همس

أريد وردة واحدة فقط

تصغير
تكبير
| منى عبدالباري |
تعودنا بعد وفاة الشخص وعلى الأخص في بعض الدول الأخرى، عندما يموت الشخص في السنة الأولى بالذات وأقول السنة الأولى لربما حرارة الفقدان مازالت ساخنة بخلاف السنوات التي ستأتي في ما بعد، بأن يتم إهداء المتوفى باقة من الزهور وليس من الضروري أن تكون باقة بمعنى باقة كبيرة من الزهور، حتى وإن كانت بسيطة، ولكن أوجه سؤالاً لكل شخص لم لا يتم إهداء البعض كل تلك الزهور أثناء الحياة لم عندما نفقد شخصا عزيزا علينا، نعرف قيمته ونبدأ بإهداء الزهور لقبره، على الرغم أثناء حياته لربما لم يحصل على وردة واحدة، أو لم يسمع كلمة تسر الخاطر لم هـذا التناقض.
حتى الذكريات... نتذكر فيها كل ما هو جيد ونذكر الإيجابيات، في حين الشخص في حياته لم ننظر لكلا الجانبين من السلبيات والإيجابيات، وإنما نقيس الأمور على سلبيات من حولنا، رغم أن لكل منا سلبياته وايجابياته، فحسننا أن نقول: «اذكروا محاسن موتاكم»، ولكن المبالغة ليست بالأسلوب الجميل والمبالغ لطرح شخصية المفقود بعد مماته، وكأنه يصبح ملاكا وليس بشرا، ولكن على حد علمي أن الانسان، لطالما هو يعيش بتلك الحياة يحتاج للتقدير والحب والعطف والمدح أكثر وليس عندما يموت.
ولكن يراودني سؤال، هل معزة الإنسان تبدأ فعليا بعد الممات؟!، فربما هي حقيقة فعلاً، هذا ما لمسته على أرض الواقع وشاهدته، حينها أدركت أن قيمتي ستكون عالية عندما يفتقدني من حولي، ولكنني لا أريد باقة من الورد، وانما أريد وردة واحدة في حياتي، حتى استمتع بها وبجمالها، ولا أريدها في مماتي لأنني لن آخذ من تلك الحياة سوى عملي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي