عواصم - وكالات - يستعد «المجلس الوطني الانتقالي» الليبي لتشكيل حكومة انتقالية جديدة تمثل «الوحدة الوطنية» في البلاد، في وقت تواجه قواته مقاومة عنيفة من قبل قوات معمر القذافي في آخر معاقل العقيد الفار. من جانبه، اكد القذافي في رساله نقلتها قناة «الرأي»، التي تبث من دمشق، امس، ان لا خيار امامه وامام انصاره سوى القتال «حتى النصر».
واوضح في الرسالة التي قراها مدير القناة مشعان الجبوري على الهواء: «لا يمكن ان نسلم ليبيا للاستعمار مرة اخرى. ليس امامنا الا القتال حتى النصر وهزيمة هذا الانقلاب».
واعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل، ليل اول من امس، في طرابلس ان حكومة انتقالية جديدة سترى النور في ليبيا «خلال اسبوع الى 10 ايام».
وقال في مؤتمر صحافي في طرابلس ان «حكومة جديدة سيتم تشكيلها خلال اسبوع الى 10 ايام». وتابع ان هذه الحكومة «ستضم ممثلين عن كل مناطق ليبيا»، مشيرا الى انها «حكومة وحدة وطنية». وتحدث عن «حكومتين، الاولى ستشكل بعد تحرير كامل تراب ليبيا، والثانية هي التي ستشكل قريبا لتنفيذ قرارات المجلس الانتقالي»، مضيفا: «ما زلنا في مرحلة تحرير ليبيا».
وفيما اشار الى ان الثوار لا يزالون «على الجبهات» في سرت وبني وليد خصوصا، قال انه «كانت هناك توقعات بحمامات دم في طرابلس، لكن وعي الثوار على تامين عاصمتهم كان له الاثر الاكبر».
وجاء اعلان جبريل عن الحكومة الجديدة في وقت يزور رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل طرابلس للمرة الاولى منذ انطلاق الثورة في منتصف فبراير.
كما تزامن الاعلان مع استمرار المعارك بين الثوار وقوات القذافي في بني وليد (170 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، احد آخر معاقل العقيد الليبي الفار. وأعلن الثوار أنهم أرجأوا هجوما على بني وليد بعدما وجدوا استعدادات لمقاومة عنيفة.
وقال الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي جليل الجلال: «كانت هناك مقاومة شرسة من جانبهم (الموالين للقذافي) في بني وليد. لا أعرف الوقت الذي ستستغرقه السيطرة على البلدة».
واستمع سكان بني وليد، احد آخر معاقل قوات معمر القذافي الذي لا يزال فارا بعد ظهر الاحد الى رسالة تدعو الى مقاومة قوات السلطات الليبية الجديدة.
وذكرت اذاعة موالية للقذافي في المدينة: «اخرجوا الى الشوارع لحماية ورفلة (القبيلة النافذة في بني وليد). انهم قادمون لقتلنا. يريدون نشر الفساد والدمار في كل مكان. اخرجوا اليوم، اليوم، اليوم. الان وقد تسلحتم لا عذر لكم. انه وقت الجهاد».
وقال مصطفى السنوسي المقاتل في صفوف الثوار والذي يتحدر من بني وليد ان «الحلف الاطلسي يقصف وطلبوا منا البقاء في الخلف». وفي غرب سرت، تواجه قوات الثوار ايضا مقاومة عنيفة من قبل الموالين للقذافي.
وقال القائد الميداني عمران العويب: «تقدمنا الى نقطة تبعد نحو 50 كيلومترا عن سرت»، مضيفا: «القينا القبض على 6 من مقاتلي القذافي، وكانت هناك مقاومة عنيفة تعرضنا خلالها للاستهداف بصواريخ غراد». وذكر شهود ان قوات القذافي هاجمت البوابة الامامية لمصفاة نفطية على بعد 20 كيلومترا من بلدة راس لانوف، امس، ما أسفر عن مقتل 15 حارسا واصابة اثنين. وفي طرابلس، افاد مصور «وكالة فرانس برس» انه تم العثور الاحد على مقبرتين جماعيتين تحويان 15 جثة متحللة.
وفي نيامي، وصل 32 مقربا من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بينهم نجله الساعدي، الى النيجر منذ الثاني من سبتمبر.
وقال رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني امام ديبلوماسيين اجانب في نيامي، امس: «استقبلنا في الاجمال 32 شخصا في بلادنا بينهم احد ابناء القائد الليبي هو الساعدي وايضا ثلاثة جنرالات».
من جهة اخرى، اعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الاحد ان اتصالات مباشرة تجرى بين بلاده والنظام الجديد في ليبيا، المجلس الوطني الانتقالي، الذي لم تعترف به الجزائر بعد.
وقال: «اعتبر اننا كنا واضحين تجاه اخواننا في المجلس الوطني الانتقالي الليبي حيال ضرورة تشكيل حكومة تمثل الشعب الليبي بكافة اطيافه». واعترفت الصين رسميا، امس، بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على انه «السلطة الحاكمة والممثلة للشعب الليبي»، حسب ما ذكرت «وكالة انباء الصين الجديدة» الرسمية.