بقلوب مفجوعة وعيون باكية انهمرت منها الدموع، التفت مجموعة من المواطنين والمقيمين حول قبر أمير الإنسانية سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، في موقف نبيل من شعب أحب أميره ووفاء «للعود» الذي أحب شعبه، فأحبه الشعب.

«الراي» حضرت منذ فجر أمس في مقبرة الصليبخات لنقل صور توافد المواطنين والوافدين، حيث قبر أمير الإنسانية الذي انتقل الى جوار ربه راضيا مرضيا، مؤمنين بقضاء الله وقدره وأنهم على فراقه لمحزونون.

وفي موقف حزين، جلست سيدة كويتية مسنة وهي تمسك شاهد القبر وبصوت مخنوق بالعبرة والبكاء، وكانت تردد «الله يرحمك يا بو ناصر وما قصرت علينا يا أبو الإنسانية وما قصرت مع عيالي أبنائي وبناتي وسنكون أوفياء لك ولأسرة آل صباح».

وفيما كانت الجموع تتوافد، جاءت امرأة أخرى وبصورة عفوية وضعت رأسها على القبر وهي تبكي الأمير الراحل، وهي تقول وكأنها تخاطب نفسها «فراق كبير ولا نقدر على تحمله، ربيتنا وعلمتنا وصورتك مازالت وسوف تظل محفورة في قلوبنا وداخل بيوتنا»، وأخذت دموعها تنهمر على القبر حتى ان إحدى بناتها قامت بمواساتها وأبعدتها عن القبر قائلة لها «ادعي لأبونا صباح وعسى ربي يجعل قبره روضة من رياض الجنة».

واستمرت المشاهد المؤلمة أمام قبر المغفور له، لا سيما من قبل الرجال الكبار في السن الذين جلسوا ينظرون إلى قبر سموه في لحظة التأمل، فكان الصمت يخيم على المكان، إلا من سماع آيات القرآن الكريم يتلوها البعض والابتهال بالدعاء من البعض الآخر، طلباً من الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى.

وفي مشهد آخر، تقدم إلى القبر شاب ووضع يده على رأسه فترة طويلة وهو يبكي... كل الذين كانوا في المقبرة بكوا على أمير الكويت... البعض جلس لساعات طويلة، أمام القبر يتأملون ويترحمون على أميرهم الذي رحل، وترك وراءه انجازات كبيرة من أجل شعبه «فإنا لله وإنا إليه راجعون».

ولم تقتصر الزيارات لقبر سمو الأمير الراحل على المواطنين والمقيمين فقط، بل شهدت توافد عدد كبير من المسؤولين والسفراء، حيث أتوا لقراءة الفاتحة، مبتهلين بالدعاء بأن يرحمه الله تعالى وأن يغفر له وأن يدخله جنة الخلد وأن يوسع الله له في قبره وأن يجعله روضة من رياض الجنة وأن يجزي الفقيد الراحل عن عظيم أعماله خير الجزاء.