وقفة إدارية
سوبرماركت الشهادات
صالح بن جليدان
| صالح بن جليدان |
العملية الإدراية تحتوي على عدد من الوظائف الرئيسية تتمثل في «التخطيط، التنظيم، التوجيه والقيادة، اتخاذ القرارات، الرقابة»، وهذه الوظائف تكمل بعضها البعض كما انها تؤثر على بعضها. علما بأن نجاح المنظمة في تحقيق اهدافها يتوقف من ناحية على درجة جودة انجاز الوظائف الإدارية مجتمعة. ومن ناحية اخري على مدى ملاءمة كل من بيئة العمل الداخلية والخارجية بما تحتويه من متغيرات سلوكية واجتماعية وسياسية... إلخ. لو اتينا وركزنا على اخر هذه الوظائف وهي (الرقابة)، حيث انها الوظيفة التي تستهدف قياس مدى النجاح في بلوغ الأهداف او إنجاز الأنشطة والتأكد من ان جميع الانشطة تسير في الطريق والأسلوب المرسوم او المخطط لها، واذا ما تم اكتشاف اي انحراف او فروق بين الأداء المخطط والأداء الفعلي فإن بهذا ضرورة القيام باتخاذ بعض الاجراءات التصحيحية اللازمة.
كثر في الآونة الأخيرة الحديث على قرارات وزارة التربية والتعليم العالي ممثلة في سعادة الوزيرة على ايقاف التسجيل او الاعتراف في بعض الجامعات «الفيليبين»، وقبلها بعض جامعات (جمهورية مصر)، وقبلها بعض جامعات (مملكة البحرين)، يا سعادة الوزيرة اعلم ويعلم الشارع الكويتي أن غالبية هذه الجامعات «سوبرماركت»، تبيع شهادات المستقبل وتتنافس على تخفيضات مستمرة، ولكن هدفها الرئيسي هو الحصول على الرسوم سواء الدفع كاش او التحويل السريع لا فرق، حيث كله مقبول المهم (ادفع وشيل) وربك كريم.
يا سعادة الوزيرة الكل يشاركك هذا القرار، وهذه هي الرقابة الادراية، ولكن لو سألنا انفسنا من هو المتضرر الرئيسي في هذا القرار لا شك انه الطالب، ولو سألنا من هو المسؤول الرئيسي عن وجود هذه الجامعات، لقال الجميع التعليم العالي ممثلا عن وزارة التربية وهي الجهة المسؤولة عن ترشيح هذه الجامعات للطلبه. تعلمين يا سعادة الوزيرة ان بهذا القرار ماذا فعلتِ بأبنائك الطلبة، لقد نسفتِ مستقبلهم الوظيفي، تعلمين يا سعادة الوزيرة ان معظم هولاء الطلبة حين يتخرجون من جامعات يخجلون من ذكر اسماء جامعتهم، تعلمين ان معظم القطاع الخاص لا يقبل هذه الشهادات علما بأنها مصدقة من التعليم العالي، حيث لا يعترف بها وهل وهل وهل؟ كنت اتمنى لو ان اول القرارات التي تتخذينها هو نسف لجان تقييم الجامعات، ومن ثم تقومين بزياره للتعليم العالي، وتطلعين على ما يحدث هناك، وبخاصة في بداية شهر1 وبداية شهر 5، ومن ثم تبعثين احد ابنائك في العلاقات العامة في التعليم العالي، ويسألهم اود ان اكمل تعليمي ما الطريقة؟! تعلمين ماذا ستسمعين كالتالي (روح خذ أسماء الجامعات في البرشور وخاطب الجامعة وجيب قبول مبدئي)، ومن ثم تذهبين إلى تسجيل في الدراسات العليا في جامعة الكويت، وترين الشروط غير الطبيعية، مثال على ذلك ماجستير MPA معدل جيد جدا، توفل، GMAT، ومقابلة ولجان وغيرها كثير، وفي النهاية يقبلون من يريدون وغير هذه الأمور كثيرة، يا سعادة الوزيرة، واليوم تلومين ابناءك الطلبة انهم انجرفوا لهذه الجامعات بسبب وجود مكاتب سهلت لهم جميع الأمور.
يا سعادة الوزيرة كنت أتمني لو ترين ما قام به بعض دول الخليج وبخاصة في الإمارات وقطر، من استقطاب ارقى جامعات العالم، وتعملين على هذا النهج، لانكم مطالبون بإعادة الهيبة الغائبة للشهادة العلمية، لكي يتم تخريج علماء يضيفون لمداد الإنجاز الوطني... ولا يضافون ككتلة عدد لا تقدم ولا تؤخر... وذلك يتم برسم الحدود التي يتحرك طالب العلم في إطارها.
«اذا كنت تبحث عن انهيار مجتمع فابحث عن التعليم»... نجيب محفوظ
* دراسات عليا
Al_ajmi_saleh@hotmail.com
العملية الإدراية تحتوي على عدد من الوظائف الرئيسية تتمثل في «التخطيط، التنظيم، التوجيه والقيادة، اتخاذ القرارات، الرقابة»، وهذه الوظائف تكمل بعضها البعض كما انها تؤثر على بعضها. علما بأن نجاح المنظمة في تحقيق اهدافها يتوقف من ناحية على درجة جودة انجاز الوظائف الإدارية مجتمعة. ومن ناحية اخري على مدى ملاءمة كل من بيئة العمل الداخلية والخارجية بما تحتويه من متغيرات سلوكية واجتماعية وسياسية... إلخ. لو اتينا وركزنا على اخر هذه الوظائف وهي (الرقابة)، حيث انها الوظيفة التي تستهدف قياس مدى النجاح في بلوغ الأهداف او إنجاز الأنشطة والتأكد من ان جميع الانشطة تسير في الطريق والأسلوب المرسوم او المخطط لها، واذا ما تم اكتشاف اي انحراف او فروق بين الأداء المخطط والأداء الفعلي فإن بهذا ضرورة القيام باتخاذ بعض الاجراءات التصحيحية اللازمة.
كثر في الآونة الأخيرة الحديث على قرارات وزارة التربية والتعليم العالي ممثلة في سعادة الوزيرة على ايقاف التسجيل او الاعتراف في بعض الجامعات «الفيليبين»، وقبلها بعض جامعات (جمهورية مصر)، وقبلها بعض جامعات (مملكة البحرين)، يا سعادة الوزيرة اعلم ويعلم الشارع الكويتي أن غالبية هذه الجامعات «سوبرماركت»، تبيع شهادات المستقبل وتتنافس على تخفيضات مستمرة، ولكن هدفها الرئيسي هو الحصول على الرسوم سواء الدفع كاش او التحويل السريع لا فرق، حيث كله مقبول المهم (ادفع وشيل) وربك كريم.
يا سعادة الوزيرة الكل يشاركك هذا القرار، وهذه هي الرقابة الادراية، ولكن لو سألنا انفسنا من هو المتضرر الرئيسي في هذا القرار لا شك انه الطالب، ولو سألنا من هو المسؤول الرئيسي عن وجود هذه الجامعات، لقال الجميع التعليم العالي ممثلا عن وزارة التربية وهي الجهة المسؤولة عن ترشيح هذه الجامعات للطلبه. تعلمين يا سعادة الوزيرة ان بهذا القرار ماذا فعلتِ بأبنائك الطلبة، لقد نسفتِ مستقبلهم الوظيفي، تعلمين يا سعادة الوزيرة ان معظم هولاء الطلبة حين يتخرجون من جامعات يخجلون من ذكر اسماء جامعتهم، تعلمين ان معظم القطاع الخاص لا يقبل هذه الشهادات علما بأنها مصدقة من التعليم العالي، حيث لا يعترف بها وهل وهل وهل؟ كنت اتمنى لو ان اول القرارات التي تتخذينها هو نسف لجان تقييم الجامعات، ومن ثم تقومين بزياره للتعليم العالي، وتطلعين على ما يحدث هناك، وبخاصة في بداية شهر1 وبداية شهر 5، ومن ثم تبعثين احد ابنائك في العلاقات العامة في التعليم العالي، ويسألهم اود ان اكمل تعليمي ما الطريقة؟! تعلمين ماذا ستسمعين كالتالي (روح خذ أسماء الجامعات في البرشور وخاطب الجامعة وجيب قبول مبدئي)، ومن ثم تذهبين إلى تسجيل في الدراسات العليا في جامعة الكويت، وترين الشروط غير الطبيعية، مثال على ذلك ماجستير MPA معدل جيد جدا، توفل، GMAT، ومقابلة ولجان وغيرها كثير، وفي النهاية يقبلون من يريدون وغير هذه الأمور كثيرة، يا سعادة الوزيرة، واليوم تلومين ابناءك الطلبة انهم انجرفوا لهذه الجامعات بسبب وجود مكاتب سهلت لهم جميع الأمور.
يا سعادة الوزيرة كنت أتمني لو ترين ما قام به بعض دول الخليج وبخاصة في الإمارات وقطر، من استقطاب ارقى جامعات العالم، وتعملين على هذا النهج، لانكم مطالبون بإعادة الهيبة الغائبة للشهادة العلمية، لكي يتم تخريج علماء يضيفون لمداد الإنجاز الوطني... ولا يضافون ككتلة عدد لا تقدم ولا تؤخر... وذلك يتم برسم الحدود التي يتحرك طالب العلم في إطارها.
«اذا كنت تبحث عن انهيار مجتمع فابحث عن التعليم»... نجيب محفوظ
* دراسات عليا
Al_ajmi_saleh@hotmail.com