكرم (شهيّب) موجود في عاليه وهنري حلو وفؤاد السعد ونفاخر بان يكون هناك لقاء وتحالف وتفويض مع الامير طلال ومن حقه ان تكون له اللائحة التي يريد. هذا حق طبيعي وديموقراطي، وفي منطقة بعبدا عندما تجرأت وذكرت بعض الاسماء قامت القيامة والبيانات وكأنني أصادر أيمن شقير. يكفي. أيمن شقير يكفي، مع الأسف نتخلى عن عبدالله فرحات».
ولم ينته «الغبار» الذي أثاره اعلان رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مهرجان «البيال» اول من امس ترشيح «القوات» لريشار قيومجيان عن المقعد الأرمني في دائرة بيروت الأولى ، اذ سجّل حزب «الرمغافار» (من أرمن «14 مارس») اعتراضه واكد في بيان للجنته التنفيذية «دعمه وتضامنه مع النائب سيرج طورسركيسيان كمرشح لقوى 14 مارس عن مقعد الارمن الكاثوليك» في هذه الدائرة.
وفي هذا الاطار، اكد نائب «القوات» أنطوان زهرا، أن «ما أعلن في مؤتمر «القوات» في مجمع البيال ليس انجيلاً أو قرآنا».
وفي المتن الشمالي، يرجح ان تعلن خلال 48 ساعة لائحة النائب ميشال المر ومرشحي 14 مارس والتي سيترك فيها مقعد شاغر للارمن (عن حزب «الطاشناق»)، وستضم في شكل شبه محسوم: سامي الجميّل ونسيب لحود وبيار الاشقر وسركيس سركيس عن الموارنة، والنائب ميشال المر والوزير ابراهيم نجار عن الروم الارثوذكس، وايلي كرامة عن الروم الكاثوليك.
وفي دائرة البقاع الغربي - راشيا اشارت معلومات الى ان ترشيح امين وهبي عن المقعد الشيعي حسم بالتوافق بين قادة 14 مارس، على ان يكون ممثل حركة اليسار الديموقراطي بدل النائب الياس عطا الله الذي يشغل المقعد الماروني في طرابلس ولن يعاد ترشيحه عنه وسط ارتفاع أسهم الكتائبي سامر جورج سعادة ليحلّ فيه.
وفي المقلب الآخر، كرر رئيس مجلس النواب تحفظه عن ترشيح السنيورة للانتخابات في صيدا، لافتاً الى انه لا يرى عاصمة الجنوب «الا متوازنة في التمثيل». لكنه تدارك: «ان المعركة الانتخابية موجودة».
وقال بري لقناة «اورانج تي في»: «منذ عام 1992 وعند كل استحقاق انتخابي كان الرئيس رفيق الحريري يحاول اقناعي بأن تكون صيدا ممثلة بلون واحد. لكنني رفضت ذلك دائماً لقناعتي بان بوابة الجنوب لا تكون محصورة بطرف واحد. واليوم المحاولة تتكرر بالكلام على ترشح السنيورة. اما قناعتي فما زالت هي هي».
وعن العلاقة مع النائب سعد الحريري، اعلن: «ما في شيء أرسل اليّ دعوة مع النائب محمد قباني لحضور احتفال اعلان وثيقة البيال فوافقت وكلفت قباني فورا تمثيلي مما قد يعتبره الحريري رذالة».
وحول العلاقة مع عون، اكد: «لا خلاف بيني وبين الرئيس عون، وانا في امور كثيرة أسير باتفاقات بعد ان يكون هو وافق عليها. فمثلا اعتماد قانون الستين، اي مبدأ الاقضية، لولا الجنرال غير الله ما كان خلاّني وافق عليه». اضاف: «ان العماد عون هو حليف حليفي وهي عبارة سليمة جداً ومعبّرة كان يرددها الامام علي. ان الرئيس عون ليس طائفيا (...) وقد استطاع ان يخرج من القمقم الطائفي وهذا ما لم استطع انا ان افعله».
واذ استبعد «ان تتكوّن كتلة نيابية حول رئيس الجمهورية بعد الانتخابات»، اشار الى «ان المسعى كان جدياً وصارماً عام 2005 للحؤول دون أن اكون رئيساً للبرلمان والامر نفسه يتكرر اليوم (...) بناء على التعليمات التي وجهتها السفيرة الاميركية ميشيل سيسون».
واعلن نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ان «العالم بأسره سيتعامل مع نتائج الانتخابات بحسبها». واشار الى انه بعد 7 يونيو «ستتغيَّر الاصطفافات السياسية، وستجدون جهات موجودة في 14 مارس غيَّرت موقفها وموقعها».
وأكد رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية «أن المعارضة بعد الثامن من يونيو ستسير من انتصار إلى آخر».
ورد فرنجية على بعض ما جاء في كلمات خطباء مهرجان «القوات»، مشيراً إلى ان حل حزب «القوات» جاء «بسبب الجرائم التي ارتكبها أحدهم الذي حوّل نفسه آلة قتل»، معتبراً «أن الالة العسكرية القواتية أمعنت قتلاً وتدميراً في المجتمع المسيحي ولم تكن أبداً للدفاع عنه»، ومؤكداً أن عون «خط الدفاع الأول عن مشروعنا وخطنا السياسي وقد حقق الحماية للمسيحيين وهذا لم يستطع أحد أن يفعله».
وفي سياق إطلاق اللوائح، اعلن «تيار الانتماء اللبناني» (مناهض لـ «حزب الله» وحركة «أمل») اسماء مرشحيه الـ 14 للانتخابات المقبلة، وهم رئيسه أحمد الأسعد (شيعي) في دائرة مرجعيون- حاصبيا، والياس ابو رزق (المقعد الارثوذكسي) ومرهن رمضان (المقعد الشيعي) في الدائرة نفسها، ورباح ابي حيدر وعلي مهنا واحمد خواجة (عن المقاعد الشيعية) في دائرة بنت جبيل، وعلي الامين عن المقعد الشيعي في دائرة صور، والعميد زين خليفة عن المقعد الشيعي في دائرة الزهراني. ورشح عن المقاعد الشيعية في بعلبك - الهرمل كلاً من رفعت المصري، محمد سليمان حيدر، ابو الخير شاهين، محمد صبحي ياغي، رياض زعيتر ومفضل علو .
كما اطلق الحزب السوري القومي الاجتماعي اسماء مرشحيه. واكد أنه سيسمي مرشحاً في دائرة عالية خلال 24 ساعة.
والمرشحون هم: محمود الحسن (عن عكار)، سليم سعادة (الكورة)، غسان الأشقر (المتن الشمالي)، مروان فارس (بعلبك ـ الهرمل)، أسعد حردان (رئيس الحزب مرجعيون ـ حاصبيا).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي