محطة / حمد الهباد: مؤلفات يوسف الدوخي مازالت تنبض بالحياة



المنارة الثانية والاخيرة، كانت للفنان الدكتور يوسف دوخي، والتي جاءت في سياق انشطة مهرجان القرين «الثقافي».
ففي مساء الاثنين الماضي في مسرح الامانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب شارك الدكتور حمد الهباد، والدكتور فهد عباس الفرس في القاء الضوء على حياة هذا الرائد، من خلال بحثين، وقدم المنارة الدكتورة يوسف الرشيد.
واحتوت ورقة الدكتور حمد الهباد عنوان «يوسف فرحان دوخي ... بين الشعر والنغم»، قال فيها: «تزخر دولة الكويت بمصابيح ثقافية اضاءت الساحة الفنية الكويتية بابداعات وانجازات تخطت حدود الوطن، بل كان لها الدور الايجابي في بلورة الحياة الفنية الغنائية في كثير من الاقطار العربية المجاورة، ومن تلك المصابيح يبرز شعاع الفنان الراحل يوسف فرحان الدوخي احد نجوم الثقافة الغنائية الكويتية الذين اعطوا دولة الكويت والخليج العربي ثمرة جهودهم الفنية بباقة من المؤلفات الغنائية مازالت تنبض بالحياة إلى وقتنا الحاضر، فهو ملحن اغنية: قل للمليحة في الخمار الاحمر ... غناء الفنان عوض دوخي وهو ملحن اغنية «آه يا جاسي» ومن غنائه ايضا، وهو كاتب كلمات اغنية صوت السهارى واغنية لا تخاصمني، وغيرها من روائع الاعمال التي مازالت تجدد اصالتها الفنية عبر اكثر من اربعة عقود من الزمن.
واضاف: «وتنحصر مشكلة الدراسة في عدم توافر مصادر ترصد وتوثق اعمال الفنان الراحل يوسف دوخي او حياته وسيرته الفنية، بل يندر على الباحثين تتبع ابداعاته الفنية ومدى تأثيرها على مسيرة الاغنية الكويتية منذ اواخر الخمسينات من القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر وذلك لندرة المراجع والمصادر».
وسلط دراسة الهباد الضوء على اهم انجازات الراحل يوسف دوخي الفنية والادبية واهم الاحداث التي اثرت في حياته الفنية. وتحليل اعماله الغنائية والشعرية اضافة إلى تسليط الضوء على شخصيته التي كثيرا من اصدقائه المقربين يجهلونها تماما، يتحدث الاستاذ صالح الغريب عن ذلك بقوله: فعلى الرغم من معرفتي به وعن قرب لمدة عشرين سنة حتى اكتشفت بعد وفاته ان هناك اشياء كثيرة كانت غائبة عني وعن اقرب الناس اليه.
وطرح الهباد في بحثه منهج واسلوب الوصف والتحليل لتلك الاعمال من قصائد غنائية والحان واسلوب اداء، ضمن حدود زمنية من الفترة لعام 1958 - 1964 والفترة من 1981 - 1990.
وقسم الهباد في دراسته حياة دوخي الفنية الى ثلاث مراحل اساسية اولها: التي بدأها في الاذاعة الكويتية عام 1958 - 1964 كمتعاون فني مع شقيقة عوض دوخي إلى ان اصبح معتمدا في الاذاعة، وثانيها: سفره للدراسة عام 1964 إلى عام 1981 ما يقارب سبع عشرة سنة قضاها خارج البلاد حتى حصوله على الدكتوراه، وثالثها: استقراره في الكويت ما يقارب تسع سنوات إلى عام 1990 حيث توفاه الله بعد مرض عضال.
والقى الهباد الضوء على شخصية دوخي من خلال شاعرية دوخي وعلاقته بالاغنية الكويتية وغيرها.
وتضمنت دراسة الهباد الشعر والالحان والغناء في حياة دوخي، والتجديد في الاغنية الكويتية، وشغله لمنصب عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية وغيرها.
وتحدث الدكتور فهد الفرس عن «الفنان يوسف دوخي بين الاصالة والتطوير» ليقول: «يعتبر الفنان القدير د. يوسف دوخي احد الفنانين من جيل الرواد في الستينات وهو العصر الذهبي للاغنية الكويتية، وقد استطاع بموهبته ودراسته الموسيقية ان يترك بصمة واضحة في مسيرة الاغنية الكويتية، بما قدم من اعمال غنائية وادبية وموسيقية ناجحة مازالت باقية حتى الان لجودتها من حيث الكلمة واللحن والاداء. واذا اردنا ان نفهم فنا ما، او ندرس احدى الشخصيات الفنية، وجب علينا ان نتعرف على العوامل التي نشأ الفن او الفنان في كنفها، والخصائص التي ميزته عن غيره، والظروف التي ترعرع فيها وتطور. ولكن نفهم عقلية الفنان ونقدر اعماله، يجب علينا ان ندرس ما كان يتخذه من الاهداف وينظر اليه كمثل أعلى في الحياة يسعى إلى تحقيقها، او يهدف إلى ابرازها في اعماله، والفنان يوسف دوخي تأثر تأثرا كبيرا وواضحا بالبيئة الكويتية، والتراث الغنائي الشعبي، وهو احد المعاصرين لتلك الفنون الشعبية، وظهرت امكاناته الفنية مع حركة التطوير التي شهدتها الكويت في بداية الستينات مع عهد الاستقلال، وتفاعل وتجانس مع هذا التطور وقدم مجموعة من الالحان التي تأخذ الروح والسمات والطابع الشعبي الكويتي، من حيث الكلمة، والجملة اللحنية والتركيبة الايقاعية، ومن تلك الفنون التي اهتم بتطويرها فن الصوت والسامري والطنبورة. ومن خلال هذا البحث سأقف في محطات رئيسة في حياة الفنان القدير الدكتور يوسف دوخي، كان لها اثر كبير في حياته الفنية والادبية والاكاديمية».
وبالتالي فقد تحدث المحاضر عن الاغنية الشعبية في الكويت، والبيئات الكويتية «البدوية والمدنية والبحرية»، والحان دوخي الوطنية وجمال صوته، وعلاقته بفن الصوت، والطنبورة، والسامري، وتقديمه للعديد من الافلام السينمائية الوثائقية، ونشاطه المسرحي، والاعلام.