وافت المنيّة أمس العم أحمد البزيع الياسين، رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي منذ إنشائه وحتى عام 1993، عن عمر يناهز 84 عاماً.
رحل الياسين بعد تحول حلمه الذي قضى جل عمره مع مجموعة من رفاق دربه يجتهدون في العمل على تحقيقه، إلى واقع ملموس وحقيقة راسخة حيث تحول بيت التمويل الكويتي من مصرف بفرع واحد عند تأسيسه في رمضان 1398 هجري الموافق 31 أغسطس 1978، إلى بنك عالمي بأكثر من 250 فرعا في عدد من دول العالم، وأصبح الاقتصاد الإسلامي لغة ومفاهيم عالمية معروفة ومتداولة بين العامة وفي أسواق المال المختلفة بعد أن ظلت عقودا حبيسة الكتب، وأدراج المكتبات، فأصبح العالم يتحدث الآن عن المرابحة والصكوك والإجارة والمشاركة وغيرها من المعاملات المالية الشرعية، بل ويرى في الاقتصاد الإسلامي طوق نجاة من أزمات عاصفة لا تكاد تمر فترة إلا وتعصف بمقدرات الشعوب وإمكانات الدول كبيرها وصغيرها.
ولد أحمد بزيع الياسين في 6 من شوال 1346هـ الموافق الثامن والعشرين من مارس عام 1928، في حي القناعات وسط الكويت، يوم موقعة الرقعي الشهيرة، ونشأ في أسرة محافظة متدينة، وكان جده ياسين محمد القناعي يمتلك سفينة شراعية وكان هو ربانها- لنقل الحجاج من الكويت والخليج العربي إلى ميناء جدة في المملكة العربية السعودية.
أما والده فقد عمل في تجارة الإبل، وكانت لديه حملة للحج حتى عام 1945، وكان كثير الأسفار بين الكويت والشام والسعودية على ظهور الإبل وكان ابنه المغفور له أحمد البزيع قد شارك معه في تلك الرحلات.
المدرسة المباركية
التحق العم أحمد بزيع بالمدرسة المباركية عام 1937، فكان من الأجيال المتقدمة فيها، ساعده في ذلك حصيلة جيدة من التعليم استقاها من الكُتاب، حتى إنه حين دخل الابتدائية واختبره ناظر المدرسة الأستاذ أحمد أفندي نقله إلى الصف الرابع متوسط مباشرة، وبقي فيها إلى عام 1942، حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي، ولم يكن بالمدرسة المباركية صف للثالث الثانوي آنذاك.
نبوغه العلمي
وبدت مظاهر النبوغ عند أحمد البزيع في وقت مبكر، فمما روي عنه أنه عندما كان في المرحلة الابتدائية عجز طلاب الصف السادس عن حل مسألة رياضية، وكان البزيع وقتها في الصف الرابع، فاستدعاه المدرس الأستاذ جابر حديد- فوفقه الله لحل المسألة، ما يشير إلى بروز ملامح الشخصية الاقتصادية فيه في تلك الفترة المبكرة، كما كان يميل إلى اللغة العربية والتاريخ والأدب، ويحفظ بعض الأشعار التي تتغنى بالتاريخ الإسلامي والعربي.
وكان من بين زملائه في المدرسة المباركية الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، عبدالرحمن سالم العتيقي، محمد يوسف العدساني، عبدالله سلطان الكليب، أحمد الخطيب، خالد عيسى الصالح، إبراهيم آل عبدالرزاق، جاسم القطامي، عبدالعزيز الخالد، يعقوب القطامي، صالح شهاب، سليمان حسين البدر وغيرهم كثيرون من الشخصيات المؤثرة في تاريخ الكويت المعاصر.
ومن الشخصيات التي تلقى العلم على يدها أحمد البزيع الملا بلال أستاذه الأول في الكُتاب، والأستاذ عبدالملك الصالح، والأستاذ عبدالله النوري، والداعية الدكتور بدر المتولي عبدالباسط، وعبدالعزيز العلي المطوع رحمهم الله جميعاً.
قبل «بيتك»
بدأ أحمد البزيع حياته العملية بعد تخرجه في الصف الثاني الثانوي عام 1942 وهو الصف الأخير في المدرسة المباركية- حيث عمل كاتب حسابات عند أحد التجار، وهو المغفور له العم سليمان إبراهيم المسلم -أحد المؤسسين لغرفة تجارة وصناعة الكويت- وذلك لأربع سنوات، فاستفاد خبرة واسعة في التجارة والإدارة وتعرف على طرق المراسلات التجارية، وبعدها توجه بطلب من خاله المغفور له عبدالعزيز العلي المطوع وهو من أكثر الشخصيات التي أثرت في حياة أحمد البزيع وذهب إلى لبنان وقضى هناك عامين، حيث كان للمطوع مكتب في بيروت مختص بالأقمشة والصيرفة، ثم انتقل للعمل في المملكة العربية السعودية لمدة 6 سنوات لإدارة الشؤون التجارية لخاله عبدالعزيز العلي المطوع، وقد عرضوا عليه تأسيس فرع لأحد البنوك التقليدية الكويتية في الخبر لكنه رفض العمل في بنك يتعامل بمعاملات لا تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وقدر الله له أن يعيش حتى عام 2009 والذي تم فيه تأسيس بيت التمويل السعودي الكويتي في مدينة الخبر أيضاً وكان يقول: أحمد الله أنني عشت حتى رأيت أحد الأحلام التي كنت أتمنى تحقيقها.
وبعد ذلك قابله المغفور له العم يوسف عبدالعزيز الفليج أحد أعمدة الاقتصاد الكويتي المعاصر- عند مسجد السوق وقال له: « يا أحمد الآن عليك خدمة وطنك بعد هذه الغيبة في الخارج » فأثرت فيه تلك الكلمات وبدأ للالتفات إلى الاقتصاد الوطني حيث انضم في 1970 إلى غرفة تجارة وصناعة الكويت، إلى جانب العضوية في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي، وعندما أسندت إليه الفائدة البنكية ضمن اختصاصاته في «المركزي» قدم استقالته وانطلق لتحقيق حلمه في تأسيس بيت التمويل الكويتي فوفقه الله إلى ذلك، وكان من بين أبرز المساهمين في تأسيس «بيتك» إلى جانب أحمد البزيع: بدر عبدالمحسن المخيزيم، عبدالرحمن سالم العتيقي، المغفور له عبدالله العلي المطوع، المغفور له الدكتور عيسى عبده، العم يوسف الحجي.
مبادرات عملية
حاول في فترة السبعينات تأسيس شركة أو بنك على المنهج الإسلامي، وكان دافعه لهذه الاستجابة لأمر الله تعالى بالابتعاد عن حرمة الربا في الأعمال التجارية،وحينما كان عضواً في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي طرح في احدى جلسات مجلس الإدارة موضوع ضرورة إنشاء مصارف إسلامية في ذلك الوقت، وبعد المناقشة المستفيضة وافقوا على ذلك، إلا أنهم أجلوا الموضوع إلى الجلسة التالية.
وفي بداية السبعينات زار الكويت المرحوم الأستاذ الدكتور عيسى عبده، فطرح فكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي مع بعض الأخوة الأفاضل أمثال : عبدالله سليمان العقيل ويوسف جاسم الحجي وغيرهما، فاستحسن الفكرة عبد الرحمن العتيقي وزير المالية آنذاك، فتم تأسيس بيت التمويل الكويتي، وكلف بالعمل فيه عقب مشاركة بعض الكويتيين ووزارة المالية في تأسيس بنك دبي الإسلامي بالتعاون مع الشيخ سعيد أحمد آل لوتاه.
وكان الشعب الكويتي متعطشا لخدمة مصرفية ومالية شرعية. وعلى الصعيد الرسمي كان صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - رحمه الله - خير معين وأكبر مساند لهذه الفكرة وهذا المنهج لعلاقته الوثيقة بالعقيدة الإسلامية.
الأيام الأولى لـ «بيتك»
تم تأسيس «بيت التمويل الكويتي» عام 1977، وبدأ العمل يوم 28 أغسطس 1978، كان رأسمال «بيتك» في ذلك الوقت 10 ملايين دينار كويتي بنسبة 49 في المئة للمؤسسات الرسمية و51 في المئة للقطاع الخاص.
كانت أول صفقة «لبيتك» شراء قسائم سكنية ثم بيعها، ثم توسع العمل بعد ذلك وأخذ يتوسع في القنوات الاستثمارية، وانتقل إلى مكتب في شارع أحمد الجابر لمقابلة الازدياد في أعداد الموظفين والموظفات والمراجعين.
وكان على «بيتك» في مرحلة التأسيس تثقيف الموظفين بالثقافة الاقتصادية الإسلامية، لأن عليهم بدورهم تثقيف المتعاملين معهم بهذه الثقافة، وقد قام احمد بزيع الياسين بدور اساسى ومهم في هذا الجانب.
المؤسسات الإسلامية
بعد أن ترسخت المعرفة والخبرة في مجال العمل المصرفي والمالي الإسلامي، أصبح في ميسور الشباب العاملين في «بيتك» أن يؤسسوا بأنفسهم شركات أو مصارف إسلامية، وقد كان الياسين يخاطب أولئك الشباب من أبناء «بيتك» منذ البدايات قائلاً «آمل أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه كل واحد منكم أن يقود مؤسسة أو بنكاً إسلامياً»، وقد تحقق هذا والحمد لله.
كما شغل وأسس وساهم يرحمه الله في العديد من لجان الفتوى والرقابة الشرعية في العديد من البنوك والشركات والمؤسسات المالية الإسلامية، وكان من اخر أدواره المشهودة مساهماته في عملية تحويل البنك الاهلى المتحد والبنك الدولي إلى العمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
وكان من دائم أمنياته رحمه الله» أن تعم المعاملات المشروعة المعمورة كلها، والله سبحانه وتعالى أعلن الحرب في القرآن على المتعاملين بالربا، والرسول عليه الصلاة والسلام لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، لما فيه من ظلم فادح على البشرية».
مشاركات سياسية
خاض الياسين انتخابات مجلس الأمة ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1963 حصل فيها على المركز العاشر، والثانية حصل فيها على المركز الرابع عشر عام 1967، بينما كان من نصيبه المركز السادس في المرة الثالثة عام 1975.
وكان العم أحمد بزيع الياسين، رحمه الله مدرسة ومرجعية أساسية يتعلم منها الجميع أصول ومفاهيم العمل المصرفي الإسلامي، وستظل رؤاه وأفكاره في هذا المجال سراجا منيرا يهتدي بنورها العاملون في الصيرفة الإسلامية، لقد كان المغفور له بإذن الله صاحب بصمة بارزة في العمل المصرفي الإسلامي في الكويت والعالم حتى استحق بالفعل أن يلقب بشيخ المصرفيين الإسلاميين أو نقيبهم ورائد الخدمات المصرفية الإسلامية في العصر الحديث. ووصفه فضيلة الشيخ الدكتور عجيل النشمي بأنه «الفقيه الاقتصادي الذي لم يتخرج في كلية شريعة ولا كلية اقتصاد.. الرجل الذي لم أر أشد عداوة منه للربا وصروحه، ولا أشد حماسة لمنهج الإسلام».
لقد خاض الشيخ أحمد حربا ضروسا على الربا بجميع أشكاله، ولم تكن تمر مناسبة إلا ويعلن رفضه العمل في أي مجال فيه ربا أو يقود إليه، حتى أنه أبى العمل في مجالات كثيرة في مستهل حياته العملية كان يرى فيها مجالا من مجالات الربا. ولم تكن حربه على غير هدى بل ان سعيه المتواصل لتحقيق حلمه في تعبيد الطريق أمام نشأة المصارف الإسلامية جعله يتعمق في دراسة كل ما يمت إليها من علم ديني فأصبح عالماً في مجاله. وطالب الشيخ أحمد في معظم المؤتمرات التي شارك فيها بإيجاد نظام اقتصادي واجتماعي خال من الربا.
ظل الشيخ أحمد يقول إنه عندما يتكلم الإنسان عن الاقتصاد الإسلامي عليه أن ينطلق من أصلين، هما منهج وشريعة ديننا الإسلامي الحنيف، ويقصد بالتأكيد كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وكان يرى أن في هذين الأصلين المنهج الاقتصادي المتكامل الذي رضي الله به لخلقه فلا يعتريه خلل ولا نقص ولاقصور وهو صالح لكل زمان ومكان.
في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وتحديدا في 16 أكتوبر 1987، شهد العالم بدء أزمة اقتصادية هزت البورصة وسائر المؤسسات المالية الأميركية وبعض دول العالم، ودعي الشيخ في العام نفسه إلى محاضرة كان محورها عن الأزمة تلك، ولو أن العالم استمع لما قاله آنذاك في الأزمة السابقة لما كانت الأزمة الأخيرة عام 2008. رأى الشيخ أحمد أن الانهيار الذي حدث لسوق الأسهم لا يمس إلا الظواهر الخارجية في حين أن المطلوب هو التوصل لجوهر المشكلة، وهو أن الانهيار الذي حدث يدل بوضوح على فشل وإفلاس النظام الاقتصادي العالمي الحالي الذي يرتكز على محور الربا في كل جوانبه.
وكان الشيخ أحمد يرى أن بيت التمويل الكويتي بدأ العمل في سوق عنوانها المنافسة، لكنه لم يهاجم من هاجمه ولم يطعن في عمل المؤسسات المصرفية التقليدية.
أوصى الشيخ أحمد المتخصصين في المصارف والشركات الإسلامية القائمة بشيئين أساسيين: أولهما الاستمرار بالتعاون والتنسيق في ما بينهم، وثانيهما : عندما تعتزم الشركات الإسلامية على تأسيس مصرف لها يقوم بالخدمات المصرفية، أن يكون مصرفا له صفة تنموية ويتناسب رأسماله مع أهدافه.
وللشيخ رأي معتبر حول العولمة التي يشهدها العالم، حيث يقول: إن في الاندماج المتكافئ قوة، وفي العالمية الإسلامية العدل والتضامن. وكان من أمنيات الشيخ أحمد الكبرى لتحقيق حلمه الكبير بالتحول الكلي إلى الاقتصاد الإسلامي مستقبلا، إنشاء معهد لتدريس الثقافة الفقهية «لأننا في أمس الحاجة إليه».
عضويات بالتأسيس
شغل الياسين عضوية تأسيسية في البنوك الاسلامية التالية:
1- بنك فيصل الإسلامي في السودان.
2- بنك دبي الإسلامي في دبي.
3- بنك بنغلاديش الإسلامي.
4- بنك بيتك تركيا.
5- بنك التنمية في مصر.
6- بنك البحرين الإسلامي.
سيرة موجزة
- رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي منذ إنشائه وحتى عام 1993.
- رئيس جلسات هيئة الفتوى والرقابة الشرعية في بيت التمويل الكويتي منذ تأسيسها وحتى عام 1996، ورئيس الهيئة منذ عام 1997 وحتى الآن.
- يمتاز بخبرة تجارية واستثمارية ومصرفية تمتد لفترة طويلة بدأت منذ عام 1942، تقلّد خلالها العديد من المناصب القيادية في مؤسسات متعددة؛ وهو خبير اقتصادي في مجمع الفقه الإسلامي، كما يتولى مناصب قيادية لعدد من الهيئات واللجان الخيرية المحلية والعالمية.
- تلقى تعليمه في الكويت، وقد حضر على كثير من مشايخ العصر وأئمة العلم، لكن أهم ما يميزه هو ما تلقاه من فقه المعاملات على الشيخ العلامة الدكتور بدر المتولي عبد الباسط، حيث جالسه وأخذ عنه على مدى 18 عاماً، ما أكسبه علماً وافراً في هذا الباب، وجمع بين الخبرة الاقتصادية والمعلومة الشرعية.
من مهماته:
- عضو مجلس إدارة البنك المركزي.
- رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ورئيس مجلس إدارة بيت التمويل التركي.
- عضو مجالس إدارات الهيئه الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية النجاة الخيرية، وجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية، وأمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي.
- عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية.
- رئيس الهيئة الاستشارية التشريعية في بنك الكويت الدولي.
- رئيس هيئات الفتوى والرقابة في بنك بوبيان وشركات: أعيان للإجارة والاستثمار، المستثمر الدولي، ودار الاستثمار.
عادل الماجد ناعياً الياسين:
نستذكر دعمه لمسيرة «بوبيان»
نعى نائب رئيس مجلس إدارة بنك بوبيان الرئيس التنفيذي عادل الماجد للكويت والعالم الإسلامي الشيخ أحمد بزيع الياسين، الذي شغل رئاسة هيئة الرقابة الشرعية للبنك منذ تأسيسه حتى أسابيع قليلة خلت.
وقال الماجد إن «فقدان الراحل الكبيرة يشكل خسارة للعمل المصرفي الإسلامي، وعزاؤنا أنه ترك بذاراً طيبة في مختلف المواقع التي شغلها، وفي نفوس محبيه».
وبيّن الماجد أن «بنك بوبيان يستذكر بالخير دعم الراحل لمسيرة البنك منذ انطلاقه، وهو الذي لم يبخل علينا بالنصيحة والتشجيع».
نصيحة شيخ
بقلم سعيد توفيقي
في شهر مارس من 2005 وفي اليوم الذي نشرت فيه وسائل الإعلام البيان الصحافي لبيت التمويل الكويتي طلبني العم أحمد بزيع الياسين ليسمعني ما شعرت به بأنه كلام يمتزج فيه النصح مع العتب. قال «لقد نسيت أهم جملة اعتدنا واعتدت أنت أن تضمنها في كل بيان عن نتائج الأعمال...» اعتقدت للوهلة الأولى أني قد نسيت مؤشرا من مؤشرات الأداء أو رقما من الأرقام، فسألته بعد أن أعدت قراءة البيان: ماهي ياعم بومجبل؟ فأجاب «بفضل الله ومنته تمكن بيتك من تحقيق أرباح...» وشدد على أهمية أن أذكر هذه الجملة في كل إعلاناتنا التي نشير فيها إلى تحقيق أي إنجاز.
كما أذكر أنه بعد تأسيس بيت التمويل الكويتي بالبحرين في رمضان من عام 2002 وفي درس الثلاثاء بعد صلاة الظهر أبلغنا بأنه سأل رفيق دربه بدر المخيزيم عن سبب تأخره في افتتاح «بيتك- البحرين» فرد المخيزيم «ألست يا بومجبل تحرص دائما على اختيار القوي الأمين؟»
وهنا إذ لا أدعي بأنني أحد المقربين منه فهناك فارق كبير بيني وبينه سواء في العمر أو العلم أو التقوى ولا نزكي على الله أحدا ولكن قدر الله لي أن أعمل في هذا الصرح الشامخ الذي يعتبر العم بومجبل أهم مؤسسيه وفي موقع أكون فيه مسؤولا عن إعداد واعتماد بياناته الصحافية وهو موقع يفرض على صاحبه الاحتكاك والالتقاء بمعظم العاملين فيه والمتعاملين معه ومنهم المرحوم بومجبل وفي كل ساعة لقاء معه كنت أخرج بفائدة ونفع لا يقدران بثمن.
وأختم بنصيحة سمعتها يقول لبعض الحضور في مؤتمر عن المصارف الإسلامية عقد بالكويت قبل سنتين وكانت آخر مشاركة له في حدث عام حيث طلبوا منه الدعاء أن يوفقهم في رحلة عمل فقال: «أخلصوا النية لله» نعم هي ثلاث كلمات ولكنها نصيحة شيخ غالية.
رحم الله أبا مجبل وأسكنه فسيح جنانه.
رحل الياسين بعد تحول حلمه الذي قضى جل عمره مع مجموعة من رفاق دربه يجتهدون في العمل على تحقيقه، إلى واقع ملموس وحقيقة راسخة حيث تحول بيت التمويل الكويتي من مصرف بفرع واحد عند تأسيسه في رمضان 1398 هجري الموافق 31 أغسطس 1978، إلى بنك عالمي بأكثر من 250 فرعا في عدد من دول العالم، وأصبح الاقتصاد الإسلامي لغة ومفاهيم عالمية معروفة ومتداولة بين العامة وفي أسواق المال المختلفة بعد أن ظلت عقودا حبيسة الكتب، وأدراج المكتبات، فأصبح العالم يتحدث الآن عن المرابحة والصكوك والإجارة والمشاركة وغيرها من المعاملات المالية الشرعية، بل ويرى في الاقتصاد الإسلامي طوق نجاة من أزمات عاصفة لا تكاد تمر فترة إلا وتعصف بمقدرات الشعوب وإمكانات الدول كبيرها وصغيرها.
ولد أحمد بزيع الياسين في 6 من شوال 1346هـ الموافق الثامن والعشرين من مارس عام 1928، في حي القناعات وسط الكويت، يوم موقعة الرقعي الشهيرة، ونشأ في أسرة محافظة متدينة، وكان جده ياسين محمد القناعي يمتلك سفينة شراعية وكان هو ربانها- لنقل الحجاج من الكويت والخليج العربي إلى ميناء جدة في المملكة العربية السعودية.
أما والده فقد عمل في تجارة الإبل، وكانت لديه حملة للحج حتى عام 1945، وكان كثير الأسفار بين الكويت والشام والسعودية على ظهور الإبل وكان ابنه المغفور له أحمد البزيع قد شارك معه في تلك الرحلات.
المدرسة المباركية
التحق العم أحمد بزيع بالمدرسة المباركية عام 1937، فكان من الأجيال المتقدمة فيها، ساعده في ذلك حصيلة جيدة من التعليم استقاها من الكُتاب، حتى إنه حين دخل الابتدائية واختبره ناظر المدرسة الأستاذ أحمد أفندي نقله إلى الصف الرابع متوسط مباشرة، وبقي فيها إلى عام 1942، حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي، ولم يكن بالمدرسة المباركية صف للثالث الثانوي آنذاك.
نبوغه العلمي
وبدت مظاهر النبوغ عند أحمد البزيع في وقت مبكر، فمما روي عنه أنه عندما كان في المرحلة الابتدائية عجز طلاب الصف السادس عن حل مسألة رياضية، وكان البزيع وقتها في الصف الرابع، فاستدعاه المدرس الأستاذ جابر حديد- فوفقه الله لحل المسألة، ما يشير إلى بروز ملامح الشخصية الاقتصادية فيه في تلك الفترة المبكرة، كما كان يميل إلى اللغة العربية والتاريخ والأدب، ويحفظ بعض الأشعار التي تتغنى بالتاريخ الإسلامي والعربي.
وكان من بين زملائه في المدرسة المباركية الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، عبدالرحمن سالم العتيقي، محمد يوسف العدساني، عبدالله سلطان الكليب، أحمد الخطيب، خالد عيسى الصالح، إبراهيم آل عبدالرزاق، جاسم القطامي، عبدالعزيز الخالد، يعقوب القطامي، صالح شهاب، سليمان حسين البدر وغيرهم كثيرون من الشخصيات المؤثرة في تاريخ الكويت المعاصر.
ومن الشخصيات التي تلقى العلم على يدها أحمد البزيع الملا بلال أستاذه الأول في الكُتاب، والأستاذ عبدالملك الصالح، والأستاذ عبدالله النوري، والداعية الدكتور بدر المتولي عبدالباسط، وعبدالعزيز العلي المطوع رحمهم الله جميعاً.
قبل «بيتك»
بدأ أحمد البزيع حياته العملية بعد تخرجه في الصف الثاني الثانوي عام 1942 وهو الصف الأخير في المدرسة المباركية- حيث عمل كاتب حسابات عند أحد التجار، وهو المغفور له العم سليمان إبراهيم المسلم -أحد المؤسسين لغرفة تجارة وصناعة الكويت- وذلك لأربع سنوات، فاستفاد خبرة واسعة في التجارة والإدارة وتعرف على طرق المراسلات التجارية، وبعدها توجه بطلب من خاله المغفور له عبدالعزيز العلي المطوع وهو من أكثر الشخصيات التي أثرت في حياة أحمد البزيع وذهب إلى لبنان وقضى هناك عامين، حيث كان للمطوع مكتب في بيروت مختص بالأقمشة والصيرفة، ثم انتقل للعمل في المملكة العربية السعودية لمدة 6 سنوات لإدارة الشؤون التجارية لخاله عبدالعزيز العلي المطوع، وقد عرضوا عليه تأسيس فرع لأحد البنوك التقليدية الكويتية في الخبر لكنه رفض العمل في بنك يتعامل بمعاملات لا تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وقدر الله له أن يعيش حتى عام 2009 والذي تم فيه تأسيس بيت التمويل السعودي الكويتي في مدينة الخبر أيضاً وكان يقول: أحمد الله أنني عشت حتى رأيت أحد الأحلام التي كنت أتمنى تحقيقها.
وبعد ذلك قابله المغفور له العم يوسف عبدالعزيز الفليج أحد أعمدة الاقتصاد الكويتي المعاصر- عند مسجد السوق وقال له: « يا أحمد الآن عليك خدمة وطنك بعد هذه الغيبة في الخارج » فأثرت فيه تلك الكلمات وبدأ للالتفات إلى الاقتصاد الوطني حيث انضم في 1970 إلى غرفة تجارة وصناعة الكويت، إلى جانب العضوية في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي، وعندما أسندت إليه الفائدة البنكية ضمن اختصاصاته في «المركزي» قدم استقالته وانطلق لتحقيق حلمه في تأسيس بيت التمويل الكويتي فوفقه الله إلى ذلك، وكان من بين أبرز المساهمين في تأسيس «بيتك» إلى جانب أحمد البزيع: بدر عبدالمحسن المخيزيم، عبدالرحمن سالم العتيقي، المغفور له عبدالله العلي المطوع، المغفور له الدكتور عيسى عبده، العم يوسف الحجي.
مبادرات عملية
حاول في فترة السبعينات تأسيس شركة أو بنك على المنهج الإسلامي، وكان دافعه لهذه الاستجابة لأمر الله تعالى بالابتعاد عن حرمة الربا في الأعمال التجارية،وحينما كان عضواً في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي طرح في احدى جلسات مجلس الإدارة موضوع ضرورة إنشاء مصارف إسلامية في ذلك الوقت، وبعد المناقشة المستفيضة وافقوا على ذلك، إلا أنهم أجلوا الموضوع إلى الجلسة التالية.
وفي بداية السبعينات زار الكويت المرحوم الأستاذ الدكتور عيسى عبده، فطرح فكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي مع بعض الأخوة الأفاضل أمثال : عبدالله سليمان العقيل ويوسف جاسم الحجي وغيرهما، فاستحسن الفكرة عبد الرحمن العتيقي وزير المالية آنذاك، فتم تأسيس بيت التمويل الكويتي، وكلف بالعمل فيه عقب مشاركة بعض الكويتيين ووزارة المالية في تأسيس بنك دبي الإسلامي بالتعاون مع الشيخ سعيد أحمد آل لوتاه.
وكان الشعب الكويتي متعطشا لخدمة مصرفية ومالية شرعية. وعلى الصعيد الرسمي كان صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - رحمه الله - خير معين وأكبر مساند لهذه الفكرة وهذا المنهج لعلاقته الوثيقة بالعقيدة الإسلامية.
الأيام الأولى لـ «بيتك»
تم تأسيس «بيت التمويل الكويتي» عام 1977، وبدأ العمل يوم 28 أغسطس 1978، كان رأسمال «بيتك» في ذلك الوقت 10 ملايين دينار كويتي بنسبة 49 في المئة للمؤسسات الرسمية و51 في المئة للقطاع الخاص.
كانت أول صفقة «لبيتك» شراء قسائم سكنية ثم بيعها، ثم توسع العمل بعد ذلك وأخذ يتوسع في القنوات الاستثمارية، وانتقل إلى مكتب في شارع أحمد الجابر لمقابلة الازدياد في أعداد الموظفين والموظفات والمراجعين.
وكان على «بيتك» في مرحلة التأسيس تثقيف الموظفين بالثقافة الاقتصادية الإسلامية، لأن عليهم بدورهم تثقيف المتعاملين معهم بهذه الثقافة، وقد قام احمد بزيع الياسين بدور اساسى ومهم في هذا الجانب.
المؤسسات الإسلامية
بعد أن ترسخت المعرفة والخبرة في مجال العمل المصرفي والمالي الإسلامي، أصبح في ميسور الشباب العاملين في «بيتك» أن يؤسسوا بأنفسهم شركات أو مصارف إسلامية، وقد كان الياسين يخاطب أولئك الشباب من أبناء «بيتك» منذ البدايات قائلاً «آمل أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه كل واحد منكم أن يقود مؤسسة أو بنكاً إسلامياً»، وقد تحقق هذا والحمد لله.
كما شغل وأسس وساهم يرحمه الله في العديد من لجان الفتوى والرقابة الشرعية في العديد من البنوك والشركات والمؤسسات المالية الإسلامية، وكان من اخر أدواره المشهودة مساهماته في عملية تحويل البنك الاهلى المتحد والبنك الدولي إلى العمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
وكان من دائم أمنياته رحمه الله» أن تعم المعاملات المشروعة المعمورة كلها، والله سبحانه وتعالى أعلن الحرب في القرآن على المتعاملين بالربا، والرسول عليه الصلاة والسلام لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، لما فيه من ظلم فادح على البشرية».
مشاركات سياسية
خاض الياسين انتخابات مجلس الأمة ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1963 حصل فيها على المركز العاشر، والثانية حصل فيها على المركز الرابع عشر عام 1967، بينما كان من نصيبه المركز السادس في المرة الثالثة عام 1975.
وكان العم أحمد بزيع الياسين، رحمه الله مدرسة ومرجعية أساسية يتعلم منها الجميع أصول ومفاهيم العمل المصرفي الإسلامي، وستظل رؤاه وأفكاره في هذا المجال سراجا منيرا يهتدي بنورها العاملون في الصيرفة الإسلامية، لقد كان المغفور له بإذن الله صاحب بصمة بارزة في العمل المصرفي الإسلامي في الكويت والعالم حتى استحق بالفعل أن يلقب بشيخ المصرفيين الإسلاميين أو نقيبهم ورائد الخدمات المصرفية الإسلامية في العصر الحديث. ووصفه فضيلة الشيخ الدكتور عجيل النشمي بأنه «الفقيه الاقتصادي الذي لم يتخرج في كلية شريعة ولا كلية اقتصاد.. الرجل الذي لم أر أشد عداوة منه للربا وصروحه، ولا أشد حماسة لمنهج الإسلام».
لقد خاض الشيخ أحمد حربا ضروسا على الربا بجميع أشكاله، ولم تكن تمر مناسبة إلا ويعلن رفضه العمل في أي مجال فيه ربا أو يقود إليه، حتى أنه أبى العمل في مجالات كثيرة في مستهل حياته العملية كان يرى فيها مجالا من مجالات الربا. ولم تكن حربه على غير هدى بل ان سعيه المتواصل لتحقيق حلمه في تعبيد الطريق أمام نشأة المصارف الإسلامية جعله يتعمق في دراسة كل ما يمت إليها من علم ديني فأصبح عالماً في مجاله. وطالب الشيخ أحمد في معظم المؤتمرات التي شارك فيها بإيجاد نظام اقتصادي واجتماعي خال من الربا.
ظل الشيخ أحمد يقول إنه عندما يتكلم الإنسان عن الاقتصاد الإسلامي عليه أن ينطلق من أصلين، هما منهج وشريعة ديننا الإسلامي الحنيف، ويقصد بالتأكيد كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وكان يرى أن في هذين الأصلين المنهج الاقتصادي المتكامل الذي رضي الله به لخلقه فلا يعتريه خلل ولا نقص ولاقصور وهو صالح لكل زمان ومكان.
في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وتحديدا في 16 أكتوبر 1987، شهد العالم بدء أزمة اقتصادية هزت البورصة وسائر المؤسسات المالية الأميركية وبعض دول العالم، ودعي الشيخ في العام نفسه إلى محاضرة كان محورها عن الأزمة تلك، ولو أن العالم استمع لما قاله آنذاك في الأزمة السابقة لما كانت الأزمة الأخيرة عام 2008. رأى الشيخ أحمد أن الانهيار الذي حدث لسوق الأسهم لا يمس إلا الظواهر الخارجية في حين أن المطلوب هو التوصل لجوهر المشكلة، وهو أن الانهيار الذي حدث يدل بوضوح على فشل وإفلاس النظام الاقتصادي العالمي الحالي الذي يرتكز على محور الربا في كل جوانبه.
وكان الشيخ أحمد يرى أن بيت التمويل الكويتي بدأ العمل في سوق عنوانها المنافسة، لكنه لم يهاجم من هاجمه ولم يطعن في عمل المؤسسات المصرفية التقليدية.
أوصى الشيخ أحمد المتخصصين في المصارف والشركات الإسلامية القائمة بشيئين أساسيين: أولهما الاستمرار بالتعاون والتنسيق في ما بينهم، وثانيهما : عندما تعتزم الشركات الإسلامية على تأسيس مصرف لها يقوم بالخدمات المصرفية، أن يكون مصرفا له صفة تنموية ويتناسب رأسماله مع أهدافه.
وللشيخ رأي معتبر حول العولمة التي يشهدها العالم، حيث يقول: إن في الاندماج المتكافئ قوة، وفي العالمية الإسلامية العدل والتضامن. وكان من أمنيات الشيخ أحمد الكبرى لتحقيق حلمه الكبير بالتحول الكلي إلى الاقتصاد الإسلامي مستقبلا، إنشاء معهد لتدريس الثقافة الفقهية «لأننا في أمس الحاجة إليه».
عضويات بالتأسيس
شغل الياسين عضوية تأسيسية في البنوك الاسلامية التالية:
1- بنك فيصل الإسلامي في السودان.
2- بنك دبي الإسلامي في دبي.
3- بنك بنغلاديش الإسلامي.
4- بنك بيتك تركيا.
5- بنك التنمية في مصر.
6- بنك البحرين الإسلامي.
سيرة موجزة
- رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي منذ إنشائه وحتى عام 1993.
- رئيس جلسات هيئة الفتوى والرقابة الشرعية في بيت التمويل الكويتي منذ تأسيسها وحتى عام 1996، ورئيس الهيئة منذ عام 1997 وحتى الآن.
- يمتاز بخبرة تجارية واستثمارية ومصرفية تمتد لفترة طويلة بدأت منذ عام 1942، تقلّد خلالها العديد من المناصب القيادية في مؤسسات متعددة؛ وهو خبير اقتصادي في مجمع الفقه الإسلامي، كما يتولى مناصب قيادية لعدد من الهيئات واللجان الخيرية المحلية والعالمية.
- تلقى تعليمه في الكويت، وقد حضر على كثير من مشايخ العصر وأئمة العلم، لكن أهم ما يميزه هو ما تلقاه من فقه المعاملات على الشيخ العلامة الدكتور بدر المتولي عبد الباسط، حيث جالسه وأخذ عنه على مدى 18 عاماً، ما أكسبه علماً وافراً في هذا الباب، وجمع بين الخبرة الاقتصادية والمعلومة الشرعية.
من مهماته:
- عضو مجلس إدارة البنك المركزي.
- رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ورئيس مجلس إدارة بيت التمويل التركي.
- عضو مجالس إدارات الهيئه الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية النجاة الخيرية، وجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية، وأمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي.
- عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية.
- رئيس الهيئة الاستشارية التشريعية في بنك الكويت الدولي.
- رئيس هيئات الفتوى والرقابة في بنك بوبيان وشركات: أعيان للإجارة والاستثمار، المستثمر الدولي، ودار الاستثمار.
عادل الماجد ناعياً الياسين:
نستذكر دعمه لمسيرة «بوبيان»
نعى نائب رئيس مجلس إدارة بنك بوبيان الرئيس التنفيذي عادل الماجد للكويت والعالم الإسلامي الشيخ أحمد بزيع الياسين، الذي شغل رئاسة هيئة الرقابة الشرعية للبنك منذ تأسيسه حتى أسابيع قليلة خلت.
وقال الماجد إن «فقدان الراحل الكبيرة يشكل خسارة للعمل المصرفي الإسلامي، وعزاؤنا أنه ترك بذاراً طيبة في مختلف المواقع التي شغلها، وفي نفوس محبيه».
وبيّن الماجد أن «بنك بوبيان يستذكر بالخير دعم الراحل لمسيرة البنك منذ انطلاقه، وهو الذي لم يبخل علينا بالنصيحة والتشجيع».
نصيحة شيخ
بقلم سعيد توفيقي
في شهر مارس من 2005 وفي اليوم الذي نشرت فيه وسائل الإعلام البيان الصحافي لبيت التمويل الكويتي طلبني العم أحمد بزيع الياسين ليسمعني ما شعرت به بأنه كلام يمتزج فيه النصح مع العتب. قال «لقد نسيت أهم جملة اعتدنا واعتدت أنت أن تضمنها في كل بيان عن نتائج الأعمال...» اعتقدت للوهلة الأولى أني قد نسيت مؤشرا من مؤشرات الأداء أو رقما من الأرقام، فسألته بعد أن أعدت قراءة البيان: ماهي ياعم بومجبل؟ فأجاب «بفضل الله ومنته تمكن بيتك من تحقيق أرباح...» وشدد على أهمية أن أذكر هذه الجملة في كل إعلاناتنا التي نشير فيها إلى تحقيق أي إنجاز.
كما أذكر أنه بعد تأسيس بيت التمويل الكويتي بالبحرين في رمضان من عام 2002 وفي درس الثلاثاء بعد صلاة الظهر أبلغنا بأنه سأل رفيق دربه بدر المخيزيم عن سبب تأخره في افتتاح «بيتك- البحرين» فرد المخيزيم «ألست يا بومجبل تحرص دائما على اختيار القوي الأمين؟»
وهنا إذ لا أدعي بأنني أحد المقربين منه فهناك فارق كبير بيني وبينه سواء في العمر أو العلم أو التقوى ولا نزكي على الله أحدا ولكن قدر الله لي أن أعمل في هذا الصرح الشامخ الذي يعتبر العم بومجبل أهم مؤسسيه وفي موقع أكون فيه مسؤولا عن إعداد واعتماد بياناته الصحافية وهو موقع يفرض على صاحبه الاحتكاك والالتقاء بمعظم العاملين فيه والمتعاملين معه ومنهم المرحوم بومجبل وفي كل ساعة لقاء معه كنت أخرج بفائدة ونفع لا يقدران بثمن.
وأختم بنصيحة سمعتها يقول لبعض الحضور في مؤتمر عن المصارف الإسلامية عقد بالكويت قبل سنتين وكانت آخر مشاركة له في حدث عام حيث طلبوا منه الدعاء أن يوفقهم في رحلة عمل فقال: «أخلصوا النية لله» نعم هي ثلاث كلمات ولكنها نصيحة شيخ غالية.
رحم الله أبا مجبل وأسكنه فسيح جنانه.