الجزائر - يو بي اي - كتبت صحيفة «الخبر» الجزائرية امس، ان ثلاثة أساتذة جامعيين جزائريين تعرّضوا في 14يناير الجاري، لعملية اختطاف وتعذيب من قبل مباحث أمن الدولة في مصر خلال وجودهم في إطار بعثة رسمية للتحضير لشهادة الدكتوراه.ونقلت الصحيفة، الأوسع انتشاراً في الجزائر، عن تقرير وقعه الأساتذة الثلاثة، وهم شريقي عمر، استاذ مساعد مكلف الدروس، حركاتي نبيل، استاذ مساعد مكلف الدروس، ونائب رئيس قسم العلوم التجارية، ومرابط ساعد، أستاذ مكلف الدروس وعضو المجلس الوطني لمجلس اساتذة التعليم العالي في كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير في جامعة فرحات عباس - ولاية سطيف، ان في 31 ديسمبر الماضي، سافروا الى مصر في إطار زيارة علمية رسمية، تتمثل في تدريب قصير المدى ممنوح من الجامعة الجزائرية حيث كانوا يحملون معهم كل الوثائق اللازمة، لا سيما رسائل الاستقبال من الهيئات المستضيفة ومقررات التدريب في الخارج، اضافة إلى تقارير التدريب الموقعة من طرف الجهات المستقبلة وجوازات وتأشيرات السفر.وقال الأساتذة في التقرير «حظينا بمعاملة حسنة من طرف كل الهيئات المستقبلة، وهي معهد التخطيط القومي ومعهد البحوث والدراسات العربية ومعهد البحوث والدراسات الإحصائية، إضافة إلى كليات التجارة في كل من جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية». وأضاف التقرير، أن «الأحداث أخذت منعرجا آخر، ففي ليل 14يناير دخلت فرقة من جهاز الأمن مكونة من ستة أفراد بأزياء مدنية حاملين أسلحة رشاشة إلى غرفتنا الرقم 226 في فندق دي روز الموجود في شارع طلعت حرب وسط القاهرة، حيث قاموا بتفتيش دقيق للغرفة ولأغراضنا ووثائقنا من دون إعطائنا أي سبب للتفتيش».وتابع ان «بعد التفتيش الدقيق لم يجد عناصر مباحث أمن الدولة أي شيء مشبوه»، ثم تم نقل الأساتذة بسيارة مكتوب عليها «الأمن المركزي- العمليات الخاصة»، إلى مقر الأمن المركزي في القاهرة، ومن هناك تم تعصيب أعينهم ثم نقلوا على الفور الى منطقة ما على بعد نحو 45 دقيقة من المكان الذي كانوا فيه.وقال الاساتذة، «ان بعد وصولنا، انزلونا برفقة أمتعتنا ثم قاموا بتفتيشنا مرة أخرى وأعيننا مغمضة وقاموا بتجريدنا من ملابسنا كلية وتكبيل أيدينا بواسطة السلاسل الحديد واستبدلوا أسماءنا بأرقام 28 و29 و30».وافادوا بانهم وضعوا مع المحتجزين مغمضي الأعين ومكبلي الأيدي لأكثر من 41 ساعة، ونقل عنهم ان المركز «هو مركز تعذيب واستنطاق للمعتقلين ولا يتوافر على أدنى شروط الحياة»، مشيرين إلى تعرّضهم لـ «الضرب وكل أنواع الشتم ليلا ونهارا من دون أن يتم اطلاعهم على الأسباب، وكان الاتجاه العام للتحقيق يدور حول شبهة الإرهاب والاتصال بأشخاص مشبوهين في مصر ولندن».وذكر التقرير أن عناصر مباحث أمن الدولة طلبوا استفسارات حول كل الأرقام الموجودة في الهواتف الخلوية للأساتذة الجزائريين، واطلعوا على بريدهم الالكتروني بعد ما أرغموهم على إعطائهم كلمة السر. وأكد أن العناصر الأمنية منعت الأساتذة من الاتصال بالسفارة الجزائرية.ويقول الأساتذة في التقرير: «كنا نسمع كل اشكال التعذيب من كهرباء وضرب وتجريد من الملابس». واضافوا ان بعد نحو 41 ساعة من الاحتجاز أعلموا أنه سيتم الإفراج عنهم وأنهم سيتم إعادتهم إلى الجزائر في اليوم نفسه من دون أن يسمح لهم بالاتصال بسفارتهم.وكتبت الصحيفة أن الأساتذة سلموا نسخة من تقريرهم إلى الخارجية الجزائرية ووزارة التعليم العالي وعميد كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ورئيس جامعة سطيف ومجلس أساتذة التعليم العالي ورئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان.