تقرير / تحاول منذ التسعينات إيجاد موقع لها على الخريطة الصومالية

خبراء: نفوذ «القاعدة» يبقى محدودا في الصومال

تصغير
تكبير
باريس - ا ف ب - ان كان اسامة بن لادن يحلم منذ زمن طويل بجعل الصومال ارض جهاد حقيقية، الا ان نفوذه فيها يبقى محدودا برأي بعض الخبراء، رغم الجهود التي يبذلها والفوضى السائدة في هذا البلد.
والواقع ان بعض الفصائل الصومالية جنحت الى التطرف، فتقربت من طروحات «القاعدة» ولا سيما بعد تدخل الجيش الاثيوبي عام 2006، غير ان العوامل المحلية والوطنية المعقدة والمتشعبة لا تزال تغلب في مناطق عديدة على الدعوات الى الجهاد.
وحض بن لادن في رسالة صوتية تم بثها الاسبوع الماضي، المقاتلين الاسلاميين «ابطال الصومال» الى «خلع وقتال» الرئيس شيخ شريف الشيخ احمد ومواصلة «الجهاد». وكان هذا آخر نداء في سلسلة طويلة من المساعي التي تبذلها «القاعدة» منذ مطلع التسعينات في محاولة لايجاد موقع لها على الخريطة الصومالية.
وقال الباحث الفرنسي دومينيك توما، اختصاصي التطرف الاسلامي في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، «لم يكن سهلا على القاعدة اقامة وجود قوي في هذه المنطقة في اي من الايام». وتابع: «بالطبع هناك مناطق قبلية وغياب تام للدولة، لكن الدين لا يلعب دورا مهما في هذه المنطقة. فالقبائل الصومالية اقل تجاوبا بكثير مع هذا الخطاب من افغانستان على سبيل المثال. انها اقرب الى مجموعات مبنية على العصبية العشائرية».
وفي تقرير بعنوان «مغامرات القاعدة في القرن الافريقي»، كتب باحثو مركز مكافحة الارهاب في كلية وست بوينت العسكرية الاميركية، «تبين ان الفوضى المخيمة في الصومال والتي قد نعتقد انها تخدم مآرب القاعدة، طرحت اشكالا على القاعدة بقدر ما طرحت اشكالا على المنظمات الغربية في سعيها مساعدة الصومال».
ورأى واضعو الدراسة التي تستند الى 27 وثيقة داخلية خاصة بـ «القاعدة» ضبطها الجيش الاميركي وازيلت عنها السرية، ان «الارهابيين الاجانب يكتشفون ان هذه المناطق النائية (..) ليست ملاذات بل بيئات عدوانية نسبيا ومنهكة». وتابع التقرير، «ان رسائلهم مليئة بالشكاوى بشأن الطعام والمياه غير الصالحة للشرب والملاجئ غير المريحة والحر والامراض والحشرات والآليات المعطلة والاطارات الفاسدة». واثار التدخل الاثيوبي نعرة قومية عززت بصورة خاصة «جماعة الشباب الاسلامية» المتطرفة التي تتزعم حركة تمرد مستمرة منذ 2006.
وتم منذ ذلك الحين رصد عدد متزايد من المقاتلين القادمين من الخارج الى هذا البلد.
لكن الباحث الفرنسي رولان مارشال، احد افضل اختصاصيي المنطقة، لفت الى ان «الواقع اكثر تشعبا وتناقضا بكثير كما هي الحالة على الدوام في الصومال». وتابع: «ثمة بالتاكيد عدد من قادة الشباب يقومون بالتنسيق مع الاجانب والقاعدة، لكن ثمة شريحة واسعة من التنظيم تتعاطف بشدة مع طروحاتهم غير انها تبقى بمنأى عنهم».
وقال: «ثمة في الصومال بعد وطني حقيقي يلامس العداء للاجانب، وهذا ما يجعل الناس غير مستعدين للامتثال لاوامر صادرة من الخارج».
وذكر رولان مارشال، ان الشباب هم في غالب الاحيان عناصر «يريدون الاستمرار في محاربة الرئيس الجديد، غير انهم لا يمتون بصلة الى عالم الجهادية العالمية». واشار في الوقت نفسه الى ان «ثمة تعبئة من قبل رجال الدين لدعم الشيخ احمد، وهذا امر يصعب التصدي له».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي