تركي العازمي / أبناء القبائل والتغيير المنتظر!

تصغير
تكبير
في أحد الأيام الممطرة بعيداً عن زحمة الديوانيات المعهودة في مثل هذه الأيام جلس بقربي زميل مخضرم ودار حوار عن الأوضاع في الدائرة الخامسة وعن المرشحين والفرعيات وكان ردي عليه: إن أي نائب حالي لم يقم بالواجبات التالية فعليه التنحي والاعتزال ليفسح المجال لغيره:
1 - مواجهة آثار معركة الصباحية في الانتخابات الماضية من منظور دستوري وقانوني وشعبي.
2 - إجراء لقاءات تشاورية مع المواطنين والمختصين من أبناء الدائرة لبحث تصوراتهم على القضايا المطروحة وعرض التوجه الشعبي إزاءها في مجلس الأمة، وتحديداً في لجانه.

3 - إجراء زيارات ميدانية مع الوزراء المعنيين لمعرفة أوجه التصور في مناطق الدائرة، مثل غرب هدية، تلوث أم الهيمان، الاختناقات المرورية، التجاوزات، وتدني الخدمات الأخرى والعمل على حلها بشكل فعلي وسريع.
4 - استقبال المواطنين والعمل على تلبية طلباتهم «القانونية» من دون محاباة وتحيز لفئة دون أخرى.
إلى هنا، واستوقفني باستغراب «غير هالكلام»، فقلت ابحث عن التغيير يا صاحبي، فالحياة في مجملها تمر بمراحل متغيرة والصفة النيابية ليست موروثة والمشرع وضع الدستور لاحترامه. أما أصحاب «مع الخيل يا شقرا» ومن بالكاد تشاهد صورته في الصحف، فواجب حتمي السلام عليه و«مجاملته اجتماعياً» وليس بالضرورة أن تأتي «حبة الخشم» و«طلبناك» دافعاً للتصويت له!
إن تجربة التغيير جميلة مفيدة صحية إن جاءت مدروسة خاصة، وأن معظم قاعدة الناخبين من فئة الشباب ويستطيعون التمييز بين الصالح والطالح.
إن أبناء القبائل والتغيير المنتظر حلم ثقافته غير متوافرة، لأن المعيار الحقيقي للاختيار مازال «الخدمات» فإن لم يخدم المرشح، ولا يمتلك مفاتيح منتشرة بين الدواوين والتجمعات، فلن ينجح حتى وإن أجمع خلق الله على أنه كفاءة ويستحق الصوت من منظور وطني مشرف!
لذلك، نحن نبدي وجهة نظر الفئة الواعية المدركة للأحداث التي تتطلب رجالاً تعرف أهمية الاتصال والعلاقات والمساواة عند التعامل مع أبناء الدائرة، وعليه نتمنى على المشاركين بالفرعيات وضع ضمائرهم قبل جرة القلم ولو لمرة واحدة بعيداً عن العاطفة لتتغير الوجوه ويأتي لنا نواب جدد ولا بأس بالاحتفاظ بأصحاب المواقف الوطنية، فهم من نحتاج بشدة في المرحلة المقبلة.
لقد أتعبتنا حالة المجاملة وأرهقتنا خارطة الاقتراع من ديوانية لأخرى: فهل نحسن ولو لمرة واحدة الاختيار المبني على الكفاءة، النزاهة، المعرفة، الصدق والأمانة، الرشد، والأهم أن يكون متحدثاً لبقاً شجاعاً لا يخضع للضغوط؟ والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي