| كتبت عفت سلام |دعت مجموعة من الاخصائيات الاجتماعيات وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح الى ضرورة الاهتمام بتفعيل دور الاخصائية الاجتماعية في المدارس.وأكدت الاخصائيات خلال اجتماعهن في ديوانية مرشحة انتخابات مجلس الأمة السابقة شيخة الغانم ان النظرة الدونية لمهنة الاخصائية من قبل الهيئة التدريسية والناظرة أدت إلى تقليص وانحصار أعدادها وعدم القيام بالاعمال المسؤولة عنها تجاه الطالب كما ساعد ذلك على هروب الاخصائيات للعمل كمدرسات في المدارس لتدخلن ضمن كادر المدرسات للحصول على فروق المعاش الكبيرة الموجودة بين الاخصائية والمدرسة.وشددت الاخصائيات على أهمية الدور الذي يقمن به للكشف عن مواطن الخلل في شخصية الطالب منذ البداية لتقويمها لكي لا تصبح في الكبر عقدة نفسية.وقالت الاخصائيات «ان هناك عدداً كبيراً من الطلبة من الجنسين يعانون منذ الصغر الكثير من المشاكل الاسرية التي تنعكس على سلوكهم وهؤلاء في حاجة ماسة الى اخصائيات اجتماعيات ذات خبرة للقيام بالعلاج».وطالبت الاخصائيات بضرورة الاستعانة بالكوادر البشرية المتقاعدة للاستفادة من خبراتهم كما طلبن ضرورة تعيين موجهة أو مراقبة اجتماعية من ذات التخصص على الاخصائيات ليكون الاداء أفضل لهن وللهيئة التعليمية ولينعكس الاداء على الطلبة ايضا بشكل أفضل ومتميز.وشددت الاخصائيات على ضرورة اخضاع الاخصائية لامتحانات دورية لمعرفة مدى اطلاعها على أحدث التطورات في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية.وطالبت سيدة الاعمال الناشطة السياسية شيخة الغانم «بتوفير عيادة تضم اخصائية نفسية واجتماعية وصحية في كل مدرسة خصوصا في مرحلة الروضة والابتدائي للحفاظ على الشخصية السليمة وضمان عدم وجود خلل في شخصية الطفل عند الكبر داعية الى ضرورة ان يكون التعليم الثانوي الزامياً».وأضافت: «نحن نعاني من وجود العديد من الممارسات الخاطئة التي تصدر عن الابناء في المدارس وتحتاج الى ضرورة إعادة النظر في العديد من الامور من أهمها الاهتمام بدور الاخصائية الاجتماعية»، مطالبة بضرورة توفير الكادر المالي والوظيفي لهذه الشريحة لتقوم بدورها بالشكل الصحيح كما يجب تأهيل الاخصائيات ومنحهن الحوافز والدعم.وكشفت عن «قيام بعض الاخصائيات بالاكتفاء بتسجيل الحالات التي تقوم باكتشافها بين الطلبة لارضاء الموجه فقط ولكن العمل الفعلي والعلاج المضبوط قد تتغاضى عنه»، داعية الى ضرورة اعداد الدورات التدريبية وورش العمل الكفيلة بصقل مهاراتهن في كيفية التعامل مع الحالات وحفظ الاسرار ليصبح العلاج ذا جدوى.وأشارت الى أهمية تعزيز الاختبارات النفسية لدراسة سلوك الطفل لتشخيص الحالات المرضية للطالب بكل فئة مشيرة الى ضرورة توعية المجتمع وأولياء الامور بعدم اخفاء أي معلومات تفيد تشخيص الحالة.وشددت الغانم على ضرورة اخضاع المدرسة والاخصائية للتقييم النفسي خصوصا في حال زيادة الشكاوى عليها من أولياء الامور أو الطلبة.من جانبها، قالت الاخصائية الاجتماعية عواطف الخزام ان «وزارة التربية لديها عجز في الاخصائيات الاجتماعيات في المدارس، ويرجع ذلك إلى النظرة الدونية من الناظرة لعمل الاخصائية، اضافة إلى تدني المعاش مع انها خريجة جامعية».واضافت ان «هناك الكثير من الظواهر السلبية التي تصدر عن العديد من الطلاب رغم صغر السن لذا يقع على الاخصائية دور مهم لاحتواء هذه السلوكيات السلبية حتى لا تتحول المشكلة من فردية إلى مشكلة عامة تؤرق المجتمع والمسؤولين».وأوضحت ان الاخصائية في حاجة ماسة إلى تعاون أولياء الأمور معتبرة ان بعضهم هم السبب في العديد من المشاكل التي يعاني منها الابناء وان التنشئة الاجتماعية السليمة هي الأساس في القضاء على سلوكيات الطلاب الخاطئة.وطالبت بضرورة وجود قانون لإلزام ولي الامر بالتعاون مع الاخصائية لعدم تضليلها عند تقديم المعلومات من أجل صالح الطالب وحياته المستقبلية.وكشفت عدم قيام وزارة التربية بتوفير الوسائل المتطورة كافة التي تساعد الاخصائية على القيام بعملها وفي الوقت نفسه تحرص الناظرة على تحميل الاخصائية اعمالا اضافية لا تدخل في صميم عملها.ونبهت إلى خطورة ظاهرة العنف التي اصبحت منتشرة في المدارس وهذا يتطلب تدخلا سريعا من جميع الجهات المعنية للتعرف على الاسباب وايجاد الحلول لاستئصال المشكلة من جذورها.من ناحيتها، أكدت المديرة المساعدة في مدرسة فهد العسكر الابتدائية مريم التميمي ان النظرة الدونية لعمل الاخصائية تبدأ من الناظرة نفسها كما تحرص مديرة المدرسة على التدخل في شؤون عمل الاخصائية مع ان هناك معلومات يجب الحفاظ على سريتها.وكررت التأكيد على ان ظاهرة العنف اصبحت خطيرة في جميع المدارس من الجنسين اضافة إلى الهروب من الحصص وغيرها من السلوكيات السلبية.أما بالنسبة للاخصائية الاجتماعية بدرية الحويتان فقد رأت ان الاخصائيات في حاجة إلى التأهيل والتدريب للقيام بعملهن مثل ما كان يحدث في السابق، مشيرة إلى توقف الدورات بحجة انها وسيلة للهروب من الدوام أمر خاطئ وقرار فاشل. داعية إلى ضرورة اعادة مثل هذه الدورات التي تؤهل القدرات العملية للاخصائية لأن الدراسة شيء والعمل شيء آخر.ودعت إلى ضرورة الاستعانة بالخبرات التي تقاعدت لوضع البرامج والمشاركة في ورش العمل، مؤكدة ان هناك اخصائية لا تعرف عن عملها أي شيء غير الحضور والانصراف وقبض المعاش.وعلى الصعيد ذاته، قالت استاذة العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة النهام ان «هناك ضرورة لتفعيل دور الاخصائيات الاجتماعيات في المدارس من خلال عمل حلقات نقاشية مع أولياء الامور في جميع المراحل الدراسية للتواصل المستمر بين الاسرة والمدرسة ولإيجاد الثقة لاطلاع الاخصائية على ما أخفي من حالات قد تعرض لها الابناء ولعدم الشعور بالتحرج».وشددت على اهمية قيام الاخصائية بزيارات منزلية للطالب الذي يحتاج إلى الرعاية الاجتماعية خصوصا الذي يعاني من التأخر الدراسي ومن المشاكل الأسرية.
محليات
اخصائيات اجتماعيات: نعاني النظرة الدونية وعدم التقدير المادي والمعنوي
11:09 ص