لغة الأشياء / لهذه الأسباب سأتوقف!
| باسمة العنزي |
غابرييل جارثيا ماركيز ينوي اعتزال الكتابة، لأنها لم تعد تلائم ظروف عمره «أصبحت الكتابة متعبة بالنسبة إلي». ذلك ما أكدته كارمن بالسيس وكيلة أعماله، عبر قولها انها لا تعتقد أنه سيكتب مجددا.
وأنا تضامنا مع رغبة جابو التوقف عن الكتابة, قررت أيضا أن أتوقف عن كتابة مقالي الأسبوعي في «الراي» مع الفارق الشاسع بيني وبين والد الواقعية السحرية في الرواية, سأتوقف بعد سنوات من المداومة الأسبوعية على ممارسة هوايتي الجميلة وفتح نافذة صغيرة كل سبعة أيام على حقل شاسع تغمره أشعة الشمس, وذلك للأسباب التالية:
- أولا: لأن عدد قرائي لا يتجاوز الثلاثة أشخاص.
- ثانيا: أحيانا أشعر بالرغبة في التحول إلى شخصية، كسولة دون أن تباغتني رسالة قصيرة من الزميل مدحت علام تنبهني بالتأخير «لا تنسي المقال يا باسمة».
- ثالثا: لأن الكتابة صارت للجميع والقراءة للفرد النادر وجوده!
- رابعا: لأنني سئمت البحث عما هو جميل وسط كل ما هو قبيح.
لهذه الأسباب ستظل علامة (مغلق) علي واجهة (لغة الأشياء) لفترة غير معلومة, ربما شهر أو عام أو عقد من الزمان.
ولن أتراجع عن قراري حتى لو حاولت الجهات العليا في «الراي» إقناعي بالعدول عما نويت, ليس لأنني حسمت الأمر بل لأنني لا أقبل الوساطة، بيني وبين تلك الأخرى التي يروق لها أحيانا مشاكسة الأشياء.
سيقلب القارئ الصفحة دون أن يلاحظ أن هناك اسما واحدا من بين عشرات الأسماء، قرر الاختباء خلف حاجز اللغة متشرنقا بمزاجه وقلقه وهدوئه الأزلي.
يترنح مسمار في حائط... تقذف حصاة في بحيرة... يصمت المذيع في نشرة الأخبار... يتعثر الممثل على خشبة المسرح... يمتد الصدأ لمقبض الباب... تسقط القطرة الأخيرة في الحوض.
تتشابك الأفعال ناسجة صيرورتها دون الاكتراث بمسألة تدوينها, نحتاج أن نرقب أكثر من حاجتنا للتعليق, نتوق لخطوة لا تغمرها مياه المد لتمحيها بلا اكتراث, ولكلمات صلاحيتها تمتد بشكل يثير حنق الحبر والمطبعة.
ولأنه أبريل سمحت لنفسي بالكذب على نفسي وكتابة قرار لم يتخذ, لذا سأبقى برغبتي الأكيدة.
الآن صار بإمكان قرائي الثلاثة إنهاء المقال دون الشعور بالفقد القريب.
غابرييل جارثيا ماركيز ينوي اعتزال الكتابة، لأنها لم تعد تلائم ظروف عمره «أصبحت الكتابة متعبة بالنسبة إلي». ذلك ما أكدته كارمن بالسيس وكيلة أعماله، عبر قولها انها لا تعتقد أنه سيكتب مجددا.
وأنا تضامنا مع رغبة جابو التوقف عن الكتابة, قررت أيضا أن أتوقف عن كتابة مقالي الأسبوعي في «الراي» مع الفارق الشاسع بيني وبين والد الواقعية السحرية في الرواية, سأتوقف بعد سنوات من المداومة الأسبوعية على ممارسة هوايتي الجميلة وفتح نافذة صغيرة كل سبعة أيام على حقل شاسع تغمره أشعة الشمس, وذلك للأسباب التالية:
- أولا: لأن عدد قرائي لا يتجاوز الثلاثة أشخاص.
- ثانيا: أحيانا أشعر بالرغبة في التحول إلى شخصية، كسولة دون أن تباغتني رسالة قصيرة من الزميل مدحت علام تنبهني بالتأخير «لا تنسي المقال يا باسمة».
- ثالثا: لأن الكتابة صارت للجميع والقراءة للفرد النادر وجوده!
- رابعا: لأنني سئمت البحث عما هو جميل وسط كل ما هو قبيح.
لهذه الأسباب ستظل علامة (مغلق) علي واجهة (لغة الأشياء) لفترة غير معلومة, ربما شهر أو عام أو عقد من الزمان.
ولن أتراجع عن قراري حتى لو حاولت الجهات العليا في «الراي» إقناعي بالعدول عما نويت, ليس لأنني حسمت الأمر بل لأنني لا أقبل الوساطة، بيني وبين تلك الأخرى التي يروق لها أحيانا مشاكسة الأشياء.
سيقلب القارئ الصفحة دون أن يلاحظ أن هناك اسما واحدا من بين عشرات الأسماء، قرر الاختباء خلف حاجز اللغة متشرنقا بمزاجه وقلقه وهدوئه الأزلي.
يترنح مسمار في حائط... تقذف حصاة في بحيرة... يصمت المذيع في نشرة الأخبار... يتعثر الممثل على خشبة المسرح... يمتد الصدأ لمقبض الباب... تسقط القطرة الأخيرة في الحوض.
تتشابك الأفعال ناسجة صيرورتها دون الاكتراث بمسألة تدوينها, نحتاج أن نرقب أكثر من حاجتنا للتعليق, نتوق لخطوة لا تغمرها مياه المد لتمحيها بلا اكتراث, ولكلمات صلاحيتها تمتد بشكل يثير حنق الحبر والمطبعة.
ولأنه أبريل سمحت لنفسي بالكذب على نفسي وكتابة قرار لم يتخذ, لذا سأبقى برغبتي الأكيدة.
الآن صار بإمكان قرائي الثلاثة إنهاء المقال دون الشعور بالفقد القريب.