أشرف السيد طلبه / المكتبات ومراكز المعلومات ... وتكنولوجيا المعلومات

تصغير
تكبير
لقد نجحت تكنولوجيا المعلومات في تحقيق المعادلة الصعبة في ان تجمع بين الاكفأ والاعلى قدرة، وبين الارخص والاكثر سهولة في الاستخدام، كما ارتقت نظم المعلومات على جبهات عدة من زيادة سرعة تنفيذ العمليات الحسابية والمنطقية، إلى زيادة سعة التخزين للوسائط الالكترونية، ومن زيادة كفاءة ملحقات العرض والطباعة إلى زيادة امكانات لغة البرمجة العالية وقدرتها على التعبير، وفي الوقت نفسه تتهاوى تكلفة تكنولوجيا المعلومات بصورة غير مسبوقة، ولم يقتصر الامر على انخفاض كلفة اقتناء نظم الحاسب الآلي والمعلومات، بل ازدادت سهولة استخدامها حتى اصبحت في متناول الجميع. ويرجع الفضل في ذلك إلى فكرتين ذهبيتين هما «التصغير المتناهي» و«الرقمنة» حيث شمل التصغير كل شيء بدءا من وحدة البناء الاساسية الممثلة في شرائح السيليكون فائقة الكفاءة والسعة التخزينية، وقد كان التصغير وراء سرعة انصهار تكنولوجيا المعلومات داخل كيان المجتمع، اما الرقمنة فهي من اهم انجازات تكنولوجيا المعلومات حيث عملت على اسقاط الحواجز الفاصلة بين انساق الرموز المختلفة من نصوص، واصوات، وانغام، واشكال، وصور ثابتة ومتحركة بتحويل جميع هذه الانساق الرمزية إلى سلاسل رقمية قوامها (الصفر والواحد) حتى تتواءم مع نظام الاعداد الثنائي اساس عمل الحاسب، وكان من فضل التصغير والرقمنة انخفاض التكلفة، وسهولة الاستخدام. ويملي علينا التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم واجبات كثيرة ويدفعنا إلى المبادرة واستخدام اقصى ما يمكن ان يتاح من الاساليب التكنولوجية المعاصرة بحيث نتخلص من النظم التقليدية من اجل مواكبة التطور، ومسايرة روح العصر، عصر الانفجار المعرفي والتقدم التكنولوجي، حيث اصبح واضحا جليا ان العلم والتكنولوجيا يشكلان عصب تقدم الامم وازدهارها، وهما الوسيلة الوحيدة إلى دفع عجلة التقدم وخدمة اغراض التنمية. ويواكب هذا التقدم العلمي والتكنولوجي شدة الطلب على المعلومات والحاجة اليها بعد ان اصبحت هي المصدر الاول المساعد في عمليات التعليم، والبحث العلمي، والتخطيط، واتخاذ القرار، وبالتالي اصبحت المعلومات ثروة حقيقية لا تقل في قيمتها عن الثروات الطبيعية، والبشرية الموجودة في المجتمع، وزاد ذلك من اعباء المؤسسات الاختزانية، المكتبات ومراكز المعلومات، في ملاحقة هذه المعلومات، وتنظيمها، وحفظها، واسترجاعها بأدق واسرع الوسائل، رغم تزايدها المستمر، وتنوع الاوعية التي تسجل عليها وتشتتها اللغوي والجغرافي.
فماذا اعدت امة (اقرأ) للمستقبل الذي تكون فيه المعلومة من اهم مصادر القوة؟
لقد ظهرت في الوطن العربي بوادر الدعوة إلى اهمية استخدام الحاسب الآلي في عمليات المكتبات ومراكز المعلومات العربية، بعد انتشار استخدام الحاسب في مكتبات الغرب في معظم العمليات بنجاح كبير، وبرزت هذه الدعوة في عدد من المؤتمرات والندوات والتي عقدت في عدد من العواصم العربية من نهاية السبعينات من القرن الماضي، وبالفعل بدأت المكتبات ومراكز المعلومات في العالم العربي تستخدم الحاسب الآلي في اعمالها، وان كان هذا لا يعني بالضرورة تحويل العمليات كافة من الشكل اليدوي إلى الشكل الآلي.
وعلينا ان نتفق على ان الحاسب الآلي لا يمكن ان يكون بديلا عن خبرة الانسان وحكمته، ولكن يجب ان يعتبر اداة تساعد الانسان في اداء عمله فالحاسب لا يعدو كونه آلة تنفذ ما يطلب منها بدقة شديدة، وسرعة فائقة وذلك بناء على تعليمات محددة، وبيانات واضحة وتسمى هذه التعليمات (برنامجا). وقد شهد استخدام الحاسب الآلي في مجال المكتبات ومراكز المعلومات منذ بداية ظهوره تطورات مطردة، وتغييرات كبيرة بحيث لم يعد استخدام الحاسب الآلي في المكتبات ومراكز المعلومات مجرد نوع من الترف، او الرفاهية التكنولوجية، بل اصبح جزءاً لا يتجزأ من بنية المكتبات ومراكز المعلومات الحديثة، وبالطبع يختلف النظام التقليدي (اليدوي) في المكتبة او مركز المعلومات عن النظام المبني على الحاسب، حيث يعتمد النظام التقليدي على العمل اليدوي الذي يقوم به الافراد، اما إذا استخدم الحاسب الآلي في تنفيذ بعض او كل العمليات ففي هذه الحالة يعرف النظام بانه مبني على الحاسب الآلي، وفي هذه الحالة يشارك الافراد والحاسب في تأدية الاعمال في المكتبات ومراكز المعلومات ويطلــق على هــذه الحالة اسم «Human-Machine System» حيث يقوم الحاسب الآلي وفقا للبرامج المعدة لذلك بمساعدة الانسان (امين المكتبة) على تأدية اعمال مختلفة ومعقدة بأقل تكلفة، وبدقة اكبر وبسرعة فائقة تزيد كثيرا على دقة وسرعة الطرق التقليدية بالاضافة إلى تقديم خدمات جديدة لم تكن موجودة في النظم التقليدية. وتوجد اربعة طرق اساسية يمكن للمكتبة او مركز المعلومات عن طريقها بناء النظام الآلي وهي:
• شراء او ايجار نظام جاهز.
• الاشتراك مع مجموعة من المكتبات ومراكز المعلومات من خلال شبكة تعاون مكتبي.
• تطويع وتبني نظام بعد نجاح استخدامه في مكتبة او مركز معلومات مماثل.
• تصميم وتكوين نظام جديد محليا.
ولكل طريقة من هذه الطرق مميزاتها وعيوبها التي يمكن الحديث عنها لاحقا بشيء من التفصيل ان شاء الله.
أشرف السيد طلبه
Ashraftolba77@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي